أدب الــمنشورات 01
✍ بوعلام محمد بجاوي
مقدمة :
هذه جملة أفكار نُشرت على "الفيسبوك" – مع أن الغالب استعمال هذه الخدمة في سفساف الأمور، لكن لا بد من المزاحمة – جمعتها
حفظا لها من الضياع عسى الله أن ينفع بها، و كانت النية الأولى جمع أقوال لـ
"ابن رجب عبد الرحمن بن أحمد ( ت : 795 )"
و "المعلمي عبد الرحمن بن يحيى ( ت : 1386 )" بالتناوب ،
ثم تغيّـرت النية إلى نشر ما يهجم على القلب من أفكار دون تخصيص بموضوع أو فن، و
كانت هذه نية قديمة كنت أحزن على تضييعها و عدم تقيـيدها، فالحمد لله على هدايته و
توفيقه، وقد يؤلف الرجل كتابا ليس له فيه شيء إلا النقل، و يكتب جملة أو فِقرة
صغيرة له فيها كل شيء، معنى بكر لم يفتضه أحد قبله، و ليس المقصود بلوغ "خواطر"
ابن الجوزي أبي الفرج عبد الرحمن بن علي (ت: 597) و لا "إفادات وإشادات" الشاطبي
إبراهيم بن موسى ( ت : 790 )، و
لكن شيء وقر في القلب
و لم أمنع نفسي من بعض التعديلات على المنشورات و حذف بعضها لعدم ملاءمتها لـ "فن المنشورات"، و الله الموفق
الواجب على أهل العلم :
15 أوت 2015 [ 01 ]
قال المعلمي عبد الرحمن بن يحيى بن علي العُتمي ( ت :
1386 ) : إن
الأمة قد اتبعت سنن من قبلها كما تواترت بذلك الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم، و من ذلك، بل من
أعظمه، بل أعظمه أنها فرقت دينها و كانت شيعا، و قد تواترت الأخبار أيضا بأنه لا
تزال طائفة قائمة على الحق، فعلى أهل العلم أن يبدأ كل منهم بنفسه فيسعى في
تثبيتها على الصراط و إفرادها عن اتباع الهوى، ثم يبحث عن إخوانه و يتعاون معهم
على الرجوع بالمسلمين إلى سبيل الله، و نبذ الأهواء التي فرقوا لأجلها دينهم و
كانوا شيعا . اهـ[1]
🔔🔔🔔
معنى "السنة" :
16 أوت 2015 [ 02 ]
قال ابن رجب عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي ( ت :
795 ) في تفسير "السنة" عند السلف : و مراد هؤلاء الأئمة بالسنة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها هو
وأصحابه السالمة من الشبهات والشهوات، ولهذا كان الفضيل بن عياض ( ت : 187 ) يقول : أهل السنة من عرف ما يدخل في بطنه من
حلال، و ذلك لأن أكل الحلال من أعظم خصائل السنة التي كان
عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ثم
صار في عرف كثير من العلماء المتأخرين من أهل الحديث وغيرهم السنة عبارة عما سلم
من الشبهات في الاعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر، وكذلك في مسائل القدر وفضائل الصحابة، وصنفوا في هذا العلم باسم
"السنة" لأن خطره عظيم والمخالف فيه على شفا هلكة، وأما السنة
الكاملة فهي الطريق السالمة من الشبهات والشهوات كما قال الحسن ويونس بن عبيد
وسفيان والفضيل وغيرهم، ولهذا وصف أهلها بالغربة في آخر الزمان لقلتهم وغربتهم فيه
.اهـ[2]
فليتريث
يا من يسرع في تزكية نفسه بإضافتها إلى "السنة" و "السلف" حتى يزن نفسه بميزان الطاعة و لا تنس قول الله تعالى } ولا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى { [ النجم : 32 ]
🔔🔔🔔
التعامل مع الهوى :
20 أوت 2015 [ 03 ]
قال المعلمي عبد الرحمن بن يحيى بن علي العُتمي ( ت :
1386 ) : و بالجملة : فمسالك الهوى أكثر من أن
تحصى، و قد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعما أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها
معنى، فأقرره تقريرا يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم بذاك
الخادش، و تنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه، و غضّ النظر عن مناقشة ذاك الجواب، و
إنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولا تقريرا أعجبني صرت أهوى صحته، هذا مع أنه
لا يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش ؟
فكيف لولم يلح لي الخدش، و لكن رجلا آخر أعترض علي به ؟ فكيف كان المعترض ممن
أكرهه ؟ هذا، و لم يُكلَّف العالم بأن لا يكون له هوى ؟ فإن هذا خارج عن الوسع، و إنما الواجب على العالم أن يفتش نفسه عن هواها
حتى يعرفه ثم يحترز منه، و يمعن النظر في الحق من حيث هو حق، فإن بان له أنه مخالف
لهواه آثر الحق على هواه .اهـ[3]
اعرف مدخل الشيطان إليك
من أين فَسُدَّهُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق