السبت، 30 يونيو 2018

التعريف بـ "الخصال" في الفقه المالكي لابن زرب (02)

التعريف بـ "الخصال" في الفقه المالكي لابن زرب (02)

التعريف بـ "الخصال" في الفقه المالكي لابن زرب (02)

بوعلام محمد بجاوي


المطلب الثاني : المقصود بـ "الخصال"
الغالب استعمال هذه اللفظة في "الصفات" كالصفات التي يجب توفرها في القاضي و غيره، و "أنواع الكفارة"، لكن مقصود ابن زرب أعمّ، فيريد بها الأسباب، الفرائض، و باقي الأحكام الشرعية التكليفية و الوضعية نفيا أو إثباتا، و الصور و الأحوال و الأنواع
من ذلك :
قال : باب النية في الوضوء : و النية في الوضوء خمسة خصال : تنوية لصلاة فريضة أو ...[1]
المقصود : أحوال النية
و قال : خصال الطهارة – و هي ما يخرج من المخرجين من بول أو غائط – وفيه خصلتان : استجمار واستنجاء ...[2]
المقصود : أنواع الطهارة : طهارة الماء ( الاستنجاء ) و طهارة الأحجار ( الاستجمار )
و قال : والطهر من الحيض خصلتان : الجفوف ... و القصة البيضاء ...[3]
المقصود : أنواع الطهر
و قال : و فرائض الوضوء أربعة خصال ...[4]
و قال : و خصلتان لا يتم الغسل إلا بهما : النية لغسله ...[5] [ عبّـر عن الفرض بحكمه " لا يتم ...إلا بها " خلافا للوضوء ]
و قال : وسننه [ الوضوء ] أربع [ أي أربع خصال، فقد يحذف "الخصال" اختصارا ] : المضمضة [6]...
أطلق "الخصال" على الفرائض و السنن
و قال : و الخصال التي تنقضه ثلاث وعشرون خصلة : و هو ما يخرج من المخرجين[7] ...
و قال : باب خصال لا تنقض الوضوء : وذلك أربع عشرة خصلة، و هي : ما خرج من الفم ...[8]
إطلاق "الخصال" على ما يبطل العبادة و ما  لا يبطلها، و هذا راجع إلى الحكم الوضعي
و قال : الغسل ست عشرة خصلة : الغسل من الجنابة ...[9]
المقصود : أنواع الغسل أو أسباب الغسل وجوبا أو استحبابا
و قال : باب ما ينجس الآبار، و ذلك خصلتان : أحدهما : الميتة تموت فيها ...[10]
و قال : خصال ما لا ينجس الماء و لا الطعام ...[11]
وقال : باب ما لا يتوضأ به خمس عشرة خصلة ...[12]
المقصود : الأشياء و الأعيان من حيث تعلق الحكم بها نفيا أو إثباتا
و قد يعبر عن " الخصال " بغيرها كـ :
"الأشياء ":
قال : باب المسح أربعة أشياء يجوز المسح عليها ...[13]
و قال : و يتيمم على سبعة أشياء إذا لم يجد الماء ...[14]
عبرّ بـ "الأشياء" في الممسوحات
"الأصناف" :
قال : و الحيض ستة أصناف : الدم، و الصفرة ...[15]
و قال : ما يؤخذ منه الخمس : خمسة أصناف  ...[16]
عبر بـ "الأصناف" على الأعيان التي يشملها الحكم
"الأوجه" :
قال : باب المفقود على ثلاثة أوجه  ...[17]
عبّر بـ "الأوجه" على الأحوال
و قد يترك التعبير بـ "الخصال" أو ما في معناه
قال : باب التيمم : التيمم ضربتان : ضربة للوجه، و ضربة للذراعين ...[18]
و قد يستخدم "الخصال" مقترنة بالكتاب كقوله : كتاب القضاء و فيه ست خصال[19]  
و ليس المقصود مسائل الكتاب، فإنها أكثر من ستة، و إنما الشروط التي يجب توفرها في القاضي التي ذكرها بعده مباشرة
و كذا في الوصايا، المقصود أنواع الوصايا من حيث القدر ( الثلث، دونه، أكثر منه )       
قال : كتاب الوصايا، ثلاث خصال[20]، و ذلك أن يوصي بما دون الثلث أو يوصي بمبلغ الثلث، أويوصي بأكثر من الثلث ...
و كذا قوله : كتاب العارية خصلتان[21] ...و في " الشركة[22] "...
المطلب الثالث : متابعته على العنوان " الخصال "
و تابعه على العنوان ابنُ الصوّاف أبو يعلى أحمد بن محمد العبدي ( ت : 489 ) "الخصال الصغير" لأن له "الخصال الكبير"، أشار إليه في "الصغير" في موضعين
الموضع الأول : النكاح ( شروط الولي )
قال : ويجوز الرضى من المسلمين، وقد شرحناه في "الخصال الكبير" .اهـ[23]
الموضع الآخر : في "الودائع"
قال : وما قبض لمنفعة الدافع والقابض : ينقسم حاله، وهو مذكور في "الخصال الكبير" .اهـ[24]
لكنه لم يعبر بـ : "الخصال" إلا في ثلاثة مواضع :
الموضع الأول : صلاة الجمعة
قال : تجب الجمعة على من اجتمعت فيه سبع خصال .اهـ[25]
الموضع الثاني : الصوم
قال : يجب الصيام على من اجتمعت فيه خمس خصال .اهـ[26]
الموضع الثالث : الأضحية
قال : [ الأضحية ] سنة على من وجبت فيه خمس خصال .اهـ[27]
استعمل "الخصال" في شروط التكليف : في الأول والثاني شروط الوجوب، و في الأخير في شروط الاستحباب
و في أكثر المواضع استعمل عبارة "أشياء" أو لا يستعمل، يذكر الفرائض والسنن و...مباشرة




[1] الخصال 46
[2] الخصال 47
[3] الخصال 56
[4] الخصال 47
[5] الخصال 50
[6] الخصال  47
[7] الخصال 48
[8] الخصال 49
[9] الخصال 50
[10] الخصال 51
[11] الخصال 52
[12] الخصال 53
[13] الخصال 54
[14] الخصال 56
[15] الخصال 56
[16] الخصال 77
[17] الخصال 173
[18] الخصال 55
[19] الخصال 233
[20] الخصال 223
[21] الخصال 248
[22] الخصال 252
[23] الخصال الصغير 64
[24] الخصال الصغير 78
[25] الخصال الصغير 41 
[26] الخصال الصغير 49
[27] الخصال الصغير 60

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق