الإغـارة على الـكـتب 2
✍بوعلام محمد بجاوي
وقرأت بخطه أيضا على نسخة من
🔔"شرح العمدة [ عمدة الاحكام ] " لـ : البرماوي [ أبي عبد الله محمد بن عبد الدائم ( ت : 831 ) ] ما نصه : يقول الفقير [ ابن حجر ] أحمد بن علي الشافعي : إن هذا الكتاب مشى فيه الشيخ شمس الدين [ البرماوي ] – عفا الله تعالى عنه – على شرح شيخنا الشيخ سراج الدين ابن الملقن [ الإعلام بفوائد عمدة الأحكام[1] ] كان من أوله إلى آخره ينتخب فوائده، و يحصل مقاصده. و ربما لم يزد فيه إلا الشيء اليسير، بحيث لو تصدى حاذق إلى انتزاع ما زاده، لم يزد على كراس أو كراسين. ولو تصدى لتتبع ما حذف من شرح شيخنا من الفوائد التي تضاهي ما انتخبه، لكان قدر ما كتبه. و لو كان تجرد لعمل نكت على كتاب شيخنا تحريرا واستدراكا ونحو ذلك، لكان أظهر لبيان فضيلته، وقوة نفسه مع السلامة من الإغارة على كلام شيخه، من غير أن ينسبه إليه، فليس ذلك من شكر العلم، والله المستعان .
وقرأت بخطه أيضا :
🔔"شرح البخاري" [ عمدة القاري شرح صحيح البخاري ] لـ : بدر الدين [ محمود بن أحمد الحنفي ] العيني ( ت : 855 ). أخذه من "فتح الباري" لابن حجر، و نقص منه وزاد فيه قليلا، ولكن أكثره يسوقه بحروفه، الورقة والورقتين وأقل وأكثر، أو يعترض عليه اعتراضات واهية
قلت : وقد بينها صاحب الترجمة [ ابن حجر ] في مصنفه "انتقاض الاعتراض[2]" رحمهم الله أجمعين .
[ تعليق : قال ابن حجر في "الانتقاض" : ثمّ ذكر ( العيني ) مقدمة لطيفة انتزعها من القطعة الّتي كتبها شيخ الإسلام ( أبو زكريا يحيى بن شرف ) النووي ( ت : 676 )، ولو كان نسخها من نسخة صحيحة ونسبها إليه لاستفاد السلامة ممّا وقع في خطه من التصحيف لكثير من الأسماء والسمات، والتحريف لبعض الكلمات، و قد تتبعت ما وقع به من ذلك في تلك الكراسة الّتي ابتدأ بها خاصّة، فزاد على ثمانين غلطة، فأفردت كذلك في جزء سميتهُ "الاستنثار على الطاغي المعثار" [3] ...
ثمّ لما مضى من هذه القصة عدة سنوات عاد المذكور لما كان شرع فيه من الشرح بزعمه بعد أن كثرت النسخ بما كمل من شرح كاتبه، فاستعار من بعض الطلبة ما حصله منه أولا فأولا، وقرأت بخطه أنّه شرع في شرحه في شهر رجب سنة عشرين وثمان مائة، فكتب منه مجلدين في سنة، ثمّ ترك إلى أن أكمل المجلد الثالث في جمادي الأولى سنة ثمان وثلاثين، فلم يعد إلى الكتابة فيه حتّى شارف "فتح الباري" الفراغ فصار يستعير من بعض مَن كَتب لنفسه من الطلبة فينقله إلى شرحه من غير أن ينسبه إلى مخترعه. وقد رأيت أن أسوق في ذلك أمثلة كثيرة يتعجب منها كل من وقف عليها، ثمّ أعود إلى إيراد ما أردت منه الجواب من اعتراضاته على فتح الباري .اهـ[4]
زاد السخاوي في " الضوء اللامع لأهل القرن التاسع " - ترجمة العيني - : وطوّل البدر شرحه بما تعمد شيخنا حذفه من سياق الحديث بتمامه وتراجم الرواة واستيفاء كلام اللغويين مما كان القصد يحصل بدونه وغير ذلك، وذكر لشيخنا عن بعض الفضلاء ترجيحه بما اشتمل عليه من البديع فقال بديهةً هذا شيء نقله من شرح لـ : ركن الدين وكنت قد وقفت عليه قبله ولكن تركت النقل منه لكونه لم يتمّ[5]، إنما كتب منه قطعة يسيرة وخشيت من تعبي بعد فراغها في الاسترسال في هذا المهيع بخلاف البدر فإنه بعدها لم يتكلم بكلمة واحدة في ذلك، وبالجملة فشرح البدر أيضا حافل لكنه لم ينتشر كانتشار شرح شيخنا ولا طلبه ملوك الأطراف من صاحب مصر ولا تنافس العلماء في تحصيله من حياة مؤلفه وهلم جرا ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء[6] .اهـ[7] ]
[ قال بوعلام محمد بجاوي : و " شرحه على سنن أبي داود " من " معالم السنن " للخطابي، و أكثر من إسناد الكلام إليه ]
و قرأت بخطه أيضا في ترجمة الأديب المؤرخ الشهاب أحمد بن عبد الله بن الحسن بن طوغان الأوحدي ( ت : 811 ) ما نصه : اعتنى بعمل "خطط القاهرة"، ومات عنه مسودة، فبيّضه الشيخ تقي الدين المقريزي [ أبو العباس أحمد بن علي ( ت : 845 ) و سماه :
🔔المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار .
[ تعليق : قال السخاوي في "الضوء اللامع" في ترجمة ابن طوغان الأوحدي : واعتنى بالتاريخ وكان لهجا به، وكتب مسودة كبيرة لخطط مصر والقاهرة تعب فيها وأفاد وأجاد، وبيّض بعضها، فبيضها التقي المقريزي ونسبها لنفسه مع زيادات . اهـ[8]
و قال في ترجمة المقريزي : وصارت له فيه جملة تصانيف، كـ : "الخطط للقاهرة"، و هو مفيد لكونه ظفر بمسودة الأوحدي - كما سبق في ترجمته - فأخذها وزادها زوائد غير طائلة .اهـ[9] ]
قلت [ السخاوي ] : و كذا عمل في " تاريخ مصر" للقطب [ قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور ] الحلبي ( ت : 735 ) ، فإنه لم يبيض منه غير المحمدين وبعض الهمزة، فأخذ المسودة بتمامها، ولخص تراجمها، ولم ينسب له - فيما رأيت- ولا الترجمة الواحدة . اهـ نهاية النقل عن السخاوي
قال بوعلام محمد بجاوي : المقصود :
🔔"المقفى الكبير" – مطبوع بدار الغرب، غير تام – يسميه السخاوي "تاريخ مصر" كما في الضوء اللامع 1 / 135 ، 175 ، 179 ، 191 ، 240 و في مواضع كثيرة يكتفي بـ "تاريخه" 1 / 19 ، 27 ، 41 ، 144 ، و كذا يسميه المقريزي نفسه، قال في "السلوك لمعرفة دول الملوك" : وقد اقتصصت في تاريخ مصر الكبير المقفي أخبار المرقص هذا فانظره في حرف الميم تجده .اهـ[10] و هو خاص بالتراجم، قال في مقدمة "السلوك" : ويحوى أكثر ما في أيامهم من الحوادث والماجريات، غير معتن فيه بالتراجم والوفيات، لأني أفردت لها تأليفا بديع المثال بعيد المنال .اهـ[11]
و كتاب القطب الحلبي مفقود، و الموجود "المنتقى من تاريخ مصر" لابن خطيب الناصرية ( ت : 843 ) مطبوع.
و صرّح المقريزي – بعد ذلك – في ترجمة ابن طوغان في "درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة" باستفادته منه ، قال : علقت عنه جملة أخبار، و استفدت منه كثيرا في التاريخ ( يريد المقفى ) ، و أعانني الله بمسودات من خطه في خطط القاهرة ضمنتها في كتابي الكبير المسمى بكتاب " المواعظ و الاعتبار في ذكر الخطط و الآثار ".اهـ[12] ، و أسند عنه جملة أخبار[13] ، و لعل سبب ذلك دفع التهمة عن نفسه لما بلغه اتهامه بالإغارة على مسودّة الأوحدي، و كان الأولى ذكره في مقدمة الكتابين ]
و المقصود " لا تبخسوا الناس أشياءهم " و القيام بحق الأموات على الأحياء.
[1] مطبوع
[2] مطبوع
[3] في الضوء اللامع 10 / 133 : الاستنصار على الطاعن المعثار
[4] انتقاض الاعتراض في الرد على العيني في شرح البخاري 1 / 9 – 10
[5] قال ابن حجر في إنباء الغمر بأبناء العمر ( ت : 783 ) : أحمد بن محمد بن عبد المؤمن الحنفي، الشيخ ركن الدين القرمي، ويقال له أيضا : قاضي قرم، قدم القاهرة بعد أن حكم بالقرم ثلاثين سنة، فناب في الحكم، وولي إفتاء دار العدل، ودرس بالجامع الأزهر وغيره، وجمع شرحا على البخاري، استمد فيه من شرح شيخنا ابن الملقن، رأيت بعضه، وكان يزن بالهنات .اهـ 1 / 242
[6] رحمة الله على "السخاوي"، ما أحوج هذا الزمان إلى مثله
[7] الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 10 / 133 - 134
[8] الضوء اللامع 1 / 358 – 359
[9] الضوء اللامع 2 / 22
[10] السلوك لمعرفة دول الملوك 6 / 507
[11] السلوك 1 / 104
[12] درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة 1 / 186
[13] درر العقود 1 / 187 – 189
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق