مختصر في جمع القرآن 05
مقصوده بالاعتبار : يرجح بها عند اختلاف القراء، و
المقصود الأولى بالقراءة لا
تخطئة إحدى القراءتين مادامت ثابتة، و يؤكد بها شذوذ القراءة غير الثابتة
تخطئة إحدى القراءتين مادامت ثابتة، و يؤكد بها شذوذ القراءة غير الثابتة
بيان الموضع الأول : } يقصّ الحق و } يقض الحق { [ الأنعام 57 ]
القراءتان ثابتتان و متفقتان في الرسم، لأن
الإعجام ( النقط ) أحُدث بعد ذلك، وحذف "الياء" في يقضي، وله نظائر في
القرآن
قال
الفراء أبو زكريا يحيى بن زياد (ت : 207 ) : } إن الحكم إلا لله يقض الحق { كتبت بطرح الياء [ يقض ] لاستقبالها[1]
الألف واللام كما كتب } سندع [ ـو] الزبانية { بغير واو، وكما كتب } فما تغن [ ـي] النذر {
بغير ياء على اللفظ .اهـ[2]
وعليه
لا يختلف الرسم على القراءتين، و عند الوقف في "يقض"
بالسكون اتباعا للرسم.[3]
قال
أبو علي الفارسي الحسن بن أحمد ( ت : 377 ) : اختلفوا في الضاد والصاد من قوله [ جلّ وعزّ
] :} يقضي الحق { [ الأنعام : 57 ]
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم : يقص الحق – بالصاد
–
وقرأ أبو عمرو وحمزة وابن عامر والكسائيّ: يقضي
[ يقض الحق ]– بالضّاد –
حجّة من قرأ "يقضي" : أنّهم زعموا أنّ في حرف ابن مسعود "يقضي بالحق" – بالضاد – [
فضائل القرآن لأبي عبيد ( 600 ) حدثنا حجاج [ بن محمد ] عن [ عبد الملك بن عبد
العزيز ] ابن جريج عن هارون [ بن موسى ] قال: في قراءة ابن مسعود: } يقضي بالحق وهو خير الفاصلين { و قال أبو زكريا الفراء : حدثني
سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن رجل عن ابن عباس أنه قرأ } يقضي بالحق { قال الفراء : وكذلك هي في قراءة عبد الله. وقال الطبري (
11/ 398 – 399 ) : حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد
بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير أنه قال : في قراءة عبد الله [
ابن عباس ] : } يقضي الحق وهو أسرع
الفاصلين { ]
وذكر عن أبي عمرو أنّه استدلّ على يقضي
بقوله [ بعدها مباشرة ] : } وهو خير الفاصلين { قال : والفصل في القضاء ليس في القصص . ومن
حجّتهم قوله تعالى } والله يقضي بالحق وهو يهدي السبيل { [ الأحزاب : 4 ].
وحجّة من قال يقص الحق قوله : } نحن نقص عليك أحسن القصص { [ يوسف : 3 ] و } إن هذا لهو القصص الحق { [ آل عمران : 62 ] .اهـ[4]
و
ترجيح إحدى القراءتين لا يلغي الأخرى
أخرج الداني في جامع
البيان في القراءات السبع ( 146 ) أخبرنا عبد العزيز بن جعفر قال "نا"
عبد الواحد بن عمر قال "نا" الحسن ابن علي قال حدّثنا نصر بن عليّ قال
حدّثنا الأصمعي، قال: سمعت نافعا يقرأ } يقصّ
الحقّ {، فقلت لنافع : إن أبا عمرو يقرأ } يقض {، وقال: القضاء مع الفصل ؟
فقال : وي يا أهل
العراق! تقيسون في القرآن.
بيان الموضع الآخر : } أخرجنا لهم دابة من الأرض تُكَلِّمهم { و } تَكْلِمُهُم{ [ النمل : 82 ]
قال أبو زكريا الفراء : اجتمع القراء على تشديد " تُكَلِّمهم" وهو من الكلام. وحدثني بعض المحدثين أنه قال
"تَكْلِمُهُم" .اهـ[5]
المقصود : هرم أبو زرعة بن عمرو
قال ابن حجر : أ بو زرعة ابن عمرو ابن جرير ابن عبد الله البجلي
الكوفي قيل اسمه هرم وقيل عمرو وقيل عبد الله وقيل عبد الرحمن وقيل جرير ثقة من
الثالثة ع[6]
.اهـ[7]
قال الطبري : واختلفت القراء في قراءة قوله } تكلمهم { فقرأ ذلك عامة قراء الأمصار: "تُكَلِّمهم" بضم التاء وتشديد اللام، بمعنى تخبرهم وتحدثهم
وقرأه [ هرم ] أبو زرعة بن عمرو: "تَكْلِمُهُم" بفتح التاء وتخفيف اللام بمعنى: تَسِمُهُم.
والقراءة التي لا أستجيز غيرها في ذلك ما
عليه قراء الأمصار .اهـ[8]
ومما استدل به : حدثنا بشر [ بن معاذ العقدي ] قال "ثنا"
يزيد [ بن زريع ] قال "ثنا" سعيد [ بن أبي عروبة ] عن قتادة، قوله : } أخرجنا لهم دابة من الأرض تُكَلِّمهم { وهي في بعض
القراءة "تحدثهم"[9]
أخرج أبو عبيد في فضائل القرآن ( 655 ) حدثنا حجاج [ بن محمد
] عن هارون [ بن موسى ] قال : في حرف أبي بن كعب } أخرجنا لهم دابة
من الأرض تنبئهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون {
هذه الرواية مع أنها غير مقروء بها لكنها تؤكد
شذوذ رواية "تَكْلِمهم"
و يحكى الخلاف في كتب الأصول في الاحتجاج بها – القراءة الشاذة – ،
والخلاف يرجع إلى هل يلزم من نفي كونه قرآنا متعبدا بتلاوته نفي الحكم الذي تضمنه
كما هو الحال في نسخ اللفظ هل يلزم منه نسخ حكمه.[10]
[1] سبقت أل التعريف
[2] معاني القرآن 1 / 337
[3] جامع البيان في القراءات السبع لـ أبي عمرو الداني 3 / 1041
[4] الحجة للقراء السبعة 3 /
318 – 319 – ط دار المامون
[5] معاني القرآن 2 / 300
[6] " ع " : أخرج له الستة : البخاري ومسلم و الترمذي و أبو داود والنسائي وابن ماجه
[7] تقريب التهذيب ص : 641 –
ترجمة : 8103 - عوامة
[8] تفسير الطبري 19 / 499
[9] تفسير الطبري 19 / 500
[10] مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول 301 - 306
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق