✍بوعلام محمد بجاوي
إحاطة النار
بالكافرين
سبق عن ابن عباس وغيره أن النار تحيط بالكافرين يوم القيام، وكذلك أهلها محاطون بالنار من كل جانب
قال تعالى } يَسْتَعْجِلُونَكَ
بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ * يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ
فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ * { [
العنكبوت : 54 – 55 ]
قال تعالى } لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا
يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ
يُنْصَرُونَ * بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا
يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ * { [
الأنبياء : 39 – 40 ]
قال تعالى } لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ
ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ
عِبَادَهُ يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ { [ الزمر : 16 ]
قال البغوي أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي ( ت : 510 ) :
} لهم من فوقهم ظلل من النار { أطباق سرادقات من النار ودخانها، } ومن تحتهم ظلل { فراش ومهاد من نار إلى أن ينتهي إلى القعر،
وسُمىّ الأسفل ظللا لأنها ظلل لمن تحتهم، نظيرها قوله عزّ وجلّ : } لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش { [ الأعراف : 41 ] .اهـ[1]
أي مهاد تحتهم، و غواش
تغشاهم من فوقهم
طعامها :
شجرة الزقوم :
قال
البغوي :
الزقوم : ثمرة شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم، يكره أهل النار على تناولها، فهم
يتزقمونه على أشد كراهية، ومنه قولهم : تزقم الطعام إذا تناوله على كره ومشقة .اهـ[2]
قال تعالى } أَذَلِكَ
خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ
* إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ
مِنْهَا الْبُطُونَ * { [ الصافات : 62 – 66 ]
أصلها قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى
دركاتها، قبيحة المنظر، عبر عن قبح منظرها بتشبيه طلعها بالشياطين، والعرب تعبر عن
قبح الشيء بتشبيهه بالشياطين[3]
قال
تعالى } إِنَّ
شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * { [ الدخان : 43 – 46 ]
الهيم :
الإبل العطاش، أو داء يصيب الإبل لا تروى معه، ولا تزال تشرب حتى تهلك، وقيل الأرض السهلة
ذات الرمل[4]
قال تعالى } ثُمَّ
إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * { [ الواقعة : 51 – 53 ]
قال تعالى
} وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ
بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً
لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا
يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا { [ السنة : 60 ]
قال البغوي : أكثرون على أن المراد منه ما رأى النبي صلى
الله عليه وسلم ليلة المعراج من العجائب والآيات ... والعرب تقول : رأيت بعين رؤية
ورؤيا فلما ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس أنكر بعضهم ذلك وكذبوا، فكان
فتنة للناس .اهـ[5]
والشجرة الملعونة هي
الزقوم، ومعنى في القرآن : المذكورة في القرآن، والعرب تصف كل طعام خبيث بالملعون.
[6]
وبعد أن يأكلوا منها يطلبون
الشراب، و يأتي الكلام عن شراب أهل النار
الغسلين
قال تعالى } فَلَيْسَ لَهُ
الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا
طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ * { [ الحاقة : 35 – 37 ]
قال الطبري : وذلك ما يسيل من صديد
أهل النار. وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول : كل جرح غسلته فخرج منه شيء
فهو غسلين، فعلين من الغسل من الجراح والدبر، وزيد فيه الياء والنون بمنزلة عفرين.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .اهـ[7]
وهو رواية عكرمة وعلي
بن أبي طلحة عن ابن عباس[8]
ويروى عن ابن عباس أنه الزقوم، وهي رواية مجاهد عنه[9]
ويروى عنه : كل القرآن أعلمه إلا أربعا: غسلين وحنانا والأواه والرقيم [ عبد الرزاق في تفسير "الرقيم"
( / ) ] من رواية سماك عن عكرمة عنه
ويقال هو : شجرة في
جهنم، قال الربيع بن أنس[10]
و يقال هو طعام من
طعام جهنم على الإطلاق لا يعلم حاله، قال قتادة : شر الطعام وأخبثه وأبشعه [ الطبري ( 23 / 241 ) ]
ضريع
قال تعالى } لَيْسَ لَهُمْ
طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ * { [ الغاشية 6 – 7 ]
قال البغوي : قال
مجاهد وعكرمة وقتادة : هو نبت ذو شوك لاطئ بالأرض، تسميه قريش الشبرق فإذا هاج
سموها الضريع، وهو أخبث طعام وأبشعه، وهو
رواية العوفي عن ابن عباس .اهـ[11]
ورواية العوفي عن ابن عباس سبق أنها واهية
طعاما ذا غصة
قال تعالى } إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا * { [ المزمل 12 – 13 ]
رواية شبيب بن شيبة عكرمة
عن ابن عباس : شوكا يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج [ المستدرك ( 3867 ) البعث للبيهقي ( 1131 ) تفسير
الطبري ( 23 / 384 ) صفة النار لابن أبي الدنيا ( 83 ) و فيه عن رجل عن عكرمة ]
قال الذهبي : شبيب بن شيبة ضعفوه
رواية ابن مجاهد عن
ابن عباس : شجرة الزقوم [
المستدرك ( 8757 ) وصححه ]
ويروى عن مجاهد : أخرجه عبد بن حميد[12]
[1] تفسير البغوي 7
/ 112
[2] تفسير البغوي 7 / 42
[3] تفسير البغوي 7
/ 42
[4] تفسير البغوي 8 / 19
[5] تفسير البغوي 5 / 103
[6] تفسير البغوي 5 / 103
[7] تفسير الطبري 23 / 240
[8] الدر المنثور في التفسير بالمأثور5 / 362 تفسير
الطبري 23 / 240
[9] الدر المنثور في التفسير بالمأثور 5 / 362
[10] التخويف من النار 4 / 246
[11] تفسير البغوي 8 / 408
[12] الدر المنثور 8 / 319
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق