بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب
العالمين، و الصلاة و السلام على خير الخلق
أجمعين صاحب الوسيلة و الفضيلة و الدرجة الرفيعة، و المقام المحمود
مدخل : التعريف بـ "النصيحة" :
أجمعين صاحب الوسيلة و الفضيلة و الدرجة الرفيعة، و المقام المحمود
هذا شرح مختصر لنصيحة تستمد شأنها من :
الناصح
: المعلمي عبد الرحمن بن يحيى ( ت : 1386 )
المنصوح
: ورثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل، المرسل إلى
خير الأمم، الذين حفظ الله بهم الرسالة من التبديل و التغيير، إبقاء للنور لمن
أراد التزامها، و الحجة لمريد الرشاد و على مريد الغيّ
و
كونها موجهة إلى "أهل العلم" لا يجعل فائدتها قاصرة عليهم، بل هي
عامة لـ "جميع المسلمين" الباحثين عن النجاة من النار و الفوز
بالجنة.
موضوعها
: هداية "الخلق" إلى "الحق"، الذي عُلّق النجاة
بالنار و الفوز بالجنة به
و
أفضل ما شرح به كلام المعلمي كلام المعلمي نفسه ، و من الله أرجو العون و
التوفيق
نص النصيحة :
قال
المعلمي عبد الرحمن بن يحيى بن علي العُتمي )
ت : 1386
( : إن الأمة قد اتبعت سنن من قبلها كما
تواترت بذلك الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم
و من ذلك، بل من أعظمه، بل أعظمه أنها فرّقت دينها و كانت شيعا، و قد تواترت
الأخبار أيضا بأنه لا تزال طائفة قائمة على الحق، فعلى أهل العلم أن يبدأ كل منهم
بنفسه فيسعى في تثبيتها على الصراط و إفرادها عن اتباع الهوى، ثم يبحث عن إخوانه و
يتعاون معهم على الرجوع بالمسلمين إلى سبيل الله، و نبذ الأهواء التي فرقوا لأجلها
دينهم و كانوا شيعا .اهـ[1]
مقدمة :
الأفراد يصيبهم المرض و السقم بعد
الصحة و العافية بسبب عدولهم عن الصراط الموافق لخلقتهم و هو الذي خطه الله لعباده
في شريعته اعتقادا و فعلا و تركا، و كذلك الأمم عندما يعدل بعض أفرادها عن شريعه
الله ثم لا يجدون ناهيا بالذكرى لمن كان له قلب و بالقوة – من أهلها – لمن مات
قلبه أو أوشك
قال تعالى " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ " [ الرعد 11 ]
أي لا يغير النعمة إلى النقمة إلا بعد
تغير الحال من التوحيد و الطاعة إلى الشرك و المعصية
و الأفراد عند مرضهم يلجؤون إلى طبيب
عارف ماهر يبدلون له أعزّ ما يملكون : ليحدد المرض أولا، ثم يجد له دواء مناسبا
و هذا هو الواجب على الأمة عند مرضها
أن تلجأ إلى الطبيب العارف الماهر ليحدد لها المرض و يصف لها دواء شافيا[2]
و قد تضمنت نصيحة المعلمي خمسة
أمور هي – إضافة إلى المقدمة – أركان العلاج :
1 / ( المقدمة ) المرض أمر كوني لا
مفرّ منه.
2 / ( الركن الأول ) وصف المرض.
3 / ( الركن الثاني ) الطبيب
المعالج.
4 / ( الركن الثالث ) الدواء و العلاج.
5 / ( الركن الرابع ) التعاون
على العلاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق