بين يدي رمضان 13
✍بوعلام محمد بجاوي
وما أدراك ما ليلة القدر:
قال تعالى } وما أدراك ما ليلة القدر { [
القدر : 2 ]
قال البخاري محمد بن إسماعيل ( ت : 256 ) : قال
[ سفيان ] ابن عيينة ( ت : 198 ) :
ما كان في القرآن } ما أدراك { فقد أعلمه، و ما قال }وما يدريك { : فإنه لم يعلمه .اهـ[1]
أخرجه ابن حجر أحمد بن
علي بن حجر العسقلاني ( ت : 852 ) في "تغليق التعليق"[2]
: من طريق ابن أبي حاتم[3]
: "ثنا" أبي "ثنا" محمد ابن أبي عمر العدني قال :
قال سفيان – يعني ابن عيينة – : كل شيء في القرآن } وما أدراك { فقد أخبره به، و كل شيء } وما يدريك { فلم يخبره به .
و
الطبري في التفسير ( 23 / 207 - ط : هجر ) : حدثنا [ محمد ] ابن حميد [ الرازي : متروك
] قال "ثنا" مهران [ بن أبي عمر ] عن سفيان
و عزاه السيوطي عبد
الرحمن بن الكمال ( ت : 911 )
في "الدر المنثور في التفسير بالمأثور[4]"
: إلى تفسيري : ابن أبي حاتم أبي محمد عبد الرحمن بن محمد ( ت : 327 )[5] و ابن المنذر أبي بكر محمد بن إبراهيم ( ت :
319 )[6]
و جعله السمعاني أبو المظفر
منصور بن محمد ( ت : 489 ) من
تفسير ابن عباس[7]
و المقصود تعظيم شأن هذه الليلة، كما هو الحال في : اليوم الآخر ( الحاقة،
القارعة ، يوم الفصل ، يوم الدين ) و جهنم ( سقر ، هاوية ، الحطمة ) و كتب أعمال المؤمنين و
الكفار – أو موضعهما – ( سجين ،
عليون ) و عظيم مخلوقات الله ( الطارق، العصر ) و عظيم الأعمال العتق ( العقبة )
ليلة القدر خير من ألف شهر
} ليلة القدر خير من ألف شهر { [
القدر : 3 ]
المقصود ثواب الأعمال، ثواب الأعمال فيها أكثر من ثواب
العمل في ألف شهر ليس فيه ليلة القدر[8]
قال ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر ( ت : 774 ) : و هذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهر – و ليس فيها ليلة
القدر - هو اختيار ابن جرير. و هو الصواب لا ما عداه، و هو كقوله r : رباط ليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة فيما سواه من
المنازل. رواه أحمد [ 470 ، 558 ( مكرر ) و فيه "يوم" بدل "ليلة" و أخرجه من طريق آخر ( 442 ) ] .اهـ[9]
قال الطبري أبو جعفر
محمد بن جرير ( ت : 310 ) : و أشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزيل قول من قال : عمل في
ليلة القدر خير من عمل ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر. و أما الأقوال الأخر، فدعاوى
معان باطلة، لا دلالة عليها من خبر و لا عقل، ولا هي موجودة في التنزيل .اهـ[10]
ذكر قولين هذا الذي اختاره، والآخر : ليلة القدر خير من ألف
شهر ليس فيه ليلة القدر. أي نفس الليلة لا العمل فيها
قال : اختلف أهل
التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: العمل في ليلة القدر بما يرضي الله،
خير من العمل في غيرها ألف شهر...
وقال آخرون: معنى ذلك
أن ليلة القدر خير من ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر .اهـ[11]
و المحروم من حُرم العمل، و انشغل عنه بالمباح أو الحرام
في الأيام الفاضلة، فكم يضيّع من ضيّع ليلة القدر
تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من
كل أمر
} تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر { [ القدر : 4 ]
قال ابن كثير : أي: يكثر تنزل الملائكة في
هذه الليلة لكثرة بركتها، و الملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق
الذكر، و يضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له.
و أما الروح : فقيل: المراد به هاهنا جبريل عليه السلام، فيكون من باب عطف الخاص على العام[12].
و قيل: هم ضرب من الملائكة .اهـ[13]
[1] صحيح البخاري 2 / 92 – ط : محب الدين الخطيب
[2] تغليق التعليق 3 / 204 – 205
[3] و هو من جملة المفقود من تفسير ابن أبي حاتم
[4] الدر المنثور في التفسير
بالمأثور 12 / 148 – 149 – سورة الأحزاب الآية :
63 – ط : هجر
[5] له طبعتان أحدثها
طبعة دار ابن الجوزي، وهي مجموعة رسائل جامعية لنيل درجة الماجستير من جامعة أم
القرى – مكة من مج 1 إلى مج 12 تفسير الموجود من أول القرآن إلى نهاية سورة يوسف
ومن أول سورة الروم إلى نهاية القصص وفي مج : جمع الروايات في الجزء المفقود و لم
يستوعبوا.. على موقع مركز تفسير نقد لهذه الطبعة وموازنتها بالطبعة الأولى بعنوان
"طبعة ابن الجوزي لتفسير ابن أبي حاتم في الميزان "، ومن
حيث السقط الطبعة الأولى أتم، ومن حيث الضبط والتصحيف الطبعة المتأخرة أحسن.
[6] طبع جز يسير منه من الآية 227 من سورة البقرة إلى الآية 92 من سورة النساء
[7] تفسير السمعاني 6 / 34
[8] تفسير السمعاني 6 / 261
[9] تفسير ابن كثير 8 / 443
[10] تفسير الطبري 24 / 546
[11] تفسير الطبري 24 / 545
[12] تعظيما له
[13] تفسير ابن كثير 8 / 443
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق