الاثنين، 25 يونيو 2018

مختصر في جمع القرآن 05

مختصر في جمع القرآن 05
مختصر في جمع القرآن
05

بوعلام محمد بجاوي
مقصوده بالاعتبار : يرجح بها عند اختلاف القراء، و المقصود الأولى بالقراءة لا
تخطئة إحدى القراءتين مادامت ثابتة، و يؤكد بها شذوذ القراءة غير الثابتة
بيان الموضع الأول : } يقصّ الحق  و } يقض الحق { [ الأنعام 57 ] 
القراءتان ثابتتان و متفقتان في الرسم، لأن الإعجام ( النقط ) أحُدث بعد ذلك، وحذف "الياء" في يقضي، وله نظائر في القرآن 
قال الفراء أبو زكريا يحيى بن زياد (ت : 207 ) : } إن الحكم إلا لله يقض الحق {  كتبت بطرح الياء [ يقض ] لاستقبالها[1] الألف واللام كما كتب } سندع [ ـو] الزبانية { بغير واو، وكما كتب } فما تغن [ ـي] النذر {  بغير ياء على اللفظ .اهـ[2]
وعليه لا يختلف الرسم على القراءتين، و عند الوقف في "يقض" بالسكون اتباعا للرسم.[3]
قال أبو علي الفارسي الحسن بن أحمد ( ت : 377 ) : اختلفوا في الضاد والصاد من قوله [ جلّ وعزّ ] :} يقضي الحق { [ الأنعام : 57 ]
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم : يقص الحق – بالصاد –
وقرأ أبو عمرو وحمزة وابن عامر والكسائيّ: يقضي [ يقض الحق ]– بالضّاد –
حجّة من قرأ "يقضي" : أنّهم زعموا أنّ في حرف ابن مسعود "يقضي بالحق" – بالضاد – [ فضائل القرآن لأبي عبيد ( 600 ) حدثنا حجاج [ بن محمد ] عن [ عبد الملك بن عبد العزيز ] ابن جريج عن هارون [ بن موسى ] قال: في قراءة ابن مسعود: } يقضي بالحق وهو خير الفاصلين { و قال أبو زكريا الفراء : حدثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن رجل عن ابن عباس أنه قرأ } يقضي بالحق { قال الفراء : وكذلك هي في قراءة عبد الله. وقال الطبري ( 11/ 398 – 399 ) : حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير أنه قال : في قراءة عبد الله [ ابن عباس ] : } يقضي الحق وهو أسرع الفاصلين { ] 
وذكر عن أبي عمرو أنّه استدلّ على يقضي بقوله [ بعدها مباشرة ] : } وهو خير الفاصلين { قال : والفصل في القضاء ليس في القصص . ومن حجّتهم قوله تعالى } والله يقضي بالحق وهو يهدي السبيل { [ الأحزاب : 4 ].
وحجّة من قال يقص الحق قوله : } نحن نقص عليك أحسن القصص { [ يوسف : 3 ] و } إن هذا لهو القصص الحق { [ آل عمران : 62 ] .اهـ[4]
و ترجيح إحدى القراءتين لا يلغي الأخرى
أخرج الداني في جامع البيان في القراءات السبع ( 146 ) أخبرنا عبد العزيز بن جعفر قال "نا" عبد الواحد بن عمر قال "نا" الحسن ابن علي قال حدّثنا نصر بن عليّ قال حدّثنا الأصمعي، قال: سمعت نافعا يقرأ } يقصّ الحقّ {، فقلت لنافع : إن أبا عمرو يقرأ } يقض {، وقال: القضاء مع الفصل ؟
فقال : وي يا أهل العراق! تقيسون في القرآن.
بيان الموضع الآخر : } أخرجنا لهم دابة من الأرض تُكَلِّمهم { و } تَكْلِمُهُم{ [ النمل : 82  ]
قال أبو زكريا الفراء : اجتمع القراء على تشديد " تُكَلِّمهم" وهو من الكلام. وحدثني بعض المحدثين أنه قال "تَكْلِمُهُم" .اهـ[5]
المقصود : هرم أبو زرعة بن عمرو
قال ابن حجر : أ بو زرعة ابن عمرو ابن جرير ابن عبد الله البجلي الكوفي قيل اسمه هرم وقيل عمرو وقيل عبد الله وقيل عبد الرحمن وقيل جرير ثقة من الثالثة ع[6] .اهـ[7]
قال الطبري : واختلفت القراء في قراءة قوله } تكلمهم { فقرأ ذلك عامة قراء الأمصار: "تُكَلِّمهم" بضم التاء وتشديد اللام، بمعنى تخبرهم وتحدثهم
وقرأه [ هرم ] أبو زرعة بن عمرو: "تَكْلِمُهُم" بفتح التاء وتخفيف اللام بمعنى: تَسِمُهُم.
والقراءة التي لا أستجيز غيرها في ذلك ما عليه قراء الأمصار .اهـ[8]
ومما استدل به : حدثنا بشر [ بن معاذ العقدي ] قال "ثنا" يزيد [ بن زريع ] قال "ثنا" سعيد [ بن أبي عروبة ] عن قتادة، قوله : } أخرجنا لهم دابة من الأرض تُكَلِّمهم { وهي في بعض القراءة "تحدثهم"[9]
أخرج أبو عبيد في فضائل القرآن ( 655 ) حدثنا حجاج [ بن محمد ] عن هارون [ بن موسى ] قال : في حرف أبي بن كعب } أخرجنا لهم دابة من الأرض تنبئهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون {
هذه الرواية مع أنها غير مقروء بها لكنها تؤكد شذوذ رواية "تَكْلِمهم"
و يحكى الخلاف في كتب الأصول في الاحتجاج بها – القراءة الشاذة – ، والخلاف يرجع إلى هل يلزم من نفي كونه قرآنا متعبدا بتلاوته نفي الحكم الذي تضمنه كما هو الحال في نسخ اللفظ هل يلزم منه نسخ حكمه.[10]




[1] سبقت أل التعريف
[2] معاني القرآن 1 / 337
[3] جامع البيان في القراءات السبع لـ أبي عمرو الداني 3 / 1041
[4] الحجة للقراء السبعة 3 / 318 – 319  – ط دار المامون
[5] معاني القرآن 2 / 300
[6] " ع " : أخرج له الستة : البخاري ومسلم و الترمذي و أبو داود والنسائي وابن ماجه
[7] تقريب التهذيب ص : 641 – ترجمة : 8103 - عوامة
[8] تفسير الطبري 19 / 499
[9] تفسير الطبري 19 / 500
[10] مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول 301 - 306

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق