شرح تلقين القاضي عبد الوهاب 02
تنبيه1 :
بعد
فراغ "القاضي" من "التلقين"،
قدّم له بمقدمة في "الأحكام التكليفية" عرّفها اصطلاحا ثم عرفها لغة،
لكنه اختار ألا يلحقها بأول الكتاب بعد خروج نسخ منه حتى لا يفسده
لكنه اختار ألا يلحقها بأول الكتاب بعد خروج نسخ منه حتى لا يفسده
قال
: وكنت أجعل هذه مقدمة لأول "التلقين"، ولكن خرجت منه نسخ فكرهت إفسادها .اهـ[1]
تنبيه2 :
سقط
من "التلقين" باب "السلم" مع أن "القاضي" أشار إليه
في أول كتاب "البيوع"، و استدركه : محمد بن عيسى بن محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ
بن عيسى بن أصبغ كذا نسبه ابن غالب الأزدي، ويعرف بابن المناصف ويكنى أبا عبد الله
من أهل قرطبة ( ت : 620 )
قال
ابن الأبار محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي ( ت : 658
) :
و ألف كتاب "الأنجاد في الجهاد" فظهر
فيه علمه وبان به تقدمه، وكتاب "الأحكام" واستدرك على القاضي أبي محمد عبد الوهاب المالكي
في "التلقين" من تأليفه "باب السلم" لإغفاله ذلك .اهـ[2]
واعتماده
على كتاب "المعونة على مذهب عالم المدينة"
قال
: [ يفهم ] من كلام القاضي من كتاب البيوع من "التلقين" إحالة على تبيين [ بيع السلم ] فيما
يورده، ثم لم يقع إلينا في شيء من نسخ "التلقين"، فلعله نسي أو ذهل أو غير ذلك من
لوازم البشر، وقد رغب عند المطالعة لهذا الكتاب بعض الإخوان [ منّي ] إلحاق "فصل
السلم" إليه بما يناسب الموضوع وغرض المؤلف
في هذا الكتاب من التحديق، فلم نر في إجابته بأسا، ورغبنا أن يكون استلحاقه عليه
بنحو مما صرح به من مذهبه واختياره، وتضمنه بعض ألفاظه من كتاب "المعونة"، فكثيرا ما يجري بها مع "التلقين" فلخصنا هذا الفصل ونقّحنا ألفاظه وضبطنا معانيه،
وربما زدنا تنبيها على أشياء ليست في "المعونة"، فاستقلّ – إن شاء الله – فصلا لائقا
بكتاب "التلقين"، والله الموفق.اهـ[3]
وكانت له عناية بـ "التلقين"
قال أبو
عبد الله محمد بن محمد المراكشي ( ت: 703 ) : وكان فقيها نظارا، جانحا إلى الاجتهاد،
مائلا إلى القول بمذهب الشافعي ناصرا له مناظرا عليه، وكان مع ذلك شديد العناية بـ
"تلقين" القاضي أبي محمد عبد الوهاب، جيد النظر في فقهه وتبيين غوامضه، واستدرك فيه "فصل السلم"
على طريقته، لإغفال أبي
محمد إياه
منه .اهـ[4]
ونقل المستدرك، لكن به سقط في مواضع[5]
قال القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي
البغدادي ( ت : 422 )
: الحمد لله نشكره و نستعينه و نستغفره
و نعبده و نذكره و نؤمن به و لا نكفره و نسأله الصلاة على خيرته من خلقه محمد نبيه
صلى الله عليه وسلم و على آله و أصحابه و أزواجه و ذريته صلاة
تامة نحظى بفضيلتها و نسعد بمزيتها آمين . اهـ
ابتدأ المصنف الكتاب بـمقدمة اشتملت على :
1. حمد الله : و
الحمد الثناء، و الثناء على الله يكون بوصفه بصفات الكمال، و الألف و اللام
لاستغراق و شمول جميع صفات الكمال أي كل المحامد أو الصفات التي يُحمد عليها ثابتة
لله تعالى، و
على حذف ( أل ) ليس فيه إلى قول القائل
أحمد الله [6]
و قيل إن المراد بالحمد : الشكر، يروى عن ابن عباس، و لايصح[7]
2. و شكره : على
نعمه و آلائه، وهذا شكر باللسان، و يكون بالعمل، وكتابه هذا "التلقين"
من شكر الله بالفعل والعمل
3. و الاستعانة به : و هي
طلب العون من الله، و من أعظم ما يستعين العبدُ ربه فيه التوفيق في علم الشريعة
4. و الاستغفار : و هو
طلب المغفرة و العفو من الله، لأن الذنوب تحرم التوفيق
5.
و
توحيده في العبادة و التبري من الكفر، لأنه سابق لعام الأحكام
6. ثم الصلاة و السلام على نبيه و آله و أزواجه و أصحابه، لأنه الواسطة
بيننا وبين الله في بيان شريعتة
و هذه هي السنة في جميع خطبه صلى الله عليه وسلم الجمعة و غيرها – فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنكر أمرا خطب الناس[8] –
يبدأ الكلام بحمد الله و الثناء عليه، و الأحاديث في هذا كثيرة، ذكر بعضها البخاري
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ( ت : 256 ) تحت باب : من قال في الخطبة بعد الثناء : أما
بعد
قال ابن رجب أبو الفرج
عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي ( ت : 795 ) :
فدلّت الأحاديث كلها على أن الخطب كلها سواء كانت للجمعة أو لغيرها، و سواء كانت
على المنبر أو على الأرض، و سواء كانت من جلوس أو قيام،
فإنها تبتدأ بحمد الله و الثناء عليه بما هو أهله . اهـ[9]
و
قال : فالحمد لله متقدم على جميع الكلام، و الكلام كله متأخر عنه، و تبع له . اهـ[10]
وفيه
اقتداء بكتاب الله فأولُ أولِ صورة فيه "الحمد لله" على القول
بأن البسملة ليست منها
و
على هذا جرى العمل في الكتب و المؤلفات، ومنهم من يبتدئ بـ "البسملة"
اقتداء بكتاب الله و برسائله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك
[1] المقدمة في أصول الفقه – ضمن مجموع – 234
[2] التكملة لكتاب الصلة 2 /
320 – ط: دار الغرب
[3] بواسطة : الذيل
والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5 / 245 - 246 ط : دار الغرب
[4] الذيل
والتكملة لكتابي الموصول والصلة الذيل 5 / 243 – 244
[5] الذيل
والتكملة لكتابي الموصول والصلة الذيل 5 / 244 – 245
[6] تفسير الطبري 1 / 138 ط : شاكر
[7] حاشية أحمد شاكر على تفسير
الطبري 1 / 135
[8] من ذلك ما أخرجه البخاري ( 7301 ) عن عائشة رضي الله عنها قالت : صنع
النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ترخص فيه، و تنزه
عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله و أثنى
عليه ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فو الله إني أعلمهم بالله
و أشدهم له خشية
[9] فتح الباري 8 / 260
[10] فتح الباري 8 / 261
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق