الجمعة، 18 يناير 2019

أدب المنشورات 13

أدب المنشورات 13
بوعلام محمد بجاوي
أعدى أعداء الإسلام 
21 أفريل 1016 [ 37 ]
المسلمون أقوياء بالحجة و البيان لموافقة دينهم للفطرة التي فطر الله عليها الناس، و للعقل البسيط و المركب الذي ثبت صحته، و ضعفاء – اليوم – الشوكة مقابل الملل الأخرى، ورحمة من الله بهذه الأمة و تحقيقا لوعده في بقاء هذا الدين ظاهرا على الأديان أذلّ النصرانية و قهرها في بلادها بأهلها الذين ضاقوا ذرعا بجورها وظلمها، وفتح الباب أمام أهل الحجة و الدليل ليدخلوا بلادها - بلا سيف و لا رمح - و يدعوا إلى دين الله قلوبا ضالة حائرة تبحث عن الجواب الكافي الشافي و السكينة و الطمانينة، و دخل كثير منهم في دين الله أفواجا.
لكنّ البعض من السلمين ضلّ عن هذا المنهج وراح يقابل الشوكة بالشوكة - وأي شوكة -، فيقتل من كُـلّف بهدايتهم، فقدّم بذلك خدمة لأعداء التبشير الإسلامي لينفروا من دعاة الإسلام، بل ونابوا عنهم في كثير من الاعتداءات إضافة إلى غض الطرف عن التمهيد لها، فاستحقوا بذلك لقب : أعدى أعداء الإسلام .
✍✍✍
الورقة البيضاء 
29 أفريل 1016 [ 38 ]
كنا نسمع أن الطفل عند التحاقه بالمدرسة ورقةٌ بيضاء يكتب عليها معلمه ما يشاء خيرا أو شرا، و لما عاينا وابتلينا بالتعليم الابتدائي وجدناه كراسا بل سجلا عظيما كَـتَب عليه - زيادة على ما ورثه عن أبويه من الشرور - والداه و قرابته لأمه و أبيه و المربيات اللآتي تعاقب عليهن، و الأطفال الذين اختلط بهم في الروضة بِحِبْر لا يمحى جميع أنواع الشرور، ثم يلقى اللوم على معلمه أنه أساء تأديبه، كل هذا لأن القوانين المتعلقة بالطفلِ حقوقِه لا يلزم بها إلا المعلم، أما غيره فهم في حل منها .
✍✍✍
الورقة السوداء 
29 أفريل 1016 [ 39 ]
إذا كان المعلمون - وأولهم معلموا التعليم الابتدائي - الورقة البيضاء في العالم الأول، لأنهم يعظمون : 
العلم 
الأصل و الأساس والبدايات : لأنه عليه يشيد البناء
فإن الحال في العالم المتخلف على العكس فهم يؤخرون العلم، و لا يعتنون به إلا قليلا و لولا الحياء لما التفتوا إليه، وهذا دفعهم إلى قلة العناية بالأصل و الأساس، لأنهم يظنون أن الناس الغربيين ينظرون إلى صورة البناية لا إلى أساسها وإلى النهايات لا إلى البدايات – وهذه نظرتهم هم لا نظرة من يزينون ظاهرَهم لهم – فالنجاح عندهم أرقام : عدد حاملي الشهادات و الناجحين في الامتحانات. 
والنتيجة أساتذة الجامعة يلعنون أساتذة الثانوي وهؤلاء يلعنون أساتذة المتوسطات و هؤلاء يلعنون أساتذة الابتدائيات، و لا يجد هؤلاء من يلعنون، مع أن أستاذ الابتدائي محجور عليه من أولياء التلاميذ الذين لا يهمهم إلا المعدلات في آخر الفصل، و من واضعي البرامج الذين يجتهدون – رياء – في تنويع المواد التي تتطلب وسائل و أساتذة متخصصين – هذا إذا كانت في حدود قدرة فهم التلميذ – لا أستاذا واحدا فما هو إلا عبد مأمور، ثم هو من يتحمل وزر فشل التلاميذ فيحتاج إلى أن يحتال لينجح أكثر التلاميذ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق