قصة النبي دانيال عليه السلام
سيرة ابن إسحاق ( ص : 66 ) : عن أبي خلدة خالد بن دينار
"نا" أبو العالية [ رُفَيْع بن مهران الرياحي ] قال : لما فتحنا تُسْتَـر، وجدنا في بيت مال "الهرمزان[1]" سريرا عليه رجل ميت، عند رأسه مصحف له، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر بن الخطاب، فدعا له كعبا، فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل من العرب قرأه، قرأته مثلما أقرأ القرآن هذا.
"نا" أبو العالية [ رُفَيْع بن مهران الرياحي ] قال : لما فتحنا تُسْتَـر، وجدنا في بيت مال "الهرمزان[1]" سريرا عليه رجل ميت، عند رأسه مصحف له، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر بن الخطاب، فدعا له كعبا، فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل من العرب قرأه، قرأته مثلما أقرأ القرآن هذا.
فقلت لأبي العالية : ما كان فيه ؟
فقال : سيرتكم وأموركم، ولحون كلامكم، وما
هو كائن بعد.
قلت : فما صنعتم بالرجل ؟ قال : حفرنا
بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة، فلما كان الليل دفناه، وسوينا القبور كلها، لنعميه
على الناس، لا ينبشونه.
قلت : وما يرجون منه ؟
قال : كانت السماء إذا حبست عليهم، برزوا
بسريره فيمطرون.
قلت : من كنتم تظنون الرجل ؟ قال: رجل يقال
له "دانيال".
فقلت
: منذ كم وجدتموه مات ؟ قال : منذ
ثلاثمائة سنة.
قلت
: ما كان تغير بشيء ؟
قال
: لا، إلا شعيرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض، ولا تأكلها السباع.
قال ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن
كثير ( ت : 774 ) : وهذا إسناد صحيح إلى أبي العالية، ولكن إن كان تاريخ وفاته محفوظا من
ثلاثمائة سنة، فليس بنبيّ بل هو رجل صالح، لأن عيسى ابن مريم ليس بينه
وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي بنص الحديث الذي في البخاري،
والفترة التي كانت بينهما أربعمائة سنة، وقيل : ستمائة، وقيل : ستمائة
وعشرون سنة.
وقد يكون تاريخ وفاته من
ثمانمائة سنة، وهو قريب من وقت "دانيال" إن كان كونه "دانيال"
هو المطابق لما في نفس الأمر، فإنه قد يكون رجلا آخر، إما من الأنبياء أو
الصالحين، ولكن قربت الظنون أنه "دانيال" لأن "دانيال"
كان قد أخذه ملك الفرس، فأقام عنده مسجونا كما تقدم. وقد روي بإسناد صحيح إلى أبي
العالية أن طول أنفه شبر. وعن أنس بن مالك بإسناد جيد أن طول أنفه ذراع. فيحتمل
على هذا أن يكون رجلا من الأنبياء الأقدمين قبل هذه المدد. والله أعلم .اهـ[2]
ابن أبي شيبة ( 34392 ) حدثنا عفان [ بن مسلم ] قال حدثنا همام [ بن يحيى ] عن
قتادة [ بن دعامة ] عن زرارة بن أوفى عن مطرف بن مالك، أنه قال: شهدت فتح تستر مع
الأشعري، قال : فأصبنا
"دانيال" بالسوس، قال : فكان أهل السوس إذا أسنتوا أخرجوه فاستسقوا به،
وأصبنا معه ستين جرة مختمة، قال : ففتحنا
جرة من أدناها وجرة من أوسطها وجرة من أقصاها، فوجدنا في كل جرة عشرة آلاف – قال
همام : ما أراه إلا قال : عشرة آلاف – وأصبنا معه ربطتين من كتّان، وأصبنا معه
ربعة[3]
فيها كتاب، وكان أول رجل وقع عليه من بلعنبر يقال له : حرقوص، قال : أعطاه الأشعري
الربطتين وأعطاه مائتي درهم، قال: ثم إنه طلب إليه الربطتين بعد ذلك فأبى أن يردّهما
وشقّهما عمائم بين أصحابه، قال : وكان معنا أجير نصراني يسمى نعيما، قال : بيعوني
هذه الربعة بما فيها قالوا : إن لم يكن فيها ذهب أو فضة أو كتاب الله، قال فإن
الذي فيها كتاب الله، فكرهوا أن يبيعوا الكتاب، فبعناه الربعة بدرهمين، ووهبنا له
الكتاب
قال قتادة : فمن ثم كره بيع المصاحف لأن
الأشعري وأصحابه كرهوا بيع ذلك الكتاب
قال همام :
فزعم فرقد [ بن يعقوب ] السبخي قال: حدثني أبو تميمة : أن عمر كتب إلى الأشعري :
أن تغسلوا دانيال بالسدر وماء الريحان، وأن يصلى عليه فإنه، نبي دعا ربه أن لا يرثه
إلا المسلمون
فرقد السبخي : ضعيف جدا[4]
ويأتي في رواية أخرى أن عمر رضي الله عنه طلب "الربعة"
وأخرجه عبد الرزاق ( 14518 ) مختصرا وليس فيه ذكر
دانيال أخبرنا معمر عن أيوب عن [ محمد ] ابن سيرين عن أبي الرباب القشيري – هو
مطرف بن مالك – قال : كنت في الخيل الذين
افتتحوا تستر...
الأموال لأبي عبيد ( 861 ) حدثنا حسان بن عبد
الله [ الكندي ] عن السري بن يحيى عن قتادة قال : لما فتحت السوس، وعليهم أبو موسى
الأشعري وجدوا "دانيال" في إيوان، وإذا إلى جنبه مال موضوع وكتاب
فيه "من شاء أتى فاستقرض منه إلى أجل، فإن أتى به إلى ذلك الأجل وإلا برص"،
قال: فالتزمه أبو موسى، وقبله، وقال : "دانيال" ورب الكعبة، ثم
كتب في شأنه إلى عمر، فكتب إليه عمر: أن كفنه، وحنطه، وصل عليه وادفنه كما
دفنت الأنبياء صلوات الله عليهم، وانظر ماله فاجعله في بيت مال المسلمين، قال : فكفنه
في قباطي بيض، وصلى عليه، ودفنه
قتادة لم يدرك أبا
موسى، و الظاهر أنه عن مطرف، وحسان بن عبد الله : ذكره ابن حبان في الثقات : وقال
: كان يخطئ .اهـ[5]
قال البخاري : مطرف
بن مالك أبو الرباب القشيري : شهد فتح تستر مع أبي موسى الأشعري، روى عنه
زرارة بن أوفى ومحمد بن سيرين، بصري .اهـ[6]
زاد مسلم بن الحجاج ( ت : 261 ) في الأسماء والكنى : أبو عثمان
النهدي[7]
قال ابن عبد البر أبو عمر يوسف بن عبد الله (
ت : 463 ) : لا أعلم له رواية. شهد فتح تستر مع أبي موسى. روى عنه
زرارة بن أوفى و محمد بن سيرين. خبره في شهوده فتح تستر.[8]
أبو بكر ابن أبي الدنيا في "أحكام
القبور" ( بواسطة البداية والنهاية 2 / 377 – 378 ) حدثنا
أبو بلال محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري حدثنا أبو
محمد القاسم بن عبد الله عن أبي الأشعث الأحمري قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : إن "دانيال" دعا ربه عزّ وجلّ أن تدفنه أمة محمد، فلما
افتتح أبو موسى الأشعري تستر وجده في تابوت تضرب عروقه ووريده، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: من دل على دانيال فبشروه بالجنة. فكان الذي دل عليه رجل يقال له : حرقوص فكتب
أبو موسى إلى عمر بخبره، فكتب إليه عمر أن ادفنه، وابعث إلى حرقوص، فإن النبي صلى الله
عليه وسلم بشره بالجنة
قال ابن كثير : وهذا مرسل من هذا الوجه، وفي كونه محفوظا
نظر. والله أعلم .اهـ[9]
وقال : وروى ابن أبي الدنيا من غير وجه أن أبا موسى لما وجده وذكروا له أنه
دانيال، التزمه وعانقه وقبله، وكتب إلى عمر يذكر له أمره، وأنه وجد عنده مالا
موضوعا، قريبا من عشرة آلاف درهم[10]،
وكان من جاء اقترض منها، فإن ردها وإلا مرض[11]،
وأن عنده ربعة، فأمر عمر بأن يغسل بماء وسدر، ويكفن ويدفن، ويخفى قبره، فلا يعلم
به أحد، وأمر بالمال أن يرد إلى بيت المال، وبالربعة فتحمل إليه[12]،
ونفله خاتمه.
وروي عن أبي موسى أنه أمر أربعة من الأسراء فسكروا نهرا،
وحفروا في وسطه قبرا، فدفنه فيه، ثم قدم الأربعة الإسراء فضرب أعناقهم، فلم يعلم
موضع قبره غير أبي موسى الأشعري [13]
وعلى فرض صحة القصة تبقى قضية عين، و ليس
فيها أنه لا يبلى بعد دفنه
[1] مَلِكهم
[2] البداية والنهاية 2 / 376
- 377
[3] إناء مربّع
[4] ميزان الاعتدال 3 / 345 – 346 – ترجمة : 6699
[5] الثقات 8 / 207 – ترجمة : 1309
[6] التاريخ الكبير 7 / 396
[7] الكنى والأسماء 1 / 328 -
1168
[8] الاستيعاب 3 / 1401
[9] البداية
والنهاية 2 / 378
[10] وهو في مصنف ابن أبي شيبة
[11] و هو في الأموال لأبي عبيد
[12] سبق في رواية ابن أبي شيبة
أنه باعها للنصراني
[13] البداية
والنهاية 2 / 378
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق