النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 22
✍بوعلام محمد بجاوي
قال القرطبي أبو عبد الله : ما اختاره شيخنا [ القرطبي أبو العباس ] هو ما ذكره الحليمي واختاره في قوله : فإن حمل عليه الحديث فذاك .اهـ[1]
وسبق كلام الحليمي، وأن الذي
اختاره بقوله "فإن حمل عليه الحديث فذاك" أنها صعقة تكون يوم
القيامة
وذهب ابن حجر إلا أن الصعق
عقب النفخة الأولى يعم الأحياء والأموات، بالنسبة للأموات فزع وبالنسبة إلى
الأحياء موت
قال : ويمكن
الجمع بأن النفخة الأولى يعقبها الصعق من جميع الخلق أحيائهم وأمواتهم وهو الفزع
كما وقع في سورة النمل ] ففزع من في السماوات ومن في الأرض [ [ الآية :
87 ] ثم يعقب ذلك
الفزع للموتى زيادة فيما هم فيه، وللأحياء موتا ثم ينفخ الثانية للبعث فيفيقون
أجمعين فمن كان مقبورا انشقت عنه الأرض فخرج من قبره ومن ليس بمقبور لا يحتاج إلى
ذلك، وقد ثبت أن موسى ممن قبر في الحياة الدنيا .اهـ[2]
لكن لا يستقيم
الحديث إلا إذا حمل على الموت أو الصعق ثم البعث أو الإفاقة
ولهذا الأقرب
ما سبق : المقصود صعقة تكون يوم القيامة بعد البعث والحشر
رواية : "فأكون أول من تنشق عنه الأرض"
أخرجها البخاري
(2412) حدثنا موسى
بن إسماعيل حدثنا وهيب [ بن خالد ] حدثنا عمرو بن يحيى [ بن عمارة المازني ] عن أبيه
عن أبي سعيد الخدري
وأحمد (11286) حدثنا وكيع [ بن الجراح ] عن سفيان [
بن سعيد الثوري ]
وأخرج البخاري
رواية الثوري : باللفظ الذي عليه أكثر الروايات "فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق" :
البخاري (4638 ، 6917) حدثنا محمد
بن يوسف حدثنا سفيان ...
و (6916)حدثنا أبو
نعيم [ الفضل بن دكين ] حدثنا سفيان ... مختصرا "لا تخيروا بين الأنبياء"
ومسلم خرج
رواية الثوري مختصرة 162 ، 163- (2373)
ونقل ابن القيم عن شيخه المزي أبو
الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي ( ت : 742 ) إعلالها
قال : فإن قيل : فكيف تصنعون بقوله في
الحديث "إن الناسَ
يُصعقون يوم القيامة، فأكون أولَ من تنشقُّ عنه الأرضُ، فأجدُ موسى باطشًا بقائمة
العرش" ؟
قيل: لا ريب
أن هذا اللفظَ قد ورد هكذا، ومنه نشأ الإشكالُ، ولكنه دخل فيه على الراوي حديثٌ من
حديث، فركَّب بين اللفظين، فجاء هذا. والحديثان هكذا :
أحدهما : "أن الناسَ يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من
يفيق".
والثاني هكذا :
"أنا أولُ من تنشقُّ عنه الأرضُ يوم القيامة".
ففي الترمذي
وغيره من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنا سيدُ ولد آدمَ يوم القيامة، ولا فخر. وبيدي
لواءُ الحمد، ولا فخر. وما من نبيٍّ يومئذ آدمُ فمَن سواه إلا تحت لوائي. وأنا
أولُ من تنشقُّ عنه الأرضُ، ولا فخر"
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
فدخل على
الراوي هذا الحديثُ في الحديث الآخر. كان شيخنا أبو الحجَّاج [ المزي ] يقول ذلك .اهـ[3]
ويروى نحو هذا
اللفظ :
البزار (9621) حدثنا تميم
بن المنتصر الواسطي حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا شريك عن جابر عن الشعبي عن أبي
هريرة رضي الله
عنه مرفوعا
نسخة طالوت بن
عباد (98) حدثنا خلف بن
إسماعيل الخزاعي عن أبي أيوب عن أبي هريرة مرفوعا
رواية "فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السموات ومن في
الأرض إلا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث"
البخاري (3414) حدثنا يحيى
بن بكير عن الليث عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج
عن أبي هريرة
مسلم 159 -
(2373) حدثني زهير
بن حرب حدثنا حجين بن المثنى حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ... [
فيها الشك "فأكون
أول من بعث أو في أول من بعث"]
159 -
(2373) وحدثنيه محمد
بن حاتم حدثنا يزيد بن هارون حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة . بهذا الإسناد سواء
ويروي هذا
الحديث نحو لفظ "فإن الناس
يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق" : الزهري عن أبي سلمة وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي
هريرة مرفوعا
البخاري 7472 ، 2411 ، 6517 ، 3408
مسلم 160 - (2373)
وهذه الرواية
أيضا كسابقتها، وكذلك رواية الشعبي عن أبي هريرة التي أشار إليها ابن حجر
البخاري (4813) حدثني الحسن
حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا عبد الرحيم عن زكرياء بن أبي زائدة عن عامر عن أبي
هريرة رضي الله
عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : إني أول من
يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش، فلا أدري أكذلك كان،
أم بعد النفخة
أو تحمل على
نفختين يوم القيامة : نفخة يعقبها صعق ونفخة يعقبها بعث وإفاقة حتى يستقيم الحديث،
فتكون عدد النفخات أربعة، وهو قول ابن حزم، وأبطله ابن حجر[4]
ولكن الأولى
ترجيح رواية "فإن الناس يصعقون يوم
القيامة، فأكون أول من يفيق" لأن الحديث
واحد
تنبيه :
لا يلزم من حمل الحديث على يوم القيامة أن عدد النفخات أربعة، فالحديث لم
يذكر سبب الصعق، وذكر ابن القيم أن سببه تجلي الله يوم القيامة
النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 23
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق