✍بوعلام محمد بجاوي
الإلهيات عند أفلاطون (ت: 427 ق م
– 347 ق م):
ويسمى "أفلاطون الإلهي"
سبق أن له محاورات ورسائل، ومن
المحاورات التي يتكلم فيها عن الخلق أو البدء "محاورة طيماوس" أو
"تيمئس" وفيها إثبات الإله الخالق، والكلام
عن حدوث العالم؟ وهذه المحاورة هي الأصل في معرفة الإلهيات أو المبدأ عند أفلاطون
وكتبه محاورات، كما في "المسرح"
ويدخل فيها خرافات وأساطير مثل "مدينة أطلنطس"
التي قدم بها لمحاورة "الطيماوس"[1]
ومن أشهر أتباع "أفلاطون" أو
المدرسة "الأفلاطونية": أفلوطين
(ت: 270 م)، الذي تأثر بالديانات، ويعتبر إمام فلاسفة
الأديان، ويسمى مذهبه – وهي تسمية حديثة –: "الأفلاطونية الحديثة"،
وله "التاسوعات" جمعها وهذبها تلميذه "فرفريوس
(نحو: 234 – 305)" وقدم لها بسيرة أو ترجمة لـ "أفلوطين"[2] وأشهر
مؤلفات "فرفريوس" "إيساغوجي"
مقدمة لمقولات "أرسطو"
سبق قول "أغسطين": بعد
مطالعتي مؤلفات "الأفلاطونيين" أيقنت أنك موجود، وأنك لا
متناه دون أن تنتشر في الفضاء المحدود واللامحدود، وأنك حقا الكائن الدائم أبدا
الذي لا يتغير هو ولا أدنى جزء من أجزائه ولا حركة من حركاته كل شيء هو منك
وبرهاننا القاطع هو كونه موجودا.اهـ[3]
وهذا موجود في كلام "أفلاطون": أن
الدائم هو الذي لا يتغير، ويدخل في التغير الحركة أو أن يقوم به فعل[4]
محاورة "الطيماوس" أو
"تيمئس":
المتحاورون: (1) "الطيماوس" أو
"تيمئس"، (2) "سقراط"، (3) "هرمكراتس"، (4) "أكرتيّس"
مقدمة المحاورة: الكلام على
المحاورة السابقة، وهي "الجمهورية" أو "الدولة المثلى" استحضار
ما سبق فيها
سقراط: وهل
تذكرون الموضوعات التي نظمت لكم التحدث عنها؟
طيماوس (تيمئس): إننا
نتذكر بعضها، وما لا نتذكره منها فأنت حاضر لتذكرنا به، لا بل إن كان الأمر لا
يشقّ عليك فأعدها على مسامعنا منذ البداية، وأوجزها لنا باختصار؛ لترسخ في أدهاننا
رسوخا أكمل.
سقراط: سيكون
لكم ذلك، إن خلاصة الأقوال التي نطقت بها البارحة حول الدولة تُرَدّ إلى التساؤل
عن الدولة المثلى وعن خير الرجال الذين يؤلفونها؛ لتبدو لي أنها الحكومة الفضلى.اهـ[5]
الكلام على أخبار حكاها "اكريتيس"[6]
والغرض منها – إضافة إلى تأكيد
كلام سقراط في "الجمهورية" – تمجيد "أثينا" بقرنها بـ "مصر":
حكى "اكريتس" عن أحد "الكهنة" المصريين أخبره أن "الأثينيين" لهم مآثر عظيمة، لكنها نسيت بسبب الهلاك الجماعي، فيولد جيل
لا يعرفون عن سلفهم شيئا
قال الكاهن: أنتم جميعكم فتيان بأرواحكم، إذ لا تحفظون فيها زعما قديما
مستمدا من نقل أو تقليد عتيق، ولا علما مغبرّا مع تراخي الزمن، وسبب ذلك هو ما
يلي: لقد دهمت البشر كوارث كثيرة وعلى أوجه متعدد، وسوف تدهمهم أيضا. وأخطرها
بالماء والنار، وقد حلّت بهم نوائب أخرى أقلّ خطورة، واتخذت عشرة آلاف شكل غير شكل
الماء والنار.اهـ[7]
ثم ذكر الأسطورة المشهورة بين "الأثينيين" و"المصريين" حول حدوث هذه الكوارث، وبين
التفسير العلمي لحدوثها[8]
[ولم يقحم "أفلاطون" هذا إلا لدفع الأسطورة وبيان
التفسير العلمي في زعمه، وهذه هي الطريقة التي ينشر بها رأيه]
ثم ذكر عن "مصر" أنها في مأمن من هذه الكوارث بسبب "النيل"[9]
لهذا "المصريون" مطلعون على حضارات الأمم
السابقة خلافا لغيرهم
قال: ومما يجري عندكم أو في هذه البلاد أو في أي مكان آخر،
فنسمع به ونعرفه إن كان في ذلك أمر جميل أو جليل أو يمتاز بناحية من النواحي، فمن
قديم الزمان يسجّل هذا كله عندنا ويحفظ في الهياكل، وأما عندكم فكلّ مرّة تكاد
تنتظم فيها شؤون الأدب والشؤون الأخرى كلها التي تحتاج إليها الدول إذ بفيض من
السماء يدهمها ويذهب بها كأنه وباء يتفشى في سنين معهودة، فيترك منكم الأمّيين
والجهلة بحيث تصبحون بمثابة أحداث ابتدؤوا عهدا جديدا لا تعرفون شيئا من كلّ ما
كان في غابر الأزمان لدينا أو لديكم ... ثم لا تعلمون أن أبهى وخير أمة أخرجت
للناس ظهرت عندكم وفي بلادكم، ومنها انحدرت أنت وجميع رعايا دولتكم الحاضرة إذ قد بقي
فيكم قسط زهيد من زرع تلك الأمة خلال أجيال وأجيال قد تلفوا وهم لا ينطقون بلغة
الكتابة، لأن دولة "الأثينيين" الحاضرة كانت مزدهرة – يا صولن – في
العصور الغابرة قبل أعظم بوار انتاب البشر بالمياه، وامتازت وتفوّقت في الحرب،
واشتهرت في كلّ الأمور شهرة واسعة، وبقال إن مآثرها كانت أجلّ المآثر وأجملها، وأن
نظمها السياسية كانت أبهى نظم تحت السماء سمعنا بها ...
أما مواطنوك الذين عاشوا منذ تسعة آلاف سنة فسأبيّن لك
قوانينهم يإيجاز ...
ذكر طبقات المواطنين[10] كما في "الجمهورية"
مدينة الأطلنطس الهالكة:
شغلت الباحثين هل حقيقة أو خرافة
ذكرها "الكاهن" لـ "صولن"؛ ليبين قوة "الأثينيين" في الحرب
قال "الكاهن": فمآثر دولتكم وافرة وعظيمة، وقد دوّناها عندنا؛ لإعجابنا بها، ولكن إحدى تفوق كل المآثر عظمة وبطولة؛ لأن سجلاتنا تذكر أيّة قوّة ضخمة أخمدتها دولتكم ذات يوم، وقد مشت بصلف[11] على أوروبا كلها وعلى آسيا معا من خارج حدود أوروبا من المحيط الأطلسي.اهـ[12]
القرآن والعلم الحديث "الأرض" 29
القرآن والعلم الحديث "الأرض" 01
[1] يأتي الكلام
عنها قريبا
[2] نقله إلى العربية عن الأصل اليوناني: فريد جبر
[3] اعترافات أوغسطين ص:
141
[4] يأتي قريبا
[5] محاورة الطيماوس ص: 173 – 174
[6] محاورة الطيماوس ص: 179
[7] الطيماوس ص: 183
[8] الطيماوس ص: 183
[9] الطيماوس ص: 183 – 184
[10] الطيماوس ص: 185 – 186
[11] التكبر والتعجرف
[12] الطيماوس ص: 186 – 187
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق