الخميس، 3 يناير 2019

حفظ السنة 02

حفظ السنة 2

حفظ السنة 02

 بوعلام محمد بجاوي


المرحلة الثانية : الجمع في الكتب

ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن كتابة الحديث
*أخرج مسلم في صحيحه : 72 - ( 3004 ) حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام [ بن يحيى ] عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير "القرآن" فليمحه، وحدثوا عني، ولا حرج، ومن كذب عليّ - قال همام : أحسبه قال - متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
وأخرجه النسائي في الكبرى ( 7954 – ط : الرسالة ) من طريق عفان بن مسلم و يزيد بن هارون عن همام
*الترمذي ( 2665 ) حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري، قال : استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتابة فلم يأذن لنا.
سفيان بن وكيع : كان صدوقا إلا أنه ابتُليَ بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنُصح فلم يَقبل فسقط حديثه[1]
ولم يسمعه ابن عيينة من زيد بن أسلم ، بل من ابنه عبد الرحمن عنه
أخرجه ابن عدي في الكامل ( 5 / 444 ) : من طريق محمد بن سليمان لوين :
و أخرجه ابن عدي في مقدمة الكامل ( 1 / 96 ) من طريق محمد بن خلاد :
والخطيب في تقييد العلم ( ص : 32 ) من طريق لوين و الحسين بن الحسن بن حرب المروزي – :
عن ابن عيـينة عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه... الحديث بلفظ : استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن أكتب الحديث، فأبى أن يأذن لي
وعبد الرحمن بن زيد : ضعيف، كما يأتي
*و رواه : عبد الرحمن بن زيد [ بن أسلم ] – أيضا – عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة :
أخرجه أحمد ( 11092 ) حدثني إسحاق بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال : كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا، فقال : ما هذا تكتبون ؟ فقلنا : ما نسمع منك، فقال : أكتاب مع كتاب الله ؟ فقلنا : ما نسمع، فقال : " أكتاب غير كتاب الله امحضوا كتاب الله وأخلصوه. قال : فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد، ثم أحرقناه بالنار، قلنا : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتحدث عنك ؟ قال : نعم تحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " قال : فقلنا : يا رسول الله : أنتحدث عن بني إسرائيل ؟ قال : نعم، تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فإنكم لا تحدثون عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه
و أخرجه البزار ( 8763 ) والخطيب في تقييد العلم ( ص : 34 ) من طريق يعقوب بن محمد عنه. و الخطيب في تقييد العلم ( ص : 33 ) من طريق آخر عنه
قال البزار أبو بكر أحمد بن عمرو ( ت : 292 ) : وهذا الحديث رواه همام : عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
و عبد الرحمن بن زيد : قد أجمع أهل العلم بالنقل على تضعيف أخباره التي رواها، وإنما ذكرنا حديثه لنبيّن أنه خالف هماما، وأنه ليس بحجة فيما يتفرد به .اهـ[2]
*و أخرجه الطبراني في الأوسط ( 7514 ) حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته "نا" شيبان بن فروخ "ثنا" عيسى بن ميمون عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس وعن زيد بن أسلم عن ابن عمر، قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوبا رأسه، فرقي درجات المنبر، فقال : ما هذه الكتب التي بلغني أنكم تكتبونها ؟ أكتاب مع كتاب الله؟ يوشك أن يغضب الله لكتابه فيسرى عليه ليلا، فلا يترك في ورقة ولا قلب منه حرفا إلا ذهب به. فقال من حضر المجلس : فكيف يا رسول الله بالمؤمنين والمؤمنات ؟ قال : من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلا الله
قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا عيسى بن ميمون، تفرد به "شيبان".
وعيسى بن ميمون : متروك
*ويروى عن الثوري عن زيد بن أسلم  عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تكتبوا عني غير القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه
أخرجه الخطيب في تقييد العلم ( ص 32 ) من طريق النضر بن طاهر : حدثنا عمرو بن النعمان عنه
النضر : متهم بالكذب وسرقة الحديث[3]
الخلاصة : المحفوظ حديث همام بن يحيى عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم
مع أنّ الحديث أعلّ بالوقف، و الخطأ من همام :
قال الخطيب : ويقال أن المحفوظ رواية هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري من قوله، غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .اهـ[4]
قال المزي : رواه أبو عوانة [يعقوب بن إسحاق ] الإسفرائينيُّ ( ت : 316 ) ، عن أبي داود السجستانيِّ عن هدبة - بقصَّة الكتابة – وقال : قال أبو داود : وهو منكر، أخطأ فيه همَّام، هو من قول أبي سعيد .اهـ[5]
خرّج البيهقي أبو بكر أحمد بن الحسين ( ت : 458 ) في "المدخل إلى علم السنن"[6] والخطيب في "تقييد العلم" الروايات الموقوفة على أبي سعيد الخدري، و التي تفيد أنه ليس له شيء مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم، حجته أنهم لم يكونوا يكتبون[7]
و أخرج أبو داود – رواية أبي الحسن علي بن محمد بن العبد الوراق – ( تحفة الأشراف : 4258 ) عن أحمد بن يونس عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحنَّاط عن خالد بن مهران الحذَّاء، عن عليُّ بن داود - ويقال ابن دود – أبي المتوكِّل الناجيُّ البصريُّ عن أبي سعيد : ما كنَّا نكتب غير التشهد والقرآن
ويروى مرفوعا أيضا عن زيد بن ثابت :
أبو داود ( 3647 ) حدثنا نصر بن علي أخبرنا أبو أحمد [ محمد بن عبد الله الزبيري ] حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال : دخل زيد بن ثابت على معاوية، فسأله عن حديث فأمر إنسانا يكتبه، فقال له زيد : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن لا نكتب شيئا من حديثه فمحاه
كثير بن زيد : فيه ضعف[8]، والمطلب عن زيد : مرسل[9]، وليس في كلامه أنه سمعه "دخل زيد بن ثابت على معاوية"
قال الخطيب البغدادي أبو بكر أحمد بن علي ( ت : 463 ) : وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه".
فحمل جماعة من السلف حكم كتاب العلم على ظاهر هذا الخبر، وكرهوا أن يُكتب شيء من الحديث وغيره في الصحف، وشدّدوا في ذلك
وأجاز آخرون منهم كتاب العلم وتدوينه.
وأنا أذكر بمشيئة الله ما روي في ذلك من الكراهة وأبين وجهها وأن كتب العلم مباح غير محظور، ومستحب غير مكروه. وبالله تعالى أستعين، وهو حسبي، ونعم الوكيل .اهـ[10]


[1] تقريب التهذيب  2456 – ط : عوامة
[2] مسند البزار 15 / 277 – حديث : 8763 الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير لـ الجورقاني 1 / 255- 256
[3] ميزان الاعتدال 4 / 258 – 259 – ترجمة : 9070
[4] تقييد العلم ص : 31
[5] تحفة الأشراف 3 / 408
[6] المدخل إلى علم السنن المعروف بـ المدخل إلى السنن الكبرى 2 / 830 – 831 – أرقام: 1818 ، 1819 ، 1820 
[7] تقييد العلم ص : 36 - 38
[8] ميزان الاعتدال 3 / 404 – 405 – ترجمة : 6937
[9] قال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : المطلب بن عبد الله بن حنطب : عامة حديثه مراسيل لم يدرك أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمإلا سهل بن سعد وأنسا وسلمة بن الأكوع ومن كان قريبا منهم، ولم يسمع من جابر ولا من زيد بن ثابت ولا من عمران بن حصين .اهـ المراسيل ص : 210 – مسألة : 785
[10] تقييد العلم ص 28

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق