أدب المنشورات 19
الفوائد
24 جوان 2016 [ 56 ]
على طالب التميز مطالعة كتب التراجم و التواريخ و الرحلات لأجل فهرسة فوائدها، ليرجع إليها عند الحاجة : بحث أو محاضرة أو درس أو خطبة، فاستخراج الفوائد - إن جاز تسميتها فوائد - من مضانها يحسنه الكثير
و كذا كتب التفسير و شروح الحديث، فإنها تحوي فوائد في غير مضانها في أصول الفقه و قواعده و غيرهما، و من أعظم نعم الله على "فلان" أن هداه إلى مطالعة "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" لـ ابن دقيق العيد محمد بن علي ( ت : 702 ) و فهرسة فوائده دون قصد منه أو إشارة من أحد غير أنه وجده في رفّ مكتبة ( حنفي )، فانتظر أول منحة له من الجامعة فاقتناه، و لا زالت صورته على الرفّ بين عينيه و بجنبه "المناهج الأصولية" لـ فتحي الدريني، استغنى به عن كتب الأصول التي شانها أصحابها بمسائل عقيمه و غريبة عن الفقه بل و عن الشريعة و تكرار الأمثلة مع كثرتها، و قد تكون أحاديث ضعيفة أو لا أصل لها أو ثابتة بغير اللفظ المنقول فيها، ينقلها اللاحق عن السابق بلا تثبت
وبعده - إحكام الاحكام - كتاب "بيان مشكل الأحاديث ( شرح مشكل الآثار )" لـ الطحاوي أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة ( ت : 321 ) ، و موضوعه في الغالب الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض
و هذه الفوائد : هي التي تميّز الباحث عن المتطفل على البحث
✍✍✍
الأجساد الفاضحة
26 جوان 2016 [ 57 ]
لم تعد تقتصر الأجساد الفاضحة على أجساد النساء المكشوفة و لا على أجساد الرجال المخنثين الذين تشبهوا بالنساء في التزين و التكشف، بل زاحمها أجساد المنتسبين إلى العلم أصحاب البطون المنتفخة، فإذا كان طلب العلم معناه :
1 / التقلل من الدنيا أي ترك التكسب إلا للضرورة من أجل التفرغ للعلم
2 / إجهاد الفكر في العلم : حفظا و فهما و استنباطا و تعليما
3 / المعرفة بالله التي توجب خشيته و التي تنحت الجسم نحتا، و تدفع و تؤزّ إلى الزهد في الدنيا دفعا و أزا
فمن أين جاءت هذه البطون ؟؟؟
✍✍✍
التفاصيل مسكنه و الإجمال أشجاره المحيطة ؟ : الشيطان
28 جوان 2016 [ 58 ]
المسلمون بجميع طوائفهم في الإجمال متفقون يؤمنون بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القضاء و القدر، و ركنيّة الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج، و يدينون بالتحاكم إلى القرآن و إلى صحيح السنة، لكن الذي على الحق طائفة واحدة هي التي تلتزم الإجمال أي تنزل التفاصيل عليه
فمتكلموا أهل السنة - الكلابية و ما تفرّع عنها : أشعرية و ما توريدية - يدينون بتعظيم السنة و يصححونها و يردّون على الجهمية و المعتزلة المنكرين لها، و هم في النهاية مخالفون لما احتوته من عقائد، فإن قيل : كيف و قد أقررتم بألسنتكم تصحيحها و الاحتجاج بها ؟
قالوا : نحن نصححها و ندفع عنها المعنى الذي ردّها أهل البدع - الجهمية و المعتزلة – لأجله، و نحملها على معنى يليق بها - و إن كان اللفظ لا يحتمله – فهم متفقون معهم على رد السنة
و أصحاب "الإسلام هو الحل" أبعد الناس عن الشعار الذي يرفعونه من خصومهم الذين يعارضوه، حتى في أصل العقيدة، يصححون عقائد النصارى و يؤاخونهم، بل منهم من قال لا يوجد في البلد إلا دين واحد أي أن النصرانية و الإسلام دين واحد و سعوا- بل فعلوا - في التمكين لـ الشيعة المجوسية التي لا ترضى إلا أن تكون سيدة في بلادهم يذلون أنفسهم لهم و يريدون أن يذلوا الأمة لهم، و يبيحون المعاملات المحرمة باسم الحرية الاقتصادية، و ينكرون الحدود باسم الحضارة، - و قد خرج أحد منظريهم و أنكر الرجم، و ليس هذه أوّل عروة يريد نقضها و لا أوّل لبنة يحاول سحبها - و غير ذلك فإذا قيل لهم : و ما الإسلام الذين ترفعون شعاره قالوا : العدل، الحق، المساواة، أداء الحقوق، معاقبة المفسدين و نحوها
و إذا قيل لهم هذه شعارات يشارككم فيها جميع البشر من له دين و من ليس له دين و قد توجد حتى عند الحيوانات ؟ قلت - مجيبا عنهم - : شعار ورثناه، و أوراق في صندوق
و لأحد علماء اللغة كلام جميل في هذا المعنى بخلت به - لا على القراء و لكن - على الفيسبوك. و ما أريد إلا الإصلاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق