الأحد، 29 أبريل 2018

شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم 01

شرح نصيحة المعلمي 01
شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم
01

بوعلام محمد بجاوي

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على خير الخلق
أجمعين صاحب الوسيلة و الفضيلة و الدرجة الرفيعة، و المقام المحمود
مدخل : التعريف بـ "النصيحة" :
هذا شرح مختصر لنصيحة تستمد شأنها من :
الناصح : المعلمي عبد الرحمن بن يحيى ( ت : 1386 )
المنصوح : ورثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم  أفضل الرسل، المرسل إلى خير الأمم، الذين حفظ الله بهم الرسالة من التبديل و التغيير، إبقاء للنور لمن أراد التزامها، و الحجة لمريد الرشاد و على مريد الغيّ  
و كونها موجهة إلى "أهل العلم" لا يجعل فائدتها قاصرة عليهم، بل هي عامة لـ "جميع المسلمين" الباحثين عن النجاة من النار و الفوز بالجنة.
موضوعها : هداية "الخلق" إلى "الحق"، الذي عُلّق النجاة بالنار و الفوز بالجنة به
و أفضل ما شرح به كلام المعلمي كلام المعلمي نفسه ، و من الله أرجو العون و التوفيق

نص النصيحة :

قال المعلمي عبد الرحمن بن يحيى بن علي العُتمي ) ت : 1386 ( : إن الأمة قد اتبعت سنن من قبلها كما تواترت بذلك الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم و من ذلك، بل من أعظمه، بل أعظمه أنها فرّقت دينها و كانت شيعا، و قد تواترت الأخبار أيضا بأنه لا تزال طائفة قائمة على الحق، فعلى أهل العلم أن يبدأ كل منهم بنفسه فيسعى في تثبيتها على الصراط و إفرادها عن اتباع الهوى، ثم يبحث عن إخوانه و يتعاون معهم على الرجوع بالمسلمين إلى سبيل الله، و نبذ الأهواء التي فرقوا لأجلها دينهم و كانوا شيعا .اهـ[1]

 مقدمة :

الأفراد يصيبهم المرض و السقم بعد الصحة و العافية بسبب عدولهم عن الصراط الموافق لخلقتهم و هو الذي خطه الله لعباده في شريعته اعتقادا و فعلا و تركا، و كذلك الأمم عندما يعدل بعض أفرادها عن شريعه الله ثم لا يجدون ناهيا بالذكرى لمن كان له قلب و بالقوة – من أهلها – لمن مات قلبه أو أوشك
قال تعالى " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ " [ الرعد 11 ]
أي لا يغير النعمة إلى النقمة إلا بعد تغير الحال من التوحيد و الطاعة إلى الشرك و المعصية
و الأفراد عند مرضهم يلجؤون إلى طبيب عارف ماهر يبدلون له أعزّ ما يملكون : ليحدد المرض أولا، ثم يجد له دواء مناسبا
و هذا هو الواجب على الأمة عند مرضها أن تلجأ إلى الطبيب العارف الماهر ليحدد لها المرض و يصف لها دواء شافيا[2]
و قد تضمنت نصيحة المعلمي خمسة أمور هي – إضافة إلى المقدمة – أركان العلاج : 
1 / ( المقدمة ) المرض أمر كوني لا مفرّ منه. 
2 / ( الركن الأول ) وصف المرض
3 / ( الركن الثاني ) الطبيب المعالج
4 / ( الركن الثالث ) الدواء و العلاج
5 / ( الركن الرابع ) التعاون على العلاج






[1] التنكيل 2 / 382
[2] كما يأتي في " الركن الثاني "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق