الموعظة بالإسلام 10
✍بوعلام محمد بجاوي
جمع الخلائق في الموقف :
} الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه { [ النساء 87 ] } يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن { [ التغابن 9 ]
يوم التغابن :
الغبن : انتقاص العقل، فالغبن في الشراء :
شراء الشي بأقل من قيمته لجهل البائع بثمنه، فالغبن من أفعال المشاركة، غابن
ومغبون
المؤمنون في حكم من غبن : لأنهم اشتروا الآخرة بالدنيا التي
هي دونها بل لا تقارن بها أقل من ثمنها
والكفار في حكم من غُبِن : لأنه اشتروا نعيم الدنيا بتضييع
نعيم الآخرة ودخول النار
} ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب
العالمين { [ المطففين 4 – 6 ] } في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة { [ المعارج 4 ] } و أنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين { [ غافر 18 ]
يوم الآزفة : القيامة،
سميت بذلك لقربها، تقول "أزف الرحيل" إذا دنا و اقترب
لدى الحناجر كاظمين : ارتفعت
إلى الحناجر، فلا هي تخرج و لا هي تعود إلى موضعها، ارتفعت
إلى الحناجر، فلا هي تخرج و لا هي تعود إلى موضعها.
عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
: يحشر
الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي
قال سهل أو غيره : ليس فيها معلم لأحد [
خ / 6521 – م / 2790 و رفع الأخير ]
عفراء : بياض
ليس بالناصع.
قرصة النقي : الدقيق
النقي من الغش و النخالة
ليس فيها معلم : مستوية
لا اعوجاج فيها
و هي الأرض بعد أن تمدّ و تدكّ جبالها
و تسجّر بحارها
و عن عبد الله ابن عباس قال : قام فينا
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنّكم محشورون حفاة عراة غرلا } كما بدأنا أوّل خلق نعيده { [ خ / 6526 – م / 2860 ] و [ خ / 6527 – م / 2859 من حديث
عائشة ]
غرلا : غير مختونين
دنو الشمس من رؤوس
الخلائق قدر ميل :
وتدنو الشمس من رؤوس الخلائق قدر ميل، فيكون
الناس في العرق كقدر أعمالهم، منهم من يأخذه إلى ركبته، و منهم من يأخذه إلى
حقويه، و منهم من يلجمه إلجاما، أي إلى فيه
حقويه : خصريه،
و هو معقد الإزار
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا،
و يلجمهم حتى يبلغ آذانهم [ خ / 6532 ]
و أخرجه مسلم
( 2863 ) بلفظ : إن العرق يوم
القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعا، و إنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم[1]
و عن سليم بن عامر عن المقداد بن
الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تُدنى الشمس يوم
القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار الميل
قال سليم بن عامر : فو الله ما أدري
ما يعني بـ "الميل" أمسافة الأرض أم الميل الذي يكتحل به
قال[2] : فيكون الناس على
قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه و منهم من يكون إلى ركبتيه و منهم
من يكون إلى حقويه، و منهم من يلجمه إلجاما، قال : و أشار بيده إلى فيه [ م / 2864 ]
انشقاق السماء و ذوبانها
عن سحاب أبيض رقيق :
قال تعالى } إذا السماء انفطرت { [ الانفطار 1 ] } إذا السماء انشقت . و أدنت لربّها و حقّت { [ الانشقاق 1 – 2 ] } و إذا السماء فرجت { [ المرسلات 9 ] } السماء منفطر به . كان وعده مفعولا { [ المزمل18 ]
انفطرت،
فُرِجت بمعنى : انشقت
}وحقت{ : حقّ لها أن تستجيب
إلى ربّها
}منفطر به{ : "الباء"
بمعنى "في" أي منفطر فيه، أي في يوم القيامة
} فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان { [ الرحمن 37 ] } يوم تكون السماء كالمهل { [ المعارج 8 ] } و انشقّت السماء فهي يومئذ واهية { [ الحاقة 16 ]
تكون
السماء ذائبة :
}وردة كالدهان{ : في
ذوبانها و تغير لونها، كما هو حال الأصباغ التي يدهن بها
}كالمهل{
: المهل
: الرصاص أو النحاس المذاب
} و يوم تشقق السماء بالغمام و نزل الملائكة تنزيلا { [ الفرقان 25 ]
}بالغمام{ : أي
عن الغمام، و هو سحاب أبيض رقيق
تنزل الملائكة :
} و يوم تشقق السماء بالغمام و نزل الملائكة تنزيلا { [ الفرقان 25 ] } و جاء ربك و الملك صفا صفا { [ الفجر 22 ] } هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام و الملائكة و
قضي الأمر و إلى الله ترجع الأمور { [ البقرة 210 ]
}ظلل من الغمام{ : في سترة من الغمام وهو السحاب
الأبيض الرقيق، ويقال – يروى
عن مجاهد بن جبر – : الغمام ساتر غير السحاب، وفي رواية عن ابن عباس : هو غير
السحاب المعتاد، بل هو أبرد منه وأطيب، ومثل هذه الآية قوله في بني إسرائيل }وظللنا عليكم الغمام{ أي في التيه[3]
أي
وتأتي الملائكة في ظلل و ستر من الغمام، معطوفا على اسم الجلالة، وفيه احتمالان :
الأول
: يأتي الله والملائكة في ظلل من الغمام
الآخر
: يأتي الله في ظلل من الغمام، و تأتي الملائكة، وقيل عند الموت
وقيل
الملائكة بالخفض، بالعطف على ظلل، أي أن الله يأتي في ظلل من الغمام والملائكةِ
[1] الشك من الراوي
[2] أي النبي صلى الله عليه وسلم
[3] ينظر تفسير الطبري 1 / 698 و ما
بعدها . 3 / 605 وما بعدها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق