شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم 17
✍بوعلام محمد بجاوي
قال الخطيب البغدادي أبو بكر أحمد بن علي ( ت : 463 )
: ولو لم يكن في هذا
الباب إلا وقوع العلم بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتبه من عهود السعاة
على الصدقات وكتابه لعمرو بن حزم لما بعثه إلى اليمن لكفى، إذ فيه الأسوة وبه
القدوة .اهـ[1]
قال
ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف ( ت : 449 )
:
في آثار هذا الباب إباحة كتابة العلم
وتقييده، ألا ترى أن الرسول أمر بكتابه ؟ فقال تمت : اكتبوا لأبي فلان ، وقد كتب
على الصحيفة التي قرنها بسيفه، وكتب عبد الله بن عمرو .اهـ[2]
وقال : والقول
الأول أولى للآثار الثابتة بكتابة العلم .اهـ[3]
الثانية : الجمع في الكتب
"التدوين"
المقصود : التصنيف، لا مطلق الكتابة، فقد كان موجودا زمن
النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين، والمقصود بالتصنيف جمع السنة وفق
مناهج
يعود الفضل – بعد الله – في تدوين السنة يعود إلى الخليفة
العادل عمر بن عبد العزيز ( ت : 101 ) الذي خاف على السنة من الدروس كما خاف قبله أبو بكر وعمر على القرآن
تاريخ ابن أبي خيثمة ( 2727 ) حدثنا الوليد بن شجاع
قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا [ سعيد بن ] عبد الرحمن أخو أبي حرة، عن أيوب بن
أبي تميمة عن الزهري قال : استكتبني
الملوك فأكتبتهم فاستحييت الله إذ كتبتها للملوك ألا أكتبها لغيرهم.
جامع معمر ( 20486 – مع المصنف ) عن الزهري، قال : كنا نكره كتاب العلم حتى أكرهنا عليه هؤلاء
الأمراء، فرأينا ألا نمنعه أحدا من المسلمين
تاريخ ابن أبي خيثمة (
2728 ) حدثنا أبو مسلم [ عبد الرحمن بن يونس ] عن
سفيان [ بن عيينة ] : قال تحدثونا عن الزهري، قال : كنا نكرهه حتى أكرهتنا عليه الأمراء، فلما أكرهونا عليه
بذلناه للناس - يعني: الحديث.
المقصود : عمر
بن عبد العزيز
قال البخاري
محمد بن إسماعيل ( ت : 256 ) : وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم : انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء.
ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا. حدثنا العلاء بن عبد
الجبار قال حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار: بذلك – يعني حديث عمر
بن عبد العزيز – إلى قوله "ذهاب العلماء"[4]
الدارمي ( 505 ) حدثنا يحيى بن حسان حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن
عبد الله بن دينار، قال : كتب
عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة أن انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاكتبوه، فإني قد خفت دروس العلم وذهاب أهله
الدارمي ( 504 ) أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر عن أبي ضمرة [
أنس بن عياض ] عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار، قال : كتب عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – إلى أبي
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن اكتب إليّ بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وبحديث عمرة [ بنت عبد الرحمن ]، فإني قد خشيت دروس العلم وذهابه
و أخرجه يعقوب الفسوي
في المعرفة والتاريخ ( 1 / 442 ) حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن
السرح قال "ثنا" أنس بن عياض وفيه [ أو سنة ]
ابن أبي خيثمة في التاريخ ( 2709 ) حدثنا إبراهيم بن
المنذر قال حدثنا معن بن عيسى قال حدثنا سعيد بن زياد مولى الزهريين معلم كتاب دار
أنس، قال: سمعت ابن شهاب يحدث سعد بن إبراهيم يقول : أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناه دفترا دفترا
فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترا.
قال الخطيب :
ولم يكن العلم مدونا أصنافا ولا مؤلفا كتبا وأبوابا في زمن المتقدمين من
الصحابة والتابعين، وإنما فعل ذلك من بعدهم ثم حذا المتأخرون فيه حذوهم
.اهـ[5]
قال ابن
رجب : ثم إنه في زمن
تابعي التابعين صنفت التصانيف، وجمع طائفة من أهل العلم كلام النبي صلى الله
عليه وسلم وبعضهم جمع كلام الصحابة .اهـ[6]
قال
الرامهرمزي أبو
محمد الحسن بن عبد الرحمن ( ت : 360 ) : المصنفون من رواة
الفقه في الأمصار
أول من صنف وبوّب –
فيما أعلم –
الربيع بن صبيح ( ت : 160 ) بالبصرة
ثم سعيد بن أبي عروبة ( ت : 156 ) بها، و خالد بن جميل الذي يقال له العبد، و معمر بن راشد ( ت : 153 ) باليمن ، و [ عبد الملك بن عبد العزيز ] ابن جريج ( ت
: 150 ) بمكة
ثم سفيان الثوري ( ت : 161 ) بالكوفة، و حماد بن سلمة ( ت : 167 ) بالبصرة
وصنف سفيان بن عيينة ( ت : 198 ) بمكة، و الوليد بن مسلم ( ت : 194 أو 195 ) بالشام، و جرير بن عبد الحميد ( ت : 188 ) بالري [ أصله كوفي ]،
و عبد الله بن المبارك ( ت : 181 ) بمرو وخراسان، و هشيم بن بشير ( ت : 183 ) بواسط.
وصنف في هذا العصر
بالكوفة : [ يحيى بن زكريا ] ابن أبي زائدة ( ت : 183 أو 184 ) ، و [ محمد ] ابن فضيل [ بن غزوان ( ت : 195 )
] ، و وكيع
[ بن الجراح ( ت : 196 أو 197 ) ]
ثم صنف : عبد الرزاق [ بن همام الصنعاني ( ت : 211 ) ] باليمن، و أبو قرة موسى [ بن قرة ] بن طارق [ اليمني الزبيدي، من شيوخ أحمد
وإسحاق ]
و تفرد بالكوفة أبو بكر بن أبي شيبة [ عبد الله بن أحمد (
ت : 235 ) ] بتكثير الأبواب وجودة الترتيب،
وحسن التأليف.
و سمعت من يذكر أن
المصنفين ثلاثة، فذكر : أبا
عبيد القاسم بن سلام
( ت : 224 )، وابن أبي شيبة، وذكر عمرو [ بن علي ] بن بحر [ الفلاس ( ت : 249 ) ] في معناه .اهـ[7]
شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم 18
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق