الأربعاء، 25 أكتوبر 2023

القرآن والعلم الحديث "الأرض" 21

القرآن والعلم الحديث "الأرض" 21

القرآن والعلم الحديث "الأرض" 21

✍بوعلام محمد بجاوي

اليونان وثنيون لهم آلهة كثيرة، وتروى فيهم أساطير وخرافات، إلى أن جاء "سقراط" بالتوحيد وتبعه تلميذه "أفلاطون" الذي به عرف؛ لأنه لم يكتب شيئا، ثم تلميذ "أفلاطون" "أرسطوا"، واستطاع فكرهم وفلسفتهم التوحيدية أن تخترق العقائد الثلاث اليهودية ثم النصرانية ثم الإسلام

البخاري ( 3456 ) حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان [ محمد بن مطرف ] قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ‌لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن. [ مسلم 6 - ( 2669 ) وحدثنا عدة من أصحابنا عن سعيد بن أبي مريم. البخاري ( 7320 ) حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا أبو عمر الصنعاني من اليمن عن زيد بن أسلم. مسلم 6 – ( 2669 ) حدثني سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثني زيد بن أسلم ]

البخاري ( 7319 ) حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر، وذراعا بذراع.

فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك.

عند اليهود: أدخل الفلسفة اليونانية "فيلون الإسكندري ( ولد في السنة 20 ق م ت : 50 م )" وكان تأثره بالفلسفة الأفلاطونية، فقد كان يلقب بـ "الأفلاطوني" أو بـ "أفلاطون اليهود"، والظاهر أنها كانت هي الغالبة على فلسفة "أرسطو"

وهو إمام من جاء بعده في إقحام الفلسفة في الدين، فأصل التأثر بالفلسفة وتسليطها على النص الديني: يهودي، وبقاء آثاره بالنصارى لا باليهود، وحاول بعضهم أن ينسبه إلى النصرانية[1]

ومن أشهر المتكلمين اليهود "موسى بن ميمون ( ت : 601 )" صاحب "دلالة الحائرين"

وتأثر النصارى في أول أمرهم بأفلاطون مثل أوريجانوس "Ōrigénēs" ( ت : 254 ) وأوغسطين ( ت : 430 )

قال أوغسطين في "اعترافاته": بعد مطالعتي مؤلفات الأفلاطونيين وإدراكي أن الحقيقة تستقصى وراء عالم الأجساد رأيت أن كمالاتك اللامنظورة قد أدركت بالمبروءات[2] (رومية 1 : 20 ) ومع أني لم أوفّق في محاولتي، فقد أدركت ماهية الحقيقة التي حرمتني من رؤيتها ظلمات نفسي، أيقنت أنك موجود، وأنك لا متناه دون أن تنتشر في الفضاء المحدود واللامحدود، وأنك حقا الكائن الدائم أبدا الذي لا يتغير هو ولا أدنى جزء من أجزائه ولا حركة من حركاته كل شيء هو منك وبرهاننا القاطع هو كونه موجود .اهـ[3]

قال: وقصدت سمبلشيانوس ... أخبرته عن شروري وضلالي، فهنأني إذ علم أنني اطلعت على عدة كتب أفلاطونية ترجمها إلى اللاتينية فيكتورينوس أستاذ الفلسفة سابقا في روما الذي مات نصرانيا بناء على شهادة ثابتة، لقد هنأني؛ لأنني لم اطلع على سواها من كتب الفلسفة المليئة كذبا وخداعا على مقتضى أركان العلم، في الكتب الأفلاطونية ألف سبيل إلى الله وكلمته [4]

وشكر الله أنه ابتدأ النظر في كتب الأفلاطونيين قبل الكتب المقدسة، فبها فهمها[5]

وقال: وحين أخذت أعمل أدركت أن كل صحيح قرأته في كتب أفلاطونية قديمة قد جاء هنا في كتبك ممهورا بنعمتك .اهـ[6]

المسلمون أي المنتسبون للإسلام – كما سبق الإشارة إليه – تأثرهم بـ "أرسطوا"، يزعمون أنهم فروا من التقليد، فوقعوا في شر التقليد[7]؛ لأن التقليد منه المحمود وهو الذي أمر الله به في قوله ] فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [ [ النحل : 43 . الأنبياء : 7 ] ومنه المذموم الذي عابه الوحي، وهو تقديم عقائد الآباء والأجداد على الوحي والحجة، قال تعالى } وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون { [ البقرة 170  ] } بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمّة و إنا على آثارهم مهتدون { [ الزخرف 22 ]

وفي واقع الأمر لا خلاف بين الفلاسفة أن الله لا يقوم به فعل، وهو ما يسمى بقيام الحوادث، والإله عندهم شيء معنوي لا صفات له، وهذا يتعارض مع نصوص الأديان الثلاثة

يقول أوغسطين: السماء والأرض وقد وجدتا، تهتفان قائلتين: "خلقنا، خلقنا"؛ لأنهما تتغيران وتتبدلان، كل كائن غير مخلوق ليس فيه اليوم شيء لم يكن فيه بالأمس، وإلا تغير وتبدّل .اهـ[8]

ويقول عنهما: إنهما جميلتان لأنك جميل، وصالحتان؛ لأنك صالح، وموجودتان؛ لأنك موجود .اهـ[9]

فهؤلاء المتأثرون بالفلاسفة تعارض عندهم العقل الفلسفي الذي يعتبر الإله شيء معنوي، والنصوص الدينية التي تصف الله بالصفات الذاتية والفعلية فلجؤوا إلى التأويل[10]، والتأويل نفسه كان معروفا عند الفلاسفة في التعامل مع الأساطير اليونانية[11]

ويزعمون أن الكتب المقدسة أشارت إلى الآراء الفلسفية لكن مجازا لا بظاهر اللفظ، كما سبق في كلام أوغستين ومن قبله فليون[12]

وسبق أن المتكلمين الإسلامين ومن وافقهم يقولون إن دليل الأعراض له أدلة من القرآن، وأن الوحي أشار إليه بالإلغاز


[2] المخلوقات

[3] اعترافات أوغسطين ص: 141

[4] اعترافات أوغسطين ص: 147

[5] اعترافات أوغسطين ص: 142

[7] سبق هذا المعنى في كلام الغزالي

[8] اعترافات أوغسطين ص: 242

[9] اعترافات أوغسطين ص: 242

[10] الآراء الدينية والفلسفية لفيلون الإسكندري ص: 60

[11] الآراء الدينية والفلسفية لفيلون الإسكندري ص: 61 ، 62 وما بعدها عقد لها فصلا

[12] الآراء الدينية والفلسفية لفيلون الإسكندري: مقدمة المترجم ص: 2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق