بين يدي رمضان 26
✍بوعلام محمد بجاوي
وقتها:
اختلفت الروايات –
الأحاديث والآثار – في الأيام التي يتحرى فيها ليلة القدر، وغالبها لا تخرج عن العشر الأواخر:
أواخر الشهر:
مسلم
222 - (1170) حدثنا
محمد بن عباد و[محمد بن يحيى] ابن أبي عمر قالا حدثنا مروان – وهو الفزاري – عن
يزيد – وهو ابن كيسان – عن أبي حازم [سلمان الأشجعي] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: أيكم يذكر حين طلع القمر، وهو مثل شق جفنة؟
شق جفنة:
نصف جفنة، ويكون كذلك في آخر الشهر
قال
القاضي عياض بن موسى اليحصبي (ت: 544): قوله
"حين طلع القمر كأنه شق جفنة":
أي نصف، يدل أنها لم تكن إلا في آخر الشهر (العشر)[1]،
إذ لا يكون بهذه الصورة في أوله عند طلوعه ولا في نصفه عند تمامه، وقد ذكر نحوه في
كتاب النسائي قال: قال أبو إسحاق: أراه السبعة، إنما ذلك صبيحة ثلاث وعشرين.اهـ[2]
وأخرج النسائي (3397 – كبرى) أخبرنا
محمد بن بشار قال حدثنا محمد [بن جعفر غندر] قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق [السبيعي
عمرو بن عبد الله] أنه سمع أبا حذيفة [سلمة بن صهيب] يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قال: نظرت إلى القمر ليلة القدر فرأيته كأنه فلق جفنة.
قال
أبو إسحاق: إنما يكون ذلك صبيحة ثلاث
وعشرين.
وأخرجه أحمد (23129) عن
محمد بن جعفر
مسند أحمد (793) حدثنا عبد الله [بن أحمد] حدثني محمد بن سليمان لوين حدثنا حديج [بن معاوية]
عن أبي إسحاق عن أبي حذيفة عن علي قال: قال النبي صلى
الله عليه وسلم: خرجت حين بزغ
القمر كأنه فلق جفنة، فقال: الليلة ليلة القدر
وأخرجه ابن عدي في
الكامل عن أبي يعلى [وهو في مسنده (525)] حدثنا محمد بن بكار حدثنا حديج
بن معاوية عن أبي إسحاق [محمد بن عمر] الهمداني عن أبي حذيفة عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: لقد رأيت القمر ليلة القدر كأنه شق جفنه
"نا"
علي بن أحمد بن بسطام حدثنا لوين حدثنا حديج بن معاوية حدثنا محمد بن عمر، عن أبي
سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أيكم يذكر القمر حين صار كأنه فلق جفنة؟ قالوا: ليلة إحدى وعشرين، قال فإنها ليلة القدر.
قال
ابن عدي عبد الله بن عدي (ت: 365): وهذان
الحديثان متنهما قريب، وإسناداهما يرويهما حديج عن أبي إسحاق محمد بن عم.اهـ[3]
قال الدارقطني أبو الحسن علي بن عمر (ت: 385): يرويه
حديج بن معاوية: عن أبي إسحاق عن أبي حذيفة عن علي.
وخالفه
شعبة:
فرواه:
يوسف بن يعقوب السدوسي: عنه عن أبي إسحاق عن أبي حذيفة عن عبد الله بن مسعود.
وغيره
يرويه: عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي حذيفة – رجل من أصحاب عبد الله بن مسعود – عن
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير مسمى.
وهو
المحفوظ.اهـ[4]
حديج
بن معاوية: متكلم في حفظه[5]
وقيل
المراد بـ "شق جفنة": ليلة
السابع والعشرين[6]
العشر الأواخر:
الحديث
الأول: حديث عائشة رضي الله عنها
*البخاري (2019) حدثنا
محمد بن المثنى حدثنا يحيى [بن سعيد القطان] عن هشام [بن عروة بن الزبير] قال
أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: التمسوا
(2020) حدثني
محمد [قال ابن حجر أبو الفضل أحمد بن علي العسقلاني
(ت: 852): "محمد" هو: بن سلام كما جزم به أبو نعيم في "المستخرج"[7]، ويحتمل أن يكون هو محمد بن المثنى، فيكون الحديث عنده عن
يحيى وعبدة معا، فساقه البخاري عنه على لفظ أحدهما.اهـ[8]]
أخبرنا عبدة [بن سليمان] عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: تحروا
ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان
قال ابن حجر أحمد بن علي
بن حجر العسقلاني (ت: 852): كذا اقتصر على هذه
اللفظة من الخبر [التمسوا] وكأنه أحال
ببقيته على الطريق التي بعدها – وهي طريق عبدة عن هشام – ولفظه "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" وهو
مشعر بأنهما متفقان إلا في هذه اللفظة، فقال يحيى: "التمسوا"، وقال عبدة: "تحروا"، وعلى ذلك اعتمد المزي [أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن (ت: 742)][9]
وغيره من أصحاب الأطراف، فترجموا لرواية يحيى كذلك، ولكن لفظ يحيى عند أحمد وسائر
من ذكرت قبل "كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يعتكف في العشر الأواخر، ويقول: التمسوها في
العشر الأواخر، يعني ليلة القدر"، وبين اللفظين من التغاير ما لا
يخفى.اهـ[10]
مقصود البخاري قول النبي صلى الله عليه وسلم لا حكاية فعله (يعتكف، يجاور)
*وأخرجه مسلم 219 - (1169) حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن نمير ووكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -
قال ابن نمير "التمسوا" قال وكيع
–: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان
والحديث أطلق العشر الأواخر، وبوب
له البخاري: باب تحري ليلة القدر (في الوتر) من العشر الأواخر
قال ابن حجر:
ولم يقع في شيء من طرق هشام في
هذا الحديث التقييد بـ "الوتر"، وكأن البخاري أشار بإدخاله في
الترجمة إلى أن مطلقه يحمل على المقيد في رواية أبي سهيل.اهـ[11]
[1] أثبت المحقق: القمر وقال: في س: في آخر العشر
[2] إكمال المعلم 4 / 148
[3] الكامل 3 / 356 – 357 ذخيرة الحفاظ 4 / 1944 – 1945 – حديث: 4465
[4] العلل 4 / 186 – مسألة: 497
[5] ميزان الاعتدال 1 / 467 – ترجمة:
1762
[6] يأتي
[7] كذا قال المزي أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن (ت:
742): ابن سلام. تحفة الأشراف 12 / 178 – حديث: 17061.وأبو
نعيم أخرجه من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة 2670 وقال: رواه
مسلم عن أبي بكر.اهـ ولم يذكر البخاري؟
[8] فتح الباري 4 / 261
[9] تحفة الأشراف 12 / 222 – حديث: 17322
[10] فتح الباري 4 / 261
[11] فتح الباري 4 / 261
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق