الأربعاء، 1 مايو 2019

بين يدي رمضان 07


بين يدي رمضان 07

✍بوعلام محمد بجاوي


ويروى تفسير ابن عباس "أنزل جملة واحدة ليلة القدر" عن :
سعيد بن جبير ( ت : 95 )
سبقت
عكرمة مولى ابن عباس ( ت : 104 )
الطبري ( 22 / 360 ) حدثنا [ محمد ] ابن عبد الأعلى قال "ثنا" المعتمر [ بن سليمان بن طرخان ] عن أبيه عن عكرمة : إن القرآن نزل جميعا، فوضع بمواقع النجوم، فجعل جبريل يأتي بالسورة، و إنما نزل جميعا في ليلة القدر.
قال ابن أبي حاتم أبو محمد عبد الرحمن بن محمد ( ت : 327 ) : سمعت أبا زرعة يقول : سليمان التيمي لم يسمع من عكرمة شيئا .اهـ[1]
إبراهيم بن يزيد النخعي ( ت :96 )
سعيد بن منصور (  78 ، 1957 ) – "نا" خلف بن خليفة عن أبي هاشم [ يحيى بن دينار ] عن إبراهيم [ بن يزيد النخعي ]  في قوله عزّ وجلّ } إنا أنزلناه في ليلة مباركة {، قال : أنزل القرآن جملة على جبريل عليه السلام، و كان جبريل يجيء بعد إلى محمد صلى الله عليه وسلم
خلف بن خليفة : اختلط[2]
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( ت : 182 )[3] :
الطبري ( 21 / 6 ) حدثني يونس [ بن عبد الأعلى ] قال أخبرنا [ عبد الله ] ابن وهب قال قال [ عبد الرحمن ] ابن زيد [ بن أسلم ] ، في قوله عزّ وجلّ } إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين { قال : تلك الليلة ليلة القدر، أنزل الله هذا القرآن من أم الكتاب في ليلة القدر، ثم أنزله على الأنبياء في الليالي والأيام، و في غير ليلة القدر
أقوال أخرى في معنى نزول القرآن في "ليلة القدر" :
أولا : في معنى الإنزال
هل المقصود نزوله جملة كما في المأثور عن ابن عباس أو ابتداء نزوله، أو المقصود به معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن
قول الشعبي عامر بن شراحيل ( ت : بعد المائة )  :
يروى عنه ما يوافق المشهور
الطبري ( 3 / 191 – 24 / 543 ) حدثنا يعقوب [ بن إبراهيم ] قال "ثنا" [ إسماعيل ] ابن علية عن داود [ بن أبي هند ] عن الشعبي، قال : بلغنا أن القرآن، نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا
رواية ثانية : ابتدأ نزوله ليلة القدر
ويروى عنه – من نفس الطريق : داود – : أول نزول القرآن كان في ليلة القدر أي أن المقصود بالآية الابتداء، ابتداء نزول القرآن، أي أنه لم ينزل إلا منجما مفرقا
الطبري ( 24 / 543 ) من طريق عمران أبي العوام [ ضعيف ] عن داود بلفظ : نزل أول القرآن في ليلة القدر
رواية ثالثة : حمل الإنزال على معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن
أخرج أبو عبيد في فضائل القرآن ( 821 ) حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند، قال : قلت للشعبي، قوله } شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن { أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان ؟ قال : بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان
قال ابن حجر العسقلاني أبو الفضل أحمد بن علي ( ت : 852 ) : و المعتمد أن جبريل كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان بما ينزل به عليه في طول السنة كذا جزم به الشعبي فيما أخرجه عنه أبو عبيد و ابن أبي شيبة بإسناد صحيح .اهـ[4]
حمل الإنزال على مدارسة القرآن، و هذا تأويل لا يحتمله اللفظ، و لا يصدق على } إنا أنزلناه في ليلة مباركة { و } إنا أنزلناه في ليلة القدر {
فيكون لـ "الشعبي" ثلاث روايات :
الأولى : نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر : رواية ابن علية عن داود عنه
الثانية [ لا تصح عنه ] : ابتدأ نزوله في ليلة القدر : رواية عمران أبي العوام [ ضعيف ] عن داود عنه
الثالثة : حمل الإنزال على المعارضة
لكن يحتمل أن يكون هذا التفسير الأخير خاصا بآية البقرة
و يروى – مرسلا – أن القرآن ابتُدئ نزوله في رمضان :
قال ابن رجب عبد الرحمن بن أحمد ( ت : 795 ) : و ذكر [ محمد ] ابن إسحاق : عن وهب بن كيسان عن عبيد بن عمير [ قاص أهل مكة، قال ابن عبد البر : ذكر البخاري أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره مسلم بن الحجاج فيمن ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو معدود في كبار التابعين.اهـ[5] ] قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا يطعم من جاءه من المساكين حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله به ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها وذلك الشهر شهر رمضان خرج إلى حراء كما يخرج لجواره معه أهله حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله تعالى برسالته ورحم العباد بها جاءه جبريل من الله عزّ وجلّ...[6]
الذي في رواية يونس بن بكير : عن ابن إسحق قال حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي – وكان واعية – عن بعض أهل العلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد الله عزّ وجلّ كرامته، و ابتدأه بالنبوة، كان لا يمر بحجر و لا شجر إلا سلم عليه وسمع منه، فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يرى إلا الشجر وما حوله من الحجارة، و هي تحييه بتحية النبوة "السلام عليك رسول الله"، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى حراء في كل عام شهرا من السنة ينسك فيه، و كان من نسك في الجاهلية من قريش يطعم من جاءه من المساكين، حتى إذا انصرف من مجاورته وقضاه لم يدخل بيته حتى يطوف بالكعبة حتى إذا كان الشهر الآخر الذي أراد الله عزّ وجلّ ما أراد من كرامته من السنه التي بعثه فيها، وذلك شهر رمضان، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يخرج لجواره، وخرج معه بأهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله عزّ وجلّ فيها برسالته، ورحم العباد به جاءه جبريل بأمر الله تعالى...[7]


[1] المراسيل ص : 84 – رقم : 307
[2] ميزان الاعتدال 1 / 659 – 660 – ترجمة 2537
[3] جُمع تفسيره في خمس رسائل دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. كما كتبت رسالة ماجستير من الجامعة نفسها بعنوان: "مرويات عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في التفسير : جمعا ودراسة". ملتقى أهل التفسير . و لا معنى للكلام على ضعفه
[4] فتح الباري 9 / 5
[5] الاستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 1018
[6] لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف 165
[7] سيرة ابن إسحاق 120 – 121

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق