الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 23

✍بوعلام محمد بجاوي

ثالثا : علوم لا بد منها للكاتب

لا يكفي الكاتب أن يكون أديبا فصيحا بليغا، بل لا بد أن يكون له اطلاع على بعض العلوم والفنون والمعارف، وأول كتب "أدب الكاتب" : "كتاب المعرفة"، وذكر فيه جملة من المعارف يحتاجها الكاتب، منها ما هو متعلق بالسماء والنجوم ومنها ما هو متعلق بالإنسان والحيوان والنبات وغيرها، لكنها غير كافية فأحال ابن قتيبة الكاتب إلى معارف ينظر فيها بعد نظره في كتابه – ولابن قتيبة كتاب "المعارف" وهو في التاريخ^[1] – وهي : 

أولا : الهندسة – الأشكال والمساحات –  :

قال : ولا بد له - مع كتبنا هذه - من النظر في الأشكال لمساحة الأرضين، حتى يعرف المثلث القائم الزاوية، والمثلث الحاد، والمثلث المنفرج، ومساقط الأحجار، والمربعات المختلفات، والقسي والمدورات، والعمودين، ويمتحن معرفته بالعمل في الأرضين لا في الدفاتر، فإن المخبر ليس كالمعاين؛ وكانت العجم تقول : من لم يكن عالما بإجراء المياه، وحفر فرض المشارب، وردم المهاوي، ومجاري الأيام في الزيادة والنقص، ودوران الشمس، ومطالع النجوم، وحال القمر في استهلاله وأفعاله، ووزن الموازين، وذرع المثلث والمربع والمختلف الزوايا، ونصب القناطر والجسور والدوالي والنواعير على المياه، وحال أدوات الصناع ودقائق الحساب؛ كان ناقصا في حال كتابته .اهـ^[2]

مساحة الأرض : حساب السطح المحصور في شكل، ويقال ذرعها^[3]، وهذا إذا كانت الوحدة هي الذراع، أي كم فيها من مربع طوله ضلعه ذراع

واليوم تستعمل الوحدات المعروفة المتر m وأجزاؤه dm cm mm ومضاعفاته km hm dam حسب صغر السطح وكبره، وتحسب المساحة بالمربع؛ لأنه مجموع مساحة مربع، الهكتار هو الهكتومتر المربع، و الآر هو الديكامتر المربع

مثاله سطح عرضه 5m و طوله 7m : مساحته : 35 مربع، بضرب الطول في العرض أي 35 متر مربع طوله ضلعه 1m ؛ لأن عدد الصفوف 5 مربعات وفي  كل صف 7 مربعات

مساحة المستطيل

وهذه قاعدة حساب المساحة في الشكل المستطيل طوله في عرضه، ويختلف الحساب حسب الشكل؛ لهذا قرن بين الشكل والمساحة، فلا بد من معرفة الشكل أولا ثم العمل في حساب مساحته

الأشكال : والمراد بها هنا الخطوط التي تحيط بسطح

وهي أنواع :

قال الجواليقي : والأشكال التي تقع عليها المساحة ‌ستة ‌أجناس : المربعات والمثلثات والمدورات والمقوسات والمطبلات وذوات الأضلاع الكثيرة .اهـ^[4]

وأولها : المثلث : و هو ما كان له ثلاثة خطوط أو مستقيمات، وإنما كان أول الأشكال التي تحيط بها خطوط مستقيمة؛ لان خطين لا يحصران سطحا^[5]

وهو ثلاثة أنواع ذكرها "ابن قتيبة" : القائم والحاد والمنفرج

وذكر البطليوسي أن ابن قتيبة لم يذكر الثالث، الظاهر أنه سقط من نسخته^[6]

وذلك أن الزوايا ثلاثة أنواع، والزواية : الانفراج بين خطين

وعرفها الجواليقي : والزاوية انحراف خطين كل واحد عن نقطة في بسيط على غير استقامة وهو شكل يحيط به خطان .اهـ^[7]

الزاوية القائمة : تقاطع خطان متعامدان، وذلك أن تتساوى الزاويتان عن جنبيه، والحادة : إذا كان أحد الخطين دون العمود، أي أصغر من الزاوية القائمة، والمنفرجة بعده أي أكبر من القائمة، والزاوية القائمة 90  درجة

الزوايا

وتحت كل نوع أنواع :

المثلث القائم : وهو المثلث الذي له زاوية واحدة قائمة وزاويتان حادتان

وليس للمثلث أكثر من زاوية قائمة، لأن مجموع زوايا المثلث زاويتان قائمتان، وإذا استحال أن يكون له زاويتان قائمتان فمن باب أولى زاويتان منفرجتان^[8]

وهو نوعان^[9] :

مثلث قائم متساوي الساقين : له ضلعان متساويين في الطول

مثلث قائم مختلف الأضلاع : أضلاعه كلها مختلفة في الطول

المثلث القائم

المثلث المنفرج : وهو المثلث الذي له زاوية منفرجة وزاويتان حادتان

وهو نوعان كالقائم : متساوي الساقين و مختلف الأضلاع

المثلث الحاد : وهو المثلث الذي كل زواياه حواد

وهو ثلاثة أنواع : الثالث : المتساوي الأضلاع

وعليه المثلث قائم حاد منفرج باعتبار الزوايا

وباعتبار طول أضلاعه : مثلث مختلف الأضلاع، مثلث متساوي الساقين والمثلث المتساوي الأضلاع^[10]، الأول والثاني في الأنواع الثلاثة، والأخير في الحاد فقط

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 24

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 01

صفحة الأدب

---

[1] يأتي الكلام عنه

[2] أدب الكاتب ص : 15

[3] شرح الجواليقي ص : 49 الاقتضاب 1 / 82

[4] شرح أدب الكاتب ص : 46

[5] الاقتضاب 1 / 82

[6] الاقتضاب 1 / 82

[7] شرح الجواليقي ص : 49

[8] شرح الجواليقي ص : 49 – 50

[9] الاقتضاب 1 / 83

[10] شرح الجواليقي ص : 50