الأربعاء، 21 يوليو 2021

أدب المنشورات 20

أدب المنشورات 20

✍بوعلام محمد بجاوي

3 جويلية 2016 [ 59 ]

الكتابة على الفيسبوك : بين بين

قال الصفدي خليل بن أيبك ( ت : 764 ) في شرحه على لا مية العجم المسمى "غيث الأدب الذي انسجم بشرح لا مية العجم" - بعد أن ذكر فائدة - : و قد كنت بخلت بهذه الفائدة أن أودعها هذا الكتاب ثم رأيت إثباتها فيه .اهـ[1]
يقول هذا الكلام مع أنه أودع الشرح كثيرا من الفوائد خرج بها عن المقصود، قال الدميري أبو البقاء محمد بن موسى ( ت : 808 ) : غير أنه ينتقل فيه من علم إلى علم، و من نكتة إلى نكتة، و من غريبة إلى غريبة ... .اهـ[2]
و ذلك أن الأفكار أعزّ عند أهل العلم من اعتزاز أهل الأموال بأموالهم و أملاكهم، و فرحهم بها أشد، قال الإلبيري في تائيته : مقارنا بين الأغنياء و العلماء :
"وَمهما افتض أبكار الغواني ... فكم بكر من الحكم افتضضت "
و من اعتزازهم و فرحهم بها قد يبخلون بإيرادها في محلّ؛ لأنهم يرونه لا يليق بها، و لعل تردد الصفدي لأن الكتاب شرح و ليس كتابا مستقلا
و هذا الذي يراود من يكتب كلاما ذا بال على "الفيسبوك"، فهو يتخبط بين الرغبة في الإتيان بالأفضل و الأكمل و بين المحل الذي يكتب فيه، فقد شانه كثير من الناس - بل أكثرهم وجلهم و معظمهم - بسفساف الأمور
و إني و إن كنت أبخل - لا على القراء بل - على "الفيسبوك" بكثير من المعاني فإني أسعى أن يكون ما أكتبه في درجة تليق بمن يعطيني قدرا من وقته مع قلتهم. و الله الموفق
✍✍✍

5 جويلية 2016 [ 60 ]

الاندفاع والملل

ما أكبر همة الجزائريين في البدايات و ما أسرع الملل إلى همّتهم، تتحكم هذه العادة في عاداتهم و عباداتهم، و في "طلبنا للعلم الشرعي" بداية محرقة لكن النهاية ليست مشرقة، اندفاع بلا منهج، فما أكثر من يطلب - أو يبتدئ طلب العلم - من الجزائريين، تجدهم موزعين على حلقات العلم - لا في الجزائر - بل في العالم : موريتانيا، سوريا، اليمن، مصر، السعودية، لكنك لا ترى طحنا إلا ما استثنى الله، و قليل ممن نجا من هذا الطبع ينجو من عدم عناية الجزائريين بطلبة العلم و بالعلم - فمن هُـدي منهم إلى الإنفاق في سبيل الله يفضل سبلا أخرى يراها أولى .

✍✍✍

12 جويلية 2016 [ 61 ]

أصول الشريعة

الغاية و القصد من "أصول الفقه" ؟
معرفة الدليل و الحجة الشرعية : تمييز الدليل الشرعي عن غيره ثم شروط صحة الدليل إن كان له شروط كما في دليل السنة، و شروط إعماله كما في القياس
معرفة كيفية الاستفادة من الدليل : و هو ما يعرف بدلالات الألفاظ
و "أصول الفقه" هي أصول العقائد و السلوك، و أصول الشريعة كلها، فمن ابتدع أصولا للعقائد أو السلوك غير أصول الفقه، فقد رام التحايل على الشريعة فيهما، و هذا هو الغرض من "علم الكلام" و "علم الحقيقة"، تخليص العقائد و السلوك من سلطة الوحيين الكتاب والسنة
[1] مختصر الدميري ص : 207
[2] مختصر الدميري ص : 62

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق