التعريف بـ "الخصال" في الفقه المالكي لابن زرب (04)
المطلب الخامس : منهجه في الكتاب
1.
عارض به "الخصال" لأبي ذر ابن كاديس الطرسوسي :
قال ابن عطية أبو محمد عبد
الحق بن عطية المحاربي الأندلسي (ت : بين 541 و546 ) : كتاب "الخصال" في الفقه على مذهب إمام دار الهجرة أبي عبد الله مالك بن أنس لـ : القاضي محمد بن يبقى بن زرب، ضاهى بهذا الاسم كتاب "الخصال" الذي ألّفه محمد بن علي بن كاس على مذهب أبي حنيفة .اهـ[1]
قال ابن العديم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي
جرادة العقيلي ( ت : 660 ) : أبو ذر الطرسوسي : الفقيه الحنفي، فقيه معتبر من أهل طرسوس، له
كتاب في الفقه على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، سماه "كتاب الخصال"، وقفت عليه وهو كتاب حسن، وكان بطرسوس قبل انتقالها الى
الروم .اهـ[2]
و قال أبو محمد عبد القادر بن محمد الحنفي ( ت :
775 ) : أبو ذر وقيل ابن كاديس . ثم ذكر كلام ابن العديم
و زاد : و ذكر بعض الأصحاب أن "أبا بكر القرطبي
المالكي" عارضه، وصنف كتاب "الخصال"
في مذهب مالك . اهـ[3]
و قال الذهبي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان ( ت : 748 ) : وصنف كتاب "الخصال" في مذهب مالك عارض به كتاب "الخصال" لابن كاديس الحنفي . اهـ[4]
و قال ابن فرحون إبراهيم بن علي بن محمد ( ت : 799 ) : وألف كتاب "الخصال" في الفقه مشهور على مذهب مالك عارض به
كتاب "الخصال" لابن كابس الحنفي فجاء غاية في الإتقان . اهـ[5]
و لـ أبي بكر الخفاف الشافعي من علماء القرن الرابع
كتاب "الخصال"
قال الشيرازي أبو اسحاق إبراهيم بن علي ( ت : 476 ) : ومنهم أبو بكر أحمد بن عمر
الخفاف، و له كتاب "الخصال".اهـ[6]
و قال ابن قاضي شهبة أبو بكر بن أحمد بن محمد ( ت : 851 ) : أحمد بن عمر بن يوسف أبو بكر الخفاف صاحب "الخصال" مجلد متوسط ذكر
في أوله نبذة من أصول الفقه سماه بـ "الأقسام و الخصال" و لو سمّاه بـ "البيان" لكان أولى لأنه يترجم الباب بقوله "البيان عن كذا" لا أعلم من حاله غير ذلك . اهـ[7]
و ينسب لابن سريج أبي العباس أحمد بن عمر بن سريج ( ت : 306 ) كتاب "الأقسام والخصال[8]"
قال السبكي عبد الوهاب بن علي ( ت : 771 ) : و أما كتاب "الخصال" المنسوب إليه : فقليل الجدوى، و عندي أنه
لابنه أبي حفص عمر بن أبي العباس .اهـ[9]
و
توجد نسخة مخطوطة للكتاب في مكتبة تشستر بيتي، و له صورة في جامعة الإمام محمد بن
سعود منسوبا لابن سريج، و هو الكتاب الذي يتحدث عنه ابن قاضي شهبة
سماه
في المقدمة و الخاتمة "الأقسام و الخصال" :
يترجم
للباب بـ : البيان
البيان
عما
ينقض الطهارة في حال دون حال
البيان
عن
غسل الجنابة و أحكامها
البيان
عن
أحكام الأذان و الإقامة
و
هكذا ....
و
افتتح الكتاب بجملة أبواب في أصول الفقه، أولها : "البيان عن معرفة إدراك الحلال و الحرام"
و
يعبر بـ "الخصال" كما في كتاب ابن زرب
من
ذلك :
البيان
:
عما يوجب الغسل في الرجل و المرأة و أحكامه
الذي
يوجب الغسل في الرجل خصلتان، و في المرأة أربع خصال
البيان
عن حال ما يسقط به فرض الجمعة :
فرض
الجمعة يسقط عند وجود عشر خصال
البيان
عن حال المسح على الخفين و أحكامه
المسح
على الخفين جائز إلا عند وجود عشر خصال
و
هكذا ...
2. قسّم مختصره إلى كتب، و ضمن
الكتب يذكر ترجمة المسألة مباشرة، و قد يبوب كما في النقول السابقة
3. وزّع الأحكام حسب نوعها :
الفرائض، السنن، النواقص، ما ليس بناقض
كما في النقول السابقة
خلافا للمختصرات التي سبقته، كـ : "المختصر" للطليطلي علي بن عيسى
بن عبيد التجيبي ( ت : منتصف القرن الرابع ) "التفريع" لابن الجلاب أبي القاسم عبيد الله بن الحسين ( ت : 378 ) و "اختصار المدونة" و "الرسالة " لابن أبي زيد أبي
محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن النفراوي القيرواني ( ت : 386 ) ، و "تهذيب اختصار المدونة" للبراذعي أبي سعيد خلف بن أبي القاسم محمد ( ت : 372 ) ، و هذا المنهج الذي غلب على المختصرات بعده، و
هو الذي سار عليه القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي ( ت : 422 ) في "التلقين" و من بعده كـ :
ابن الصواف أبي يعلى أحمد بن محمد العبدي ( ت : 489 ) في "الخصال الصغير"، و سبق أن له أيضا "الخصال الكبير"
[1]
فهرس ابن عطية 99
[2] بغية الطلب 10 / 4445
[3] الجواهر المضيئة 2 /
273 – 274
[4] تاريخ الإسلام 27 / 43 -
تدمري
[5] الديباج المذهب في
معرفة أعيان علماء المذهب 2 / 230 – دار التراث
[6] طبقات الفقهاء 114
[7] طبقات الشافعية 1 / 124 –
عالم الكتب
[8]
تاريخ التراث العربي المجلد الأول الجزء الثالث / 199 الأعلام للزركلي 1 / 185
معجم المؤلفين لكحالة 2 / 31 اعتمادا على المخطوط
[9] طبقات الشافعية الكبرى 3 / 23
.png)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق