بين يدي رمضان 06
✍بوعلام محمد
بجاوي
قال القرطبي أبو العباس
أحمد بن عمر ( ت : 656 ) : "وصفدت الشياطين" : غُلَّت و
قُـيِّدَت، و "الصَّفدُ" : الغلُّ، و ذلك لئلا تفسد
الشياطين على الصائمين .
فإن
قيل : فنرى الشرور و المعاصي تقع في رمضان كثيرا، فلو كانت الشياطين مصفدةً لما
وقع شرٌّ ؟
فالجواب من أوجه :
أحدها :
إنما تُغلّ عن الصائمين، الصوم الذي حوفظ على شروطه، و رُوعِيت آدابه، أمّا ما لم
يحافظ عليه فلا يغلّ عن فاعله الشيطان.
و الثاني :
أنا لو سلمنا أنها صفدت عن كل صائم، لكن لا يلزم من تصفيد جميع الشياطين ألاّ يقع
شرّ، لأن لوقوع الشرّ أسباب أخر غير الشياطين، و هي : النفوس الخبيثة، و العادات
الركيكة، و الشياطين الإنسية
و الثالث :
أن يكون هذا الإخبار عن غالب الشياطين و الـمَـَردَة منهم، و أما من ليس من
الـمردة فقد لا يصفد، و المقصود تقليل الشرور، و هذا موجود في شهر رمضان، لأن وقوع
الشرور و الفواحش فيه قليل بالنسبة إلى غيره من الشهور . اهـ[1]
و
أقوى الأوجه : الثاني، فالشرّ في رمضان من :
النفوس : فإنها
بطبعها ميّالة إلى الشهوات خاصة عندما تتهيأ لها أسبابها بلا تعب و لا مشقة
شياطين الإنس : الذين يقوى
اجتهادهم في هذا الشهر جبرا للنقص الحاصل عن تصفيد إخوانهم من الجن، فتحوّل الشهر
بسببهم بالنسبة لكثير من المسلمين شهر لهو و لعب و تسلية و تسوق
ومع هذا فالفرق كبير بين رمضان و غيره، يتجلى في عودة
كثير من الناس إلى ربهم
2 / غفران الذنوب السابقة :
جزاءَ الصيام أو القيام
عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قام ليلة القدر
إيمانا و احتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه [ خ / 38 لم يذكر ليلة
القدر ، 1901، 2014 – م / 175 - ( 759 ) من طريق يحيى بن كثير عن أبي سلمة ]
عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة : من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه [ خ / 37 ، 2009 – م /
173 - ( 759 ) و بهذا اللفظ 174 - ( 759 ) : من طريق الزهري عن أبي سلمة ]
المقصود
: مخلصا لله، لا يريد بصيامه و قيامه إلا أن يراه الله صابرا على الجوع و العطش و
التعب، راجيا الثواب العظيم و العفو عن الذنوب
3 / فيه ليلة القدر :
فضلها :
قال تعالى } إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي
لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ
الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ
فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ
الْفَجْرِ (5) {
[ القدر ]
ليلة نزول القرآن إلى
السماء الدنيا :
} إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ { :
و في سورة الدخان } حم (1) والكتاب المبين (2)
إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (3) {
المنزّل هو "القرآن" } شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن { [ البقرة : 185 ]
المشهور :
أُنزل إلى السماء الدنيا جميعه ليلة القدر من رمضان، ثم
نزل بعد ذلك مفرقا و مُنَجّما رحمةً من الله تعالى بهذه الأمة } وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ
عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ
وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) { [ الفرقان : 32 ]
صحّ عن : ابن عباس رضي الله عنهما:
رواية سعيد بن جبير عنه
:
*النسائي في الكبرى ( 11689 – ط : الكتب العلمية ) "أنا" محمد بن قدامة "أنا" جرير [ بن عبد الحميد ] عن
منصور [ بن المعتمر ] عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : قوله } إنا أنزلناه في ليلة القدر { قال : نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر
[ و كان بموقع النجوم ] و كان الله عزّ وجلّ ينزل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعضه في أثر بعض قالوا } لولا
نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا { [
الفرقان : 32 ]
ما
بين [ ] : من فضائل القرآن لابن
الضريس 118 ، و
المستدرك 2878 ، 3958
، و البيهقي في الأسماء والصفات 495 : عن جرير ]
*
النسائي في الكبرى ( 7991
) حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال ثنا الفريابي [ محمد بن يوسف ]
عن سفيان [ بن سعيد الثوري ] عن الأعمش عن حسان [ بن أبي الأشرس ] عن سعيد بن جبير
عن بن عباس قال : فُصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا
فجعل جبريل عليه السلام ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم يرتله ترتيلا
قال سفيان : خمس آيات ونحوها
رواية عكرمة عنه :
*
النسائي في الكبرى ( 7989 ) أخبرنا
قتيبة بن سعيد قال "ثنا" [ محمد بن إبراهيم ] بن أبي عدى عن داود – و هو
بن أبي هند – عن عكرمة عن بن عباس قال : نزل القرآن في رمضان ليلة القدر فكان في السماء الدنيا
فكان إذا أراد الله أن يحدث شيئا نزل فكان بين أوله وآخره عشرين سنة
( 7990 ) أخبرنا إسماعيل
بن مسعود قال "ثنا" يزيد – يعنى بن زريع – قال "ثنا" داود
( 11372 ) "أنا"
أحمد بن سليمان "نا" يزيد بن هارون
رواية عكرمة لم تبين أين في سماء الدنيا
ورواية سعيد بن جبير :
"بموقع النجوم" في رواية منصور بن المعتمر عنه،
و في رواية حسان بن أبي الأشرس عنه "ببيت العزة"، والظاهر بموقع النجوم نجوم
القرآن ( الآيات التي تنزل معا تسمى نجما لأنه نزل منجما أي مفرقا ) و هو "بيت العزة"
عبد
الرزاق ( 7 ) "نا" [ سفيان ] الثوري عن سلمة بن كهيل عن
سعيد بن جبير قال : نزل جبريل بالقرآن جملة واحدة، ليلة القدر على موضع النجوم
من السماء في بيت العزة، فجعل جبريل ينزل به على النبي رتبا رتبا
وهو المقصود بقوله تعالى } فلا
أقسم بمواقع النجوم { [
الواقعة : 75 ]
"مواقع" قرئت
بالجمع والإفراد[2]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق