الحديث الرابع : النهي أن يفضل أحد
نفسه على يونس عليه السلام
البخاري (3395) حدثني محمد بن بشار
حدثنا غُنْدَر [ محمد بن جعفر ] حدثنا شعبة [ بن الحجاج ] عن قتادة [ بن دعامة
السدوسي ]، قال: سمعت أبا العالية، حدثنا - ابن عمّ نبيكم - يعني ابن عباس - عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال :
لا ينبغي
لعبد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى . ونسبه إلى أبيه
[ ومن طريق غندر
أخرجه مسلم 167 - (2377) ]
(3413) حدثنا حفص بن عمر
حدثنا شعبة
(4630) حدثنا محمد بن بشار
حدثنا [ عبد الرحمن ] ابن مهدي حدثنا شعبة
(7539) حدثنا حفص بن عمر
حدثنا شعبة :
وقال لي خليفة: حدثنا
يزيد بن زريع عن سعيد [ بن أبي عروبة ] :
عن قتادة
(3412) حدثنا مسدد [ بن
مسرهد ] حدثنا يحيى [ بن سعيد القطان ] عن سفيان [ بن سعيد الثوري ] حدثني الأعمش
[ سليمان بن مهران ] (ح) :
حدثنا أبو نعيم [
الفضل بن دكين ] حدثنا سفيان، عن الأعمش :
عن أبي وائل [ شقيق بن
سلمة ] عن عبد الله [ رضي الله عنه ] عن النبي صلى الله عليه وسلم.
في رواية أبي نعيم لم
يذكر "ابن
متى"
(4603) حدثنا مسدد
(4804) حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا جرير [ بن عبد الحميد ] عن الأعمش
(3416) حدثنا أبو الوليد [
الطيالسي هشام بن عبد الملك ] حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم سمعت حميد بن عبد
الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
(4631) حدثنا آدم بن أبي
إياس حدثنا شعبة
[ وأخرجه مسلم من
طريق غندر عن شعبة 166 - (2376) ]
و (3414) حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن عبد
العزيز [ بن عبد الله ] بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة رضي
الله عنه، قال : عطفه على الحديث السابق الذي فيه موسى عليه السلام : في آخره : ولا أقول : إن أحدا أفضل من يونس بن متى
[ مسلم 159 - (2373) حدثني زهير بن حرب حدثنا
حجين بن المثنى حدثنا عبد العزيز...وقال : وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا يزيد بن
هارون، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الإسناد سواء ]
(4604) حدثنا محمد بن سِنان
حدثنا فُلَيْح [ بن سليمان ] حدثنا هلال [ بن علي ] عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قال: أنا خير من يونس بن متى فقد كذب
(4805) حدثني إبراهيم بن
المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثني أبي عن هلال بن علي
قال الخطابي : فأما قوله في يونس صلوات الله عليه وسلامه
فقد يتأول على وجهين :
أحدهما : أن يكون قوله ما ينبغي لعبد إنما أراد به
من سواه من الناس دون نفسه.
والوجه الآخر : أن يكون ذلك عاما مطلقا فيه وفي غيره من
الناس ...
قلت : وهذا أولى الوجهين وأشبههما بمعنى الحديث فقد جاء من
غير هذا الطريق أنه قال صلى الله عليه وسلم: "ما ينبغي لنبي أن يقول إني خير من يونس بن متى" فعم به الأنبياء كلهم فدخل هو في
جملتهم .اهـ[1]
و ظاهر كلامه في "أعلام الحديث" ترجيح الأول
قال : قوله "لا ينبغي أن يقول: أنا خير من يونس بن متَّى", يريد ليس لعبد أن يُفضِّل نفسه على
يونس.
ويحتمل أن يكون أراد : لا ينبغي لأحد أن
يُفضِّلني عليه .اهـ[2]
و رجح البيهقي أبو بكر أحمد بن الحسين ( ت : 458 )
الوجه الثاني برواية الأعرج عن أبي هريرة، جمع فيها بين التفضيل على موسى و على
يونس بلفظ : "ولا أقول : إن أحدا أفضل من يونس بن متى" أي بالعموم
قال : فمن تكلم في التخيير والتفضيل ذهب إلى أنه
أراد به ليس لأحد أن يفضل نفسه على يونس وإن كان قد أبق وذهب مغاضبا ولم يصبر على
ما ظنّ أنه يصيبه من قومه، وما روينا في حديث الأعرج عن أبي هريرة يمنع من هذا
التأويل، ويصحح قول من ذهب إلى الإمساك عن الكلام في التخيير بين الأنبياء جملة
.اهـ[3]
و
قال عياض :
ويحتمل أن يكون قوله: "أنا" راجعا إلى تأويل ذلك ويعنى
نفسه، أي لا يظن أحد ولم يبلغ من الذكاء والفضائل ما بلغ، أن يكون خيرا من يونس
لأجل ما حكاه الله عنه، فإن درجة النبوة لا تلحق، وما جرى على يونس من الأقدار لم
يحطه عن رتبة النبوة ذرة .اهـ[4]
و رجّح النووي هذا المعنى بلفظة "لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير..."
و قال النووي : بما ذكر وأما قوله صلى الله عليه وسلم "ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس" فالضمير في "أنا" قيل يعود إلى النبي صلى الله عليه
وسلم وقيل يعود إلى القائل أي لا يقول ذلك بعض الجاهلين من المجتهدين في عبادة أو
علم أو غير ذلك من الفضائل فإنه لو بلغ من الفضاء ما بلغ لم يبلغ درجة النبوة،
ويؤيد هذا التأويل الرواية التي قبله وهي قوله (صلى الله عليه وسلم)[5]
لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن
متى، والله أعلم .اهـ[6]
وعلى
هذا المعنى لا خلاف بين حديث الباب و هذا الحديث، والأقرب المعنى الآخر لقربه للذهن،
أما أن يفضل أحد ليس بنبي نفسه على نبي فبعيد، والله أعلم
قال
القرطبي : ... في هذا الحديث: "لا ينبغي لنبي أن يقول: أنا خير من يونس" ، كما قد روي أيضا ما يشهد بتنكير
عبد في كتاب مسلم "لا أقول: إن أحدا أفضل من يونس"، وعلى هذا فيقيد مطلق الرواية الأولى
بمقيد هذه الرواية، فيكون معناه: لا ينبغي لعبد نبي أن يقول: أنا خير من يونس.
وهذا هو الأولى، لأنه من ليس بنبي لا يمكنه
بوجه أن يقول : أنا أفضل من النبي، لأنه من المعلوم الضروري عند المتشرعين: أن
درجة النبي لا يبلغها ولي، ولا غيره، وإنما يمكن ذلك في الأنبياء، لأنهم – صلوات
الله وسلامه عليهم – قد تساووا في النبوة، وتفاضلوا فيما بينهم بما خص به بعضهم
دون بعض، فإن منهم من اتخذه الله خليلا، ومنهم من اتخذه حبيبا، ومنهم أولو العزم،
ومنهم من كلم الله على ما هو المعروف من أحوالهم[7] .اهـ[8]
لكن
عاد وصحح القول المرجوح، لكن حسّن عليه ما رجّح هنا
قال
: وقد بينا أن
لعبد هنا بمعنى "لنبي"، وقد قيل: إنه محمول على غير الأنبياء،
ويكون معناه: لا يظن أحد ممن ليس بنبي وإن بلغ من العلم والفضل والمنازل الرفيعة،
والمقامات الشريفة الغاية القصوى أنه يبلغ مرتبة يونس عليه السلام، لأن أقل مراتب
النبوة لا يلحقها من ليس من الأنبياء، وهذا المعنى صحيح، والذي صدرنا به الكلام أحسن منه، والله تعالى أعلم .اهـ[9]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق