الأحد، 2 سبتمبر 2018

الموعظة بالإسلام 01

الموعظة بالإسلام 01

الموعـظة بالإسلام 01

بوعلام محمد بجاوي

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول لله
أما بعد :
فأعظم ما وُعظ وذُكّر ونُصح به : الإسلام
الله موصوف بالكمال منزّه عن النَّقص
واللعب والعبث، ومنه أن يخلق الناس عبثا، يأكلون و يشربون، ثم يموتون و لا يرجعون إلى القضاء والحساب والسؤال } أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) { [ المؤمنون 115 – 116 ]
قال ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ( ت : 774 ) : } أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا {  أي : أفظننتم أنكم مخلوقون عبثا بلا قصد ولا إرادة منكم ولا حكمة لنا، وقيل : للعبث، أي لتلعبوا وتعبثوا كما خلقت البهائم لا ثواب لها ولا عقاب، وإنما خلقناكم للعبادة وإقامة أوامر الله عزّ وجلّ } وأنكم إلينا لا ترجعون { أي : لا تعودون في الدار الآخرة، كما قال } أيحسب الإنسان أن يترك سدى { [ القيامة : 36 ] يعني هملا
وقوله  } فتعالى الله الملك الحق { أي : تقدس أن يخلق شيئا عبثا، فإنه الملك الحق المنزه عن ذلك .اهـ[1]
فالله خلق الناس لدارين :
دار يؤمرون فيها وينهون : و هي دار العمل، و هي الدار الدنيا
ودار يجازون فيها على أعمالهم : وهي دار الجزاء، وهي الدار الآخرة
فبعد الموت بعث ونشور وقيام لرب العالمين، كما دلّت عليه النصوص الصحيحة الصريحة من كتاب الله وسنّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل القبلة علمائهم وعوامهم
قال تعالى } ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7) { [ الحج 6 – 7 ]
وقال } زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ { [ التغابن ]
وقال عن الراسخين في العلم } رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ { [ آل عمران 9 ]
وقال في ذمّ الكفار إنكارهم البعث :
} قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ { [ الأنعام 31 ]
} وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ { [ يونس 45 ]
و قال صلى الله عليه وسلم : قال الله : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك :
فأما تكذيبه إياي فقوله : "لن يعيدني، كما بدأني"، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته.
وأما شتمه إياي فقوله : "اتخذ الله ولدا" وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفؤا أحد [ خ / 4974 ]
وبـيّن تعالى كيفيّة إعادة الخلق وبعثهم، وأنّهم ينبتون كما ينبت الزرع في الأرض إذا أصابه المطر
قال تعالى } وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ { [ فاطر 9 ]
وقال } فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير { [ الروم 50 ]
وقال } وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { [ فصلت 39 ]
فالإنسان يبلى في قبره ولا يبقى منه إلاّ عظم صغير هو عَجْبُ الذنب، ويكون بين الإليتين أسفل الصلب إذا أصابه الماء نبث كما ينبت الزرع
عن أبي هريرة ضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين النفختين [ نفخة الإماتة و نفخة البعث ] أربعون – قالوا يا أبا هريرة : أربعون يوما ؟ قال : أبيت. قالو : أربعون شهرا ؟ قال : أبيت . قالوا : أربعون سنة ؟ قال : أبيت. [ لا يدري أربعون يوما أو شهرا أو سنة ] – ثم قال صلى الله عليه وسلم : ثم ينزل الله ماء من السماء، فينبتون كما ينبت البقل. قال : و ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا و هو عجب الذنب، [ منه خلق : م / 142 - (2955) ] و منه يركّب الخلق يوم القيامة . [ خ / 4814 ، 4935 م / 2955 ]


[1] تفسير القرآن العظيم 5 / 500 - ط : طيبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق