ليس
في إيثار الحق على أسلافه نقص له و لهم، كما أنه ليس في التعصب لهم دفع النقص عنه
و عنهم
التعصب : لا
يصوّب، و لا يدفع الذمّ إذا كان المتعصَّبُ له يستحقه، بل يضرهم فيحملون وزرهم و
وزر من تبعهم
ترك التعصب :
لا يضر بالمتعصب له : فإن لم يكن معذورا و استحق العذاب فبإيثاره للهوى، و
إن كان معذورا فيعفى عنه بنيته في طلب الحق
و لا يضر بمؤثر الحق : ضلال أسلافه
و إنما يضرّ به في العاجل و الآجل إيثار الهوى على الحق و تحمله وزر نفسه و وزر من تبعه
و يأتي الكلام عنه فيما تبقى من كلام المعلمي
و لهذا – وقوع الأمم السابقة في الاختلاف مع وجود البيات – حذّر الله آخر الأمم أن تسلك سبيل من قبلها في الاختلاف بعد معرفة الحق
قال المعلمي : يستحضر أن الذي يهمه ويسأل عنه هو حاله في نفسه،
فلا يضره عند الله تعالى ولا عند أهل العلم والدين والعقل أن يكون معلمه أو مربيه
أو أسلافه أو أشياخه على نقص، والأنبياء عليهم الصلاة و السلام لم يسلموا من هذا،
و أفضل هذه الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و رضي عنهم و كان آباؤهم و أسلافهم مشركين.
هذا مع احتمال أن يكون أسلافك معذورين إذا لم ينبهوا و
لم تقم عليهم الحجة.
و على فرض أن أسلافك كانوا على خطأ يؤاخذون به فاتباعك
لهم وتعصبك لا ينفعهم شيئا بل يضرهم ضررا شديدا فإنه يلحقهم مثل إثمك و مثل إثم من
يتبعك من أولادك و أتباعك إلى يوم القيامة كما يلحقك مع إثمك مثل إثم من يتبعك إلى
يوم القيامة، أفلا ترى أن رجوعك الى الحق هو خير لأسلافك على كل حال ؟ .اهـ[1]
وسبق كلامه في الذي قبله : و أما الثاني : و هو
أن لا يكون قد سبق منه تقصير فلا يلزمه بما تقدم منه نقص يعاب به ألبتة، بل المدار
على حاله بعد أن ينبه، فإن تدبر وتنبه وعرف الحق فاتبعه فقد فاز، و كذلك إن اشتبه
عليه الأمر فاحتاط، وإن أعرض و نفر فذلك هو الهلاك .اهـ[2]
ثانيا[3] : ثم السعي في هداية من رحم الله من عباده و اختاره للسعادة في العاجل و الآجل و يأتي الكلام عنه فيما تبقى من كلام المعلمي
و لهذا – وقوع الأمم السابقة في الاختلاف مع وجود البيات – حذّر الله آخر الأمم أن تسلك سبيل من قبلها في الاختلاف بعد معرفة الحق
فقال
] واعتصموا بحبل الله جميعا
و لا تفرقوا [ [ آل عمران 103 ]
و
قال ] شرع لكم من الدين ما وصى
به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين
و لا تتفرقوا فيه [ [ الشورى 13 ]
و
قال ] و لا تكونوا
كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و أولئك لهم عذاب عظيم [ [ آل عمران 105 ] و قال ] و لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا
دينهم و كانوا شيعا كل
حزب بما لديهم فرحون [ الروم 31 ، 32 ]
و أخبر أن هذا القرآن يبين الحق فيما اختلف فيه أهل الكتاب من قبلنا
حزب بما لديهم فرحون [ الروم 31 ، 32 ]
و أخبر أن هذا القرآن يبين الحق فيما اختلف فيه أهل الكتاب من قبلنا
قال } لِيُبَيِّنَ
لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ
كَانُوا كَاذِبِينَ { [ النحل 39 ]
و قال } إِنَّ
هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ
{ [ النمل 76 ]
[1] التنكيل 2 / 199
- القائد
[2] التنكيل 2 / 199
- القائد
[3] تابع لـ : التعامل
مع قضاء الله الكوني في الاختلاف : الأول : طلب الحق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق