تعريف مختصر برسالة ابن أبي زيد القيرواني 1
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام
على رسول الله.
هذا مختصر في التعريف بـ "رسالة"
ابن أبي زيد في العقيدة والأحكام والآداب
المبحث الأول : ابن أبي
زيد
المطلب الأول : ولادته
ابن
أبي زيد القيرواني المولد و المنشأ و المدفن[1]، النفزي
نسبا[2] –
نسبة إلى نفزة ( وقيل النفزاوي[3] نسبة إلى نفزاوة ) – أبو محمد عبد الله
بن أبي زيد عبد الرحمن ( ت : 386 )
الملقب بـ
"مالك
الصغير" وصاحب التصانيف في المذهب
و لد بالقيروان – التي لم يخرج منها
إلا مرّة واحدة لأداء مناسك الحج – سنة 310 و عاش ستا وسبعين سنة[4]،
وتوفي سنة 386 أي بعد ثلاث عشرة سنة من استيلاء عبيد
الله الشيعي الإسماعيلي الملقّب بالمهدي على القيروان، و قال يوسف بن عمر الأنفاسي ( ت : 761 ) و تبعه زروق أبو العباس أحمد بن أحمد ( ت : 899 ) في شرحيهما على الرسالة : سنة 316[5]
قال القاضي أبو الفضل عياض بن موسى
اليحصبي ( ت : 544 ) : كان أهل السنة بالقيروان أيام بني
عبيد في حالة شديدة من الاهتضام و التستّر كأنهم ذمّة، تجري عليهم في كثرة الأيام
محن شديدة، و لمـّا أظهر بنو عبيد أمرهم، و نصّبوا حسينا الأعمى السّاب – لعنه
الله تعالى – في الأسواق للسبّ بأسجاع لقّنها يوصل منها إلى سبّ النبي صلى الله عليه وسلم في
ألفاظ حُفّظها، كقوله – لعنه الله تعالى – " العنوا الغار و ما وعى و الكساء و ما
حوى " و غير ذلك، و علّقت رؤوس الأكباش و الحمر على أبواب الحوانيت، عليها
قراطيس معلّقة، مكتوب فيها أسماء الصحابة، اشتدّ الأمر على أهل السنة، فمن تكلّم
أو تحرّك قتل و مثّل به، و ذلك في أيام الثاني من بني عبيد و هو " إسماعيل
" الملقّب بـ " المنصور " – لعنه الله تعالى – سنة إحدى و ثلاثين و
ثلاث مائة . اهـ[6]
المطلب الثاني : مكانته
قال الشيرازي
أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشافعي ( ت : 476 ) : و إليه انتهت الرياسة في الفقه، و
كان يسمى "مالك الصغير" . اهـ[7]
وقال القاضي
عياض : و كان أبو محمد إمام
المالكية في وقته، و قدوتهم، و جامع مذهب مالك، و شارح أقوالهم، و كان واسع
الاطلاع، كثير الحفظ و الرواية، و كتبه تشهد له بذلك، فصيح القلم، ذا بيان و معرفة
بما يقول، ذابا عن مذهب مالك، قائما بالحجّة، بصيرا بالرد على أهل الأهواء، يقول الشعر
و يجيده، و يجمع إلى ذلك صلاحا و ورعا وعفّة، و حاز رئاسة الدين و الدنيا، و إليه
كانت الرحلة من الأقطار، و نجب أصحابه، و كثر الآخذون عنه، هو الذي لخصّ المذهب و
ضمّ كسره و ذبّ عنه، و ملأت البلاد تواليفه، عارض الناس أكثرها فلم يبلغوا مداه مع
فضل السبق و صعوبة المبتدأ، و عرف قدره الأكابر . اهـ[8]
المطلب الثالث : شيوخه[9]
كثر شيوخه رحمه الله، و نكتفي بذكر
خمسة منهم
أبو الفضل عباس بن عيسى
الممسي ( ت : 333 )
أبو بكر محمد بن اللباد
( ت : 333 )
و اعتماده عليهما في الفقه[10]
أبو إسحاق إبراهيم بن
أحمد السبائي ( ت : 370 )
أبو سعيد خلف بن عمر
المعروف بـ ابن أخي هشام ( ت : 297 )
الأصيلي أبو محمد عبد
الله بن إبراهيم ( ت : 392 )
المطلب الرابع : تلاميذه[11]
قال عياض : و نجب أصحابه، و كثر الآخذون عنه . اهـ[12]
منهم :
أبو القاسم خلف بن أبي
القاسم البرادعي، صاحب "تهذيب اختصار المدونة"
أبو بكر عتيق بن خلف
التجيبي ( ت : 422 )
أبو زكريا يحيى بن علي
الشقراطسي ( ت : 429 )
المطلب الخامس : تآليفه[13]
قال عياض : و ملأت البلاد تواليفه، عارض كثير من الناس
أكثرها فلم يبلغوا مداه مع فضل السبق و صعوبة المبتدأ . اهـ[14]
و قال : و جملة تواليفه كلها مفيدة،
بديعة، غزيرة العلم . اهـ[15]
منها :
النوادر و الزيادات على ما في المدونة
من غيرها من الأمهات[16]
:
اختصار المدونة :
قال عياض : على كتابيه هذين المعوّل
بالمغرب في التفقه . اهـ[17]
مطبوعان
الذب عن مذهب مالك
وموضوعه الرد على الظاهري الطاعن في مالك بن أنس، بأنه يتأوّل
الأحاديث ويخالفها، وجمع رده التأصيل والتطبيق، ذكر فيه جملة من المسائل التي رمى
الظاهري مالكا بمخالفة الحديث فيها، وطبع حديثا
كتاب الاقتداء :
قال في مقدمة "النوادر والزيادات" :
وقد اختلف في
إجماع من كان بالمدينة من الصدر الأول، وفي اجتماع الجمهور من كل قرن، والذي ذهبنا
إليه أن ذلك لا يسع خلافه، كالإجماع الذي يخالف فيه، وإن كان هذا مقطوعا به، ولا
يقطع بالأول وقد أوردنا لذلك ولما يشبهه كتابا سميناه "كتاب الاقتداء" .اهـ[18]
فجمع ابن أبي زيد بين بيان المذهب وبين الذب عنه
[1] معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان للدباغ 3 / 109
[2] ترتيب المدارك 6
/ 215 – ط : المغرب
[3] معالم الإيمان 3
/ 109
[4] معالم الإيمان 3
/ 118
[5] شرح زروق على الرسالة 1 / 5 – ط :
دار الفكر وشرح الأنفاسي (تقييد) طبع
حديثا
[6] ترتيب المدارك و تقريب المسالك لمعرفة أعلام
مذهب مالك 5 / 303
[7] طبقات الفقهاء 160
[8] ترتيب المدارك 6
/ 215 - 216
[9] ترتيب المدارك 6
/ 216 – 217 وينظر مقدمة محقق الذب
عن مذهب مالك 1 / 70 - 87
[10] طبقات الفقهاء للشيرازي 160 ترتيب المدارك
6 / 216
[11] ينظر مقدمة محقق الذب عن مذهب مالك 1 / 87 – 100
[12] ترتيب المدارك 6
/ 216
[13] ترتيب المدارك 6
/ 217 - 218 معالم الإيمان 3 / 111
[14] ترتيب المدارك 6
/ 216
[15] ترتيب المدارك 6
/ 218
[16] مطبوع
[17] ترتيب المدارك 6
/ 217
[18] النوادر والزيادات 1 / 4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق