السبت، 2 يونيو 2018

أدب المنشورات 05

أدب المنشورات 05
أدب المنشورات
05

✍ بوعلام محمد بجاوي
البدعة افتراء على الله، و أهلها مفترون على الله :
19 جانفي 2016 [ 13 ]
قال ابن رجب عبد الرحمن بن أحمد ( ت : 795 ) : و أهل الأهواء و البدع كلهم مفترون على الله، و بدعتهم تتـغلظ بحسب كثرة افترائهم عليه، و قد جعل الله من حرم ما أحله الله و حلل ما حرمه الله مفتريا عليه الكذب، فمن قال على الله ما لا يعلم فقد افترى عليه الكذب، و من نسب إليه ما لا يجوز نسبته إليه من تمثيل أو تعطيل، أو كذب بأقداره فقد افترى على الله الكذب، و قد قال الله عزو جل{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ النور 63 ] و قال سفيان: الفتنة أن يطبع الله على قلوبهم . فلهذا تغلظت عقوبة المبتدع على عقوبة العاصي لأن المبتدع مفتر على الله مخالف لأمر رسوله لأجل هواه
فأما مخالفة بعض أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم خطأ من غير عمد، مع الاجتهاد على متابعته، فهذا يقع كثيراً من أعيان الأمة من علمائها وصلحائها، ولا إثم فيه، بل صاحبه إذا اجتهد فله أجر على اجتهاده، و خطؤه موضوع عنه .اهـ[1]
العاصي عالم بمعصيته، و نفسه تلومه و إيمانه يزعجه فهو في وحشة يرجوا الخلاص منها بالإقلاع عن الذنوب، و قد يأتي اليوم الذي تتغلب فيه الفطرة و الإيمان على الشهوة، و قد يكون ما يعيشه من وحشة كفارة له
أما المبتدع الفرح ببدعته – التي هي افتراء على الله – فليس له ما يرده عن بدعته حتى تتكشف له بدعته و ضلاله بالموت } فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد {[2] [ ق : 22 ] و يوم القيامة } وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا [3]{ [ الفرقان : 23 ]
🔔🔔🔔
بناء الأصول على أثر حسن الإسناد[4]:
3 فبراير 2016 [ 14 ]
ذكر "فلان" أثرا عن نافع عن ابن عمر في إجابة أهل البدع و السلام عليهم، أجبت عنه بما فتح الله لكن بعد وقت قصير لم أجد التعليق، و حجبت عني الصفحة – ثم تبين لي أنها عادته في التعامل مع من يخالفه – ، فأحببت أن ألخص الجواب :
لا يمكن الاكتفاء في بناء أصل على أثر، بل لا بد من الرجوع إلى السلف و أولهم أصحاب القائل في ثبوت و فهم المروي عنه، فلا يستغنى في إثبات و فهم كلام ابن عباس مثلا عن أصحابه المتقيدين بعلمه، و هكذا في المروي عن نافع عن ابن عمر لا يتجاهل قول مالك و غيره من أهل المدينة
و في فهم كلام مالك في العقائد يرجع إلى من التزم مذهبه في العقائد و الأحكام و السلوك أما من انتسب إلى الأشعري فإنهم يتأولون كلام مالك و يحملونه على عقيدة الأشعري، ذكرت هذا الكلام لأنه أحالني – بغير أدب – إلى الرجوع إلى المالكية الذين نقلوا عن مالك ما يوافق الرواية عن ابن عمر لما ذكرت أنا مالكا لا يرى التسليم على أهل البدع، و لم يكن يعنيني حكم المسألة، و ذكرت له أن المسألة أكبر مني، و إنما الأصل الذي بني عليها، و تطبيقا لهذا المعنى ذكرت نقل ابن أبي زيد المالكي عقيدة و فقها و سلوكا مذهب مالك في هذه المسألة، قال : قال مالك لا تسلم على أهل الأهواء، و لا تجالسهم إلا أن تغلظ عليهم، و لا يعاد مريضهم و لا تحدث عنهم الأحاديث .... قال مالك : و أرى أن يستتاب القدرية و أهل الأهواء، فإن تابوا و إلا قتلوا . و قال سحنون [ بن سعيد التنوخي ] : الذي أقول به أنهم إن بانوا بدارهم و دعوا إلى بدعتهم قوتلوا و إن لم يَبينوا بدارهم و يدعوا إلى بدعتهم فإنهم لا يسلم عليهم و لا يناكحوا و لا يعاد مريضهم أدبا لهم و يؤدبون و يسجنون حتى يرجعوا عن بدعتهم، يريد كما فعل عمر بصبيغ، و يرثهم ورثتهم إن ماتوا، و إن صاغوا فلا بأس أن يصلى عليهم .اهـ[5]

نصيحة لمن لا يتحمل الرد :
5 فبراير 2016 [ 15 ]
من لا يتحمل الرد لا يعرض رأيه على الناس، فيضطر إلى حِيل الصبيان، يردون و يتهمون ما لا تصل إليه عقولهم و حواسهم و هي النيات و المقاصد المستودعة في القلوب و يُجهّلون المتكلم بالحجة الأقوى من حجتهم، يسيؤون الأدب مع من يتكلّف الأدب معهم حتى لا يجرحهم و لو بانتقاص نفسه لأنهم لم يتركوا سببا واحدا للتأدب معهم
ردهم على غيرهم : دين و إيمان
ورد غيرهم عليهم : كفر و نفاق

[1] الحكم الجديرة بالإذاعة
[2] قال البغوي أبو محمد الحسين بن مسعود ( ت : 510 ) : } فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ { الَّذِي كَانَ فِي الدُّنْيَا عَلَى قَلْبِكَ وَسَمْعِكَ وَبَصَرِكَ، } فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ { نَافِذٌ تُبْصِرُ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ فِي الدُّنْيَا.اهـ تفسير البغوي : معالم التنزيل في تفسير القرآن 7 / 360
[3] يصدق الكلام على الكافر والمنافق : لأن الإسلام شرط قبول الأعمال. و على المرائي : لأن الإخلاص شرط لقبول الأعمال. و على المبتدع لأن موافقة الشرع شرط لقبول الأعمال بل الأعمال ما كان مشروعا. و حمل بعض المفسرين على أحدها لا يفيد الحص
[4] هذا المنشور كان السبب في تغيير الوجهة..راجع المقدمة
[5] الجامع 157 - 158 طبعة دار الغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق