الثلاثاء، 14 مايو 2024

القرآن والعلم الحديث "الأرض" 29

القرآن والعلم الحديث "الأرض" 29

القرآن والعلم الحديث "الأرض" 29

✍بوعلام محمد بجاوي

أي أنها كانت غرب أوروبا وشمال إفريقيا، لكنها غرقت في المحيط، واليوم جدل حول حقيقتها، لكن جزما غير موجودة في المكان الذي ذكره "الكاهن"، أي في قاع المحيط غرب أوروبا وشمال إفريقيا

قال "الكاهن": وتعاقب الزمن وحدثت هزّات أرضية هائلة وطوفانات، وفي يوم واحد وليلة شديدة دهماء خسفت رقعة من بلادكم وتوارى معها كل جيشكم جملة، وكذلك توارت جزيرة الأطلنطس في لجة البحار وانمحى أثرها، ولذا أضحى اليوم ذلك البحر غير سالك، لا يسبر غوره إذ يحول دون ذلك وحل قريب جدا إلى وجه المياه، تركته الجزيرة عندما غادرت.اهـ[1]

وذكر أن "اليوناننيين" أوقفوا توسعها، وهو الغرض من ذكر "الأطلنطس"

قال "الكاهن": وقد تجمعت هذه السلطنة برمّتها ووحّدت شملها، وحاولت ذات مرّة في اجتياح واحد أن تستعبد كل البقعة الواقعة في أرجائكم وأرجائنا، وداخل "مضيق هركليس"[2]، فبدت عندئذ عزّة دولكم – يا "صولن" – وأظهرها فضلُها وبأسها للبشر أجمعين، إذ تزّعمت الجميع برباطة جأشها وضروب فنونها في الحرب، وقادت "اليونان"، ثم انفردت في الواقع بحكم الضرورة؛ لانسحاب الجيوش الحليفة الأخرى، وبلغت دروة المخاطر، وقهرت المجتاحين وتغلّبت عليهم ونصبت أقواس النصر، وصانت الذين لم يقعوا قط في العبودية من أن يمسوا أرقاء، وحررتنا نحن الآخرين جميعا المقيمين ضمن حدود "أعمدة هركليس" دون حقد أو حسد.اهـ[3]

ثم ذكر تعجب "اكرتيس" من مشابهة كلام "سقراط" لما جاء في القصة عن طبقات المجتمع "الأتيني"[4]

وهذا له مقصد وهو أن "المعرفة" هي تذكر لا تعلم شيء جديد

الإله والمبدأ عند "أفلاطون"

الإله:

لا يختلف عما سبق في الكلام عن "سقراط" في محاورة "فيدون"، هنا الكلام منسوب إلى "طيماوس"، وهذا يرجح أن ما نسبه "أفلاطون" إلى "سقراط" في "فيدون" إنما هو رأيه

صفة الإله: كما سبق عن "سقراط"، شيء معنوي روحاني لا صورة له، وليس له إلا حال واحد، ولا يدرك بالحواس، وإنما بالبرهان.

استهل الكلام بالتفريق بين الخالد والحادث، ومعنى الخلود الأزلية والأبدية

قال "طيماوس" أو "تيمئيس": في نظري إذن لا بدّ أن نميّز أولا الأمور التالية: ما هو الكائن الدائم الوجود ولا حدوث له؟ وما هو المحدث دوما وغير موجود أبدا؟

إن الواحد[5]: يدرك بالفكر بواسطة البرهان إذ يوجد دوما على حال واحد

والآخر: يخمّنه الظن بواسطة الحس الخالي من البرهان، إنه محدث بالٍ وفي الحقيقة لا يوجد أبدا[6].اهـ[7]

فالدائم: ليس من جنس ما يدرك بالحواس، ليس له صورة، ولا يتغير ولو بالأفعال

البدء:

العالم حادث؛ لأنه محسوس، وهذا ما يجب أن ينزه الخالق عنه

قال "طيماوس": فالفلك برمّته أو العالم أو ذاك الشيء الآخر ... لا بدّ أن نبحث أولا بشأنه ما يفرض أن يبحث في البد بشأن كل شيء:

هل كان دائما، فليس له أي مبدأ حدوث

أو هل ابتدأ من مبدأ ما

[الجواب]: إنه قد حدث؛ لأنه منظور وملموس، وله جسم، وأمثال هذه الأمور كلها محسوسة، والمحسوسات يدركها الظن بواسطة الحس، وتظهر بجلاء محدثة مولّدة.اهـ[8]

ولم يذكر دليلا كما في "فيدون" على حدوث المحسوس والجسم إلا الشاهد، ملاحظة حدوث المحسوسات، فنرى الإنسان والحيوان والنبات يحدث ويفنى، وليس في هذا دليل على أن كل محسوس محدث

وفي "فيدون" اضطره القول بأن "الفلاسفة" خالدون منعمون بعد الموت إلى القول بأبدية الروح، واستدلّ لدوامها بفناء الجسم، أي أنها ليست جسما، فتفنى كما يفنى الجسم، وشبهها بالإله

الحادث لا بدّ له من محدث:

قال – بعد كلامه السابق مباشرة –: ثم إننا نقول عن المحدث إن من الضرورة أن يحدثه سبب ما، فاكتشاف صانع هذا العالم وأبيه عمل شاق، ويستحيل على مكتشفه أن يفضي باكتشافه إلى الجميع.اهـ[9]

وقال – قبل هذا الموضع –: هذا وإن كل محدث يحدث ضرورة عن سبب من الأسباب، إذ يستحيل قطعا أن يحدث حدوث دونما سبب.اهـ[10]

كيفية الحدوث أو الخلق:

أو كيف خلق الصانع والمهندس العالم؟

سار على "قاعدة المعدوم لا يوجد" أي أن الصانع لا يخلق من عدم وإنما من شيء موجود، وأعطى ذلك الشيء صفة الصانع، أي أنه ليس محسوسا ولا جسما؛ لأنه أبدي

فهو وإن لم يقل بقدم العالم، كما قال "أرسطو" لكنه أثبت موجودا أبديا مع الصانع منه خلق أو نسخ

القرآن والعلم الحديث "الأرض" 01

القرآن والعلم الحديث "الأرض" 30

صفحة القرآن


[1] الطياموس ص: 188

[2] وتسمي أعمدة هرقل، وتعرف اليوم بمضيق جبل طارق

[3] الطيماوس ص: 188

[4] الطيماوس ص: 189

[5] الدائم الوجود الذي ذكره أولا

[6] غير خالد، وغير أزلي

[7] الطيماوس ص: 197

[8] الطيماوس ص: 198

[9] الطيماوس ص: 198

[10] الطيماوس ص: 197

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق