الأربعاء، 2 فبراير 2022

شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم 16

شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم 16

بوعلام محمد بجاوي

و هو معارض بغيره : أخرج بعضها البخاري محمد بن إسماعيل ( ت : 256 ) و بوب لها : باب كتابة العلم

الحديث الأول :

( 111 ) حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا وكيع [ بن الجراح ] عن سفيان [ بن سعيد الثوري[1] ] عن مُطَرِّف [ بن طَريف ] عن الشعبي [ عامر بن شراحيل ] عن أبي جُحَيفة [ وهب بن عبد الله السُّوائي ]، قال : قلت لعلي بن أبي طالب : هل عندكم كتاب ؟ قال : لا، إلا كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الصحيفة. قال: قلت : فما في هذه الصحيفة ؟ قال : العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر. [ وأخرجه أيضا : 3047 ، 6903 ، 6915 ]

و أخرجه في موضع آخر بلفظ آخر

( 1870 ) حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن [ بن مهدي ] حدثنا سفيان [ بن سعيد الثوري ] عن الأعمش [ سليمان بن مهران ] عن إبراهيم [ بن يزيد بن شريك ] التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال : ما عندنا شيء إلا كتاب الله، وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم : المدينة حرم، ما بين عائر إلى كذا، من أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، وقال : ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف، ولا عدل، ومن تولى قوما بغير إذن مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف، ولا عدل.

قال أبو عبد الله : " عدل" : فداء [ وأخرجه : 3172 ، 3179 ، 6755 ، 7300 – م / 1370 ]

الحديث الثاني :

( 112 ) حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا شيبان [ بن عبد الرحمن ] عن يحيى [ بن أبي كثير ] عن أبي سلمة [ بن عبد الرحمن ] عن أبي هريرة : أن خزاعة قتلوا رجلا من بني ليث - عام فتح مكة - بقتيل منهم قتلوه، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فركب راحلته فخطب، فقال : إن الله حبس عن مكة القتل، أو الفيل - قال أبو عبد الله : كذا، قال أبو نعيم واجعلوه على الشك الفيل أو القتل وغيره يقول الفيل - وسلّط عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي، ولم تحل لأحد بعدي، ألا وإنها حلت لي ساعة من نهار، ألا وإنها ساعتي هذه حرام، لا يختلى شوكها، ولا يعضد شجرها، ولا تلتقط ساقطتها إلا لمنشد، فمن قتل فهو بخير النظرين : إما أن يعقل، وإما أن يقاد أهل القتيل.

فجاء [ أبو شاه – خ / 2434 ، 6880 ] رجل من أهل اليمن فقال : اكتب لي يا رسول الله، فقال : اكتبوا لأبي فلان [ لأبي شاه – خ / 2434 ، 6880 ].  

فقال رجل من قريش : إلا الإذخر يا رسول الله، فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا ؟

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إلا الإذخر إلا الإذخر.

قال أبو عبد الله : يقال: يقاد بالقاف.

فقيل لأبي عبد الله : أي شيء كتب له ؟ قال: كتب له هذه الخطبة [  و هو قول الأوزاعي – خ / 2434 ] [ وأخرجه : 1349 ، 1833 ، 1834 ، 2090 ، 2433 ، 3189 ، 4313 – م / 1353 ، 1354 ، 1355 ]

استدل به الترمذي ( 2667 ) و أبو داود ( 3649 ) على الرخصة

الحديث الثالث :

( 113 ) حدثنا علي بن عبد الله [ المديني ] قال حدثنا سفيان [ بن عيـينة ] قال حدثنا عمرو [ بن دينار ] قال أخبرني وهب بن منبه، عن أخيه قال : سمعت أبا هريرة، يقول : ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب.

تابعه معمر: عن همام عن أبي هريرة

ويروى عن أبي هريرة أنه كان يكتب، أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ( 422 ) وهو شاذ غير محفوظ[2] ]

استدلّ به الترمذي ( 2668 ) على الرخصة .

الشاهد إقرار النبي صلى الله عليه وسلم، و يروى أن عبد الله بن عمرو استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الكتابة فأذن له

أبو داود ( 3646 ) حدثنا مسدد [ بن مسرهد ] وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا حدثنا يحيى [ بن سعيد القطان ] عن عبيد الله ابن الأخنس عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو، قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش، وقالوا : أتكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأومأ بإصبعه إلى فيه، فقال : اكتب، فوالذي نفسي بيده، ما يخرج منه إلا حق .

أشار إليه الترمذي تحت حديث ( 2666 )

و يروى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو : أحمد ( 6930 )

و يروى عنه صحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم تسمى الصادقة

الترمذي ( 3529 ) حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد عن أبي راشد الحبراني أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت له : حدثنا مما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى إليّ صحيفة، فقال : هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : فنظرت فيها فإذا فيها : إن أبا بكر الصديق قال : يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال : يا أبا بكر قل : اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم.

هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

و أخرجه البخاري في الأدب المفرد ( 1204 ) حدثنا خطاب بن عثمان حدثنا إسماعيل

وأخرجه أحمد ( 6851 ) حدثنا خلف بن الوليد حدثنا ابن عياش

قال البيهقي أبو بكر أحمد بن الحسين ( ت : 458 ) : وقوله في هذه الرواية "هذا ما كتب لي" يريد ما أمر بكتابته أو أملاه .اهـ[3]

الحديث الرابع :

( 114 ) حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني [ عبد الله ] ابن وهب قال أخبرني يونس [ بن يزيد ] عن ابن شهاب [  الزهري ] عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده.

قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا.

فاختلفوا وكثر اللغط، قال : قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع

فخرج ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه [ وأخرجه : 3168 ، 4432 ، 5669 – م / 1637 ]

شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم 17

شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم 01

صفحة المنهج


[1] وقيل : ابن عيـينة  فتح الباري شرح صحيح البخاري 1 / 204

[2] جامع بيان العلم وفضله 1 / 324

[3] الأسماء والصفات 1 / 87 – ط الحاشدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق