الموعظة بالإسلام 23

الموعظة بالأسلام 23

✍بوعلام محمد بجاوي

الغساق :

قال تعالى } هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ * { [ ص : 57 ، 58 ]

قال تعالى } لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * { [ النبأ : 24 – 25 ]

قال مقاتل بن سليمان ( ت : 150 ) : } وغساق { : البارد الذي قد انتهى برده نظيرها في [ سورة ] } عم يتساءلون {  } حميما وغساقا { فينطلق من الحار إلى البارد، فتقطع جلودهم وتتصدع عظامهم وتحرق كما يحرق حر النار .اهـ[1]

وهذا مروي عن : ابن عباس ومجاهد والضحاك وأبي العالية والربيع بن أنس

عبد الله بن عباس :

تفسير الطبري ( 24 / 30 ) حدثني علي [ بن داود ] "ثنا" أبو صالح [ عبد الله بن صالح ] "ثني" معاوية [ بن صالح ] عن علي [ بن أبي طلحة ] عن ابن عباس } إلا حميما وغساقا { يقول : الزمهرير

سبق الكلام عن تفسير علي، و أنه لم يسمع من ابن عباس، لكن تفسيره مقبول؛ لأنه حمل عن ثقات أصحابه

مجاهد بن جبر :

رواية : ليث بن أبي سليم عنه

تفسير الطبري ( 24 / 30 ) حدثنا أبو كريب [ محمد بن العلاء ] وأبو السائب [ سالم بن جنادة ] و [ محمد ] ابن المثنى "ثنا" [ عبد الله ] ابن إدريس سمعت ليثا عن مجاهد، في قوله } إلا حميما وغساقا { قال : الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده

تفسير الطبري ( 24 / 30 ) "ثنا" [ محمد ] ابن بشار "ثنا" عبد الرحمن [ بن مهدي ] "ثنا" سفيان [ الثوري ] عن ليث عن مجاهد } إلا حميما وغساقا { قال : الذي لا يستطيعونه من برده

تفسير الطبري ( 24 / 30 ) حدثنا أبو كريب [ محمد بن العلاء ] "ثنا" وكيع [ بن الجراح ] عن سفيان [ الثوري ] عن ليث عن مجاهد : الغساق : الذي لا يستطاع من برده

ليث بن أبي سليم : ضعيف[2]

رواية : عبد الوهاب بن مجاهد

الزهد لأسد بن موسى ( 31 ) "نا" سعيد بن سالم [ القداح ] عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه في قوله تبارك وتعالى } فليذوقوه حميم وغساق { قال : الغساق برد لا يستطاع

عبد الوهاب بن مجاهد : ضعيف متروك[3]

تفسير الطبري ( 20 / 129 ) حُدِّثْتُ عن يحيى بن أبي زائدة عن ابن جريج عن مجاهد } وغساق {  قال : بارد لا يستطاع، أو قال : برد لا يستطاع

لم يسنده الطبري

ولمجاهد رواية أخرى "ما يقطع من جلودهم" ، وهي رواية منصور بن المعتمر، ولعل مجاهد يقول ما يقطع من جلودهم و يكون باردا لا يستطاع

الضحاك بن مزاحم :

تفسير الطبري ( 20 / 129 ) حدثني علي بن عبد الأعلى "ثنا" [ عبد الرحمن بن محمد ] المحاربي عن جويبر [ بن سعيد ] عن الضحاك } هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ {  قال : يقال "الغساق" أبرد البرد

جويبر بن سعيد : ضعيف متروك[4]

الزهد لهناد ( 292 ) حدثنا وكيع [ بن الجراح ] عن أبي جعفر الرازي [ عيسى بن ماهان ] عن الربيع بن أنس عن أبي العالية [ الرياحي رُفيع بن مهران ] : } لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا { قال : استثناء من الشراب الحميم ومن البارد الزمهرير

تفسير الطبري ( 24 / 31 ) عن أبي كريب عن  وكيع بلفظ : الغساق: الزمهرير

تفسير الطبري ( 24 / 28 – 24 / 30 ) حدثنا [ محمد ] ابن حميد "ثنا" مهران عن أبي جعفر عن الربيع [ بن أنس ] } لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا { فاستثنى من الشراب الحميم، ومن البرد: الغساق

في الموضع الثاني بلفظ : الغساق : الزمهرير

وقفه على الربيع، وابن حميد : متروك

بالنظر إلى تفسير الطبري، الربيع بن أنس يروي التفسير عن أبي العالية

قال ابن رجب : وقد صرح ابن عباس – في رواية عنه – ومجاهد، بأن "الغساق" ههنا هو البارد الشديد البرد، ويدل عليه قوله تعالى } لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * { فاستثنى من البرد الغساق ومن الشراب الحميم .اهـ[5]

وعليه "الغساق" ليس من الشراب، وإنما هو الزمهرير وهو شدة الحر. وإن كان كلام ابن رجب يدل على الشراب البارد "البارد شديد البرد" والشك في رواية ابن جريج عن مجاهد "بارد لا يستطاع، أو قال : برد لا يستطاع"

وترجم الطبري لهذا القول : وقال آخرون: الغساق: الزمهرير[6]

وقيل ما يسيل من أجسامهم :

عبد الرزاق ( 2 / 168 ) عن معمر [ بن راشد ] عن قتادة [ بن دعامة السدوسي ] في قوله تعالى } حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ  { قال : هو ما يغسق بين جلده ولحمه يخرج من بينهما

أي ما يسيل

الطبري ( 20 / 128 – 24 / 29 ) حدثنا بشر [ بن معاذ العقدي] "ثنا" يزيد [ بن زريع ] "ثنا" سعيد [ بن أبي عروبة ] عن قتادة } هذا فليذوقوه حميم وغساق { قال :  كنا نحدث أن "الغساق" ما يسيل من بين جلده ولحمه

وقال سفيان بن سعيد  الثوري ( ت : 161 ) – رواية أبي جعفر محمد بن أبي حذيفة النهدي عنه – : ما يخرج من أجسادهم

ويروى عنه ما يسيل من دموعهم، يأتي

الزهد لهناد ( 289 ) تفسير الطبري ( 24 / 28 ) من طريق ابن إدريس عن أبيه عن عطية في قوله } وغساقا { قال : الذي يسيل من جلودهم

وهو مروي عن مجاهد : صفة النار لابن أبي الدنيا ( 90 ) حدثنا عبد الله بن عون الخراز حدثنا عمار بن محمد عن منصور [ بن المعتمر ] عن مجاهد } وغساق { قال : ما يقطع من جلودهم

تفسير الطبري ( 20 / 128 ) حدثني يونس [ بن عبد الأعلى  أخبرنا [ عبد الله ] ابن وهب قال : قال [ عبد الرحمن ] ابن زيد [ بن أسلم ] : " الغساق" الصديد الذي يجمع من جلودهم مما تصهره النار في حياض يجتمع فيها فيسقونه

تفسير الطبري ( 2 / 30 ) حدثني يونس أخبرنا ابن وهب، قال : قال ابن زيد، في قوله } إلا حميما وغساقا { قال : الحميم : دموع أعينهم في النار، يجتمع في خنادق النار فيسقونه، والغساق: الصديد الذي يخرج من جلودهم، مما تصهرهم النار في حياض يجتمع فيها فيسقونه

الموعظة بالإسلام 24

الموعظة بالإسلام 01

صفحة الدعوة

---

[1] تفسير مقاتل 3 / 651

[2] ميزان الاعتدال 3 / 20 – 423 – ترجمة : 6997

[3] ميزان الاعتدال 2 / 682 – 683 – ترجمة : 5324

[4] ميزان الاعتدال 1 / 427 – ترجمة : 1593

[5] التخويف من النار 4 / 250 – 251

[6] تفسير الطبري 24 / 30