الأربعاء، 8 مايو 2019

بين يدي رمضان 08

بين يدي رمضان 8
بين يدي رمضان
08

بوعلام محمد بجاوي


قال ابن عطية أبو محمد عبد الحق بن غالب ( ت : 542 ) : و معنى هذا النزول : أن ابتداء النزول كان في ليلة القدر، و هذا قول الجمهور.
و قالت فرقة : بل أنزله الله جملة ليلة القدر إلى البيت المعمور، و من هنالك كان جبريل يتلقاه .اهـ[1]
و الروايات السابقة : تردّه، والقول الذي شهّره رواية شاذة عن الشعبي المحفوظ خلافها
ثانيا : في محل الإنزال
هل نزل جملة في موضع واحد في السماء كما هو المشهور أم على جبريل عليه السلام أم على السفرة  ( الملائكة الكتبة )
على جبريل عليه السلام :
رواية منقطعة عن ابن عباس، وبه قال ابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز ( ت : 150 ) لكن قيده بـ "السَنَة"
الطبري ( 3 / 191 ) حدثني المثنى [ بن إبراهيم ] قال "ثنا" سويد بن نصر قال أخبرنا [ عبد الله ] ابن المبارك قرأه ابن جريج في قوله } شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن { [ البقرة: 185 ] قال : قال ابن عباس : أنزل القرآن جملة واحدة على جبريل في ليلة القدر، فكان لا ينزل منه إلا بأمر.
قال ابن جريج :  كان ينزل من القرآن في ليلة القدر كل شيء ينزل من القرآن في تلك السنة، فنزل ذلك من السماء السابعة على جبريل في السماء الدنيا فلا ينزل جبريل من ذلك على محمد إلا ما أمره به ربه و مثل ذلك } إنا أنزلناه في ليلة القدر { [ القدر: 1 ] و } إنا أنزلناه في ليلة مباركة { [ الدخان: 3 ]
والمشهور عن ابن عباس : ما سبق ( بيت العزة )
على السفرة ( الملائكة الكتبة )
وهو قول : مقاتل بن سليمان ( ت : 150 )
قال : في تفسير "سورة القدر" : } إنا أنزلناه { يعني القرآن أنزله الله عزّ وجلّ من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، إلى السفرة وهم الكتبة من الملائكة، وكان ينزل تلك الليلة من الوحي على قدر ما ينزل به جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من قابل حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر من شهر رمضان من السماء .اهـ[2]
الظاهر أن القرآن ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا عند السفرة كل ليلة قدرٍ القدرَ المقدّرَ إنزاله كل سَنَةٍ
وقال في "سورة البقرة" : فقال عزّ وجلّ : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن من اللوح المحفوظ في عشرين شهرا، وأنزل به جبريل عليه السلام عشرين سنة .اهـ[3]
ولا زمه أن جبريل يأخذ الوحي من السفرة بأمر الله
ونصّ عليه في "سورة الدخان" بعد أن ذكر نحوا من كلامه السابق في "سورة القدر" : نزل القرآن كله من اللوح المحفوظ إلى السفرة في ليلة واحدة ليلة القدر فقبضه جبريل صلى الله عليه وسلم من السفرة في عشرين شهرا، وأداه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة .اهـ[4]
ثالثا : في القدر المنزل
هل نزل القرآن كله جملة أم القدر المنزل في السنة فقط
ذهب ابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز ( ت : 150 ) و مقاتل بن سليمان ( ت : 150 ) إلى أن المنزّلَ ليلة القَدْرِ القدرُ المقدَّرُ نزوله كل سنة، فتكرر نزول القرآن كل سنة كل ليلة قدر، وسبق النقل عنهما في الذي قبله
رابعا : في تعيين يوم الإنزال
وبعبارة أخرى في تحديد ليلة القدر في السنة التي نزل فيها القرآن أيَّ ليلة كانت
ليلة أربعة وعشرين
رواية : أبي بكر بن عياش : عن الأعمش عن حسان [ بن أبي الأشرس ] عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال : أنزل القرآن جملة من الذكر في ليلة أربع وعشرين من رمضان، فجعل في بيت العزة [ الطبري ( 3 / 188 ) ]
أبو بكر بن عياش : رجل صالح، لكنه كثير الوهم، ومع هذا فقد خرج البخاري حديثه. وأنكر عليه ابن حبان تخريج حديثه وتركه لحماد بن سلمة"[5]
وروايته مخالفة لرواية سفيان الثوري – سبقت – وغيره [ ابن أبي شيبة ( 30694 ) ، تفسير ابن أبي حاتم ( 15129 ) ، الطبراني في الكبير ( 12 / 32 – حديث 12382 ) ]
ليلة النصف من رمضان
أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب و الترهيب ( 1819 ) : أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن "ثنا" أحمد بن موسى "ثنا" عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن "ثنا" محمد بن يونس بن موسى "ثنا" علي بن الحسن المقري "ثنا" يحيى بن عيسى الرملي [ النهشلي ] عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال : أنزل القرآن في النصف من شهر رمضان إلى سماء الدنيا، فجعل في بيت العزة، ثم أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة جواب كلام الناس.
وهذه رواية شاذّة من وجوه :
*الإسناد غريب جدا : أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني الذي تفرّد بإخراج الحديث توفي سنة 535
* يحيى بن عيسى : ضعيف[6] و إن أخرج له مسلم ، ومسلم – والله أعلم – أخرج له حديثا واحدا عن الأعمش مقرونا برواية جماعة[7]
*رواه جرير بن عبد الحميد : عن الأعمش عن مسلم البطين والمنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : أنزل الله القرآن إلى سماء الدنيا ليلة القدر ...
أخرجه البزار ( 5009 ) حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا جرير
*المشهور عن الأعمش : عن حسان أبي الأشرس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : فُصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا [ سبق تخريجه : النسائي في الكبرى ( 7991 ) ]
*المشهور عن جرير : عن منصور بن المعتمر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر ... [ سبق تخريجه : النسائي في الكبرى ( 11689 ) ]
*ويروى عن الرملي وجرير : عن الأعمش عن حسان أبي الأشرس عن سعيد بن جبير قوله : أنزل القرآن ليلة القدر... [ الكنى للدولابي ( 643 ) تفسير الطبري ( 3 / 189 ) ]


[1] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 7 / 569
[2] تفسير مقاتل بن سليمان 4 / 773
[3] تفسير مقاتل بن سليمان 1 / 161
[4] تفسير مقاتل بن سليمان 3 / 817
[5]شرح علل الترمذي 1 / 405 – ت : همام
[6] ميزان الاعتدال 4 / 401 – 402 – ترجمة : 9600 قال ابن عدي أبو أحمد عبد الله بن عدي ( ت : 365 ) : وعامة رواياته مما لا يتابع عليه .اهـ الكامل 9/ 62
[7] صحيح مسلم 27 - ( 144 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق