أدب المنشورات 02
التحذير من التحاكم إلى القوانين الوضعية
22 أوت 2015 [ 04 ]
قال ابن رجب عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي ( ت : 795 ) - عن ضلال اليهود - : و أما اليهود - فإنهم و إن تبرءوا من الشرك - فالشرك فيهم موجود :
فإن فيهم : من عبد العجل في حياة موسى عليه السلام و قال فيه إنه الله، و أن موسى نسي ربه و ذهب يطلبه، و لا شرك أعظم من هذا.
و منهم طائفة : قالوا "العزير" ابن الله، و هذا من أعظم الشرك.
و أكثرهم : اتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله، فأحلّوا لهم الحرام و حرّموا عليهم الحلال، فأطاعوهم، فكانت تلك عبادتهم إياهم، لأن من أطاع مخلوقا في معصية الخالق أو اعتقد جواز طاعته و وجوبها فقد أشرك بهذا الاعتبار حيث جعل التحريم و التحليل لغير الله .اهـ[1]
فدعوة الحاكم إلى تحكيم الشريعة، و دعوة عموم الناس إلى ترك التحاكم إلى الأحكام والتشريعات الوضعية من الدعوة إلى توحيد الربوبية بالنسبة للحكام، لأنهم نصّبوا أنفسهم ألهة و أربابا، و بالنسبة لعموم الناس من توحيد العبادة لأن التحاكم عبادة، وإن لم يعتقدوا ربوبيتهم، ووقوع الانحراف في هذا الباب لا يقلل من عظمته، بل الواجب بيان الحق وبيان ما وقع فيه من الانحراف
✍✍✍
الإنسان بين الحق و الباطل
24 اوت 2015 [ 05 ]
قال المعلمي عبد الرحمن بن يحيى بن علي العُتمي ( ت : 1386 ) : و الإنسان لا يكره الحق من حيث هو باطل، ولكنه يحب الحق بفطرته، ويحب الباطل لهواه وشهوته، ومدار الفوز أو الخسران على الإيثار، قال الله تبارك و تعالى 【 فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) 】 .اهـ[2]
فالإنسان بين فطرته التي تدعوه إلى الحق و شهوته التي تدعوه إلى الباطل، و هذا يفسر وحشة الذنوب، لأنها تخالف فطرة الإنسان وكل ما يخالف فطرة الإنسان يشوشه، و لهذا ليس في الشريعة أخبارا و أحكاما ما يخالف الفطرة.
✍✍✍
التعامل مع آخر الزمان
25 أوت 2015 [ 06 ]
قال ابن رجب عبد الرحمن بن أحمد ( ت : 795 ) : و في الجملة ففي هذه الأزمان الفاسدة إما أن يرضى الإنسان لنفسه أن يكون عالماً عند اللَه أو لا يرضى إلا بأن يكون عند أهل الزمان عالماً، فإن رضي بالأول فليكتف بعلم اللَه فيه، ومن كان بينه وبين اللَه معرفة اكتفى بمعرفة اللَه إياه، ومن لم يرض إلا بأن يكون عالماً عند الناس دخل في قوله صلى الله عليه وسلم : من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار . قال وهيب بن الورد : رُبَّ عالم يقول له الناس عالم و هو معدود عند اللَه من الجاهلين .اهـ[3]
ضدان لا يجتمعان قصد المكانة عند الله و قصد المكانة عند الناس، لأن في هذه الأزمنة الفاسدة ما يريده الله منك غير ما يريده الناس منك، ثم إن قصد المكانة عند الناس ينافي الإخلاص الذي به التوفيق
الـــــــــــهامش
[1] الحكم الجديرة بالإذاعة[2] التنكيل 2 / 179
[3] فضل علم السلف على علم الخلف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق