الأربعاء، 9 أغسطس 2023

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 22

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 22
الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات
22

✍بوعلام محمد بجاوي

مثّل للإعراب بـ :

الصدر[1] : وهو الفعل، تسمية الكوفيين

وابن قتيبة يقول في كتابه "الأفعال"

المصدر[2] : وهو الحدث، دون اقتران بزمان، فهو اسم دلّ على حدث

سمي مصدرا؛ لأن الفعل مشتق منه، أي أن الفعل صدر عنه، وبالاسم استدل البصريون على أن المصدر هو أصل الفعل، وهذا خلاف قول الكوفيين

الكتاب الرابع من"أدب الكاتب" "كتاب الأبنية" : أبنية الأفعال و أبنية المصادر، فلا يعقل أن يخاطب بتصريف الأفعال والمصادر من لا يعرف الفعل والمصدر

الحال[3] : وهو :

هيئة الفعل عند وقوعه، مثل : جاء زيد راكبا، الركوب هيئة المجيء أو صفته

هيئة المفعول عند وقوع الفعل به، مثل : وعظ الخطيب المشيعين واقفين، الوقوف هيئة المشيعين حين وقوع الفعل بهم

وإعرابه النصب

الظرف[4] : وهو أسماء الأزمنة والأمكنة إذا كان الكلام عن أمر وقع فيها –  والتقدير "في" – لا عنها، لا يقدر فيها في

مثال الأول : قال تعالى ] وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي ‌تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ [ [ التوبة : 100 ] تحت : ظرف مكان منصوب

وفي قراءة سبعية ] من تحتها [ مجرورة بحرف الجر

قال أبو بكر ابن مجاهد أحمد بن موسى ( ت : 324 ) : كلهم قرأ عند رأس المائة ] تَجْرِي ‌تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ [ غير ابن كثير وأهل مكة فإنهم قرأوا ] تَجْرِي من ‌تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [ بزيادة "من"، وكذلك هي في مصاحف أهل مكة خاصة .اهـ[5]

وإعرابه النصب أو في محل نصب إذا كان مبنيا

مثال الآخر : اليوم مبارك

أي نفس اليوم مبارك، مبتدأ مرفوع

قال تعالى ] موعدكم يوم الزينة [ [ طه : 59 ]

قرئ "يوم" منصوبا على الظرفية، تقدير "في"

وقرئ بالرفع، أي نفس الموعد يوم الزينة، دون تقدير "في"، وفي توجيهه كلام ليس هذا محلّه

سميت "ظروفا" لتظمنه الأشياء، والظروف هي الأوعية

وفي الصرف :

قال البطليوسي أبو محمد عبد الله بن محمد – الشارح – ( ت : 521 ) : هذا العلم من أجل علوم العربية لأنه يهدى إلي معرفة الأصلي من الزائد، والصحيح من المعتل، والتام من الناقص، والمظهر من المدغم. وأكثر المتعاطين العربية لا يحسنونه .اهـ[6]

الصرف في اللغة :  وهو تنقل الاسم والفعل في وجوه من الأمثلة نحو نصر ينصر نصرا فهو ناصر ومنصور[7]

هذا التعريف اللغوي يقابل قسما من اقسام التصريف في الاصطلاح

الصرف يقوم على ركنين :

الأول : أوزان الكلمات وأبنيتها، ويقوم على معرفة الزائد والأصلي من الحروف، فتقابل الحروف الأصلية بالفاء والعين واللام

الآخر : الإبدال والإعلال، وهو تغيير حرف بحرف، ومثل له بـ : انقلاب الياء عن الواو، والألف عن الياء

قال المكودي أبو زيد عبد الرحمن بن علي ( ت : 807 ) :

وفائد التصريف للنحوي ... مـــعرفـــة الـزائـــد والأصــــلـــي

وعلم ما سـمــي بالإبـــدال ... كالقلب والتصحيح والإعـــــــلال

انقلاب الياء عن الواو[8]:

يكون إذا اجتمع الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون كـ : طويت الثوب طويا / طيّا، اجتمعت الياء والواو، والأول منهما ساكن، فتنقلب الواو ياء ثم ادغمت

ويكون أيضا بأن تسكن الواو وينكسر ما قبلها فتنقلب ياء نحو وقت / ميقات أصلها موقات على وزن مفعال، الواو ساكنة وما قبلها مكسور، فقلبت الواو ياء

تنبيه[9] : تنقلب الواو عن الياء إذا سكنت وكان ما قبلها مضموم نحو : مُيْقن / موقن، أصلها يقين

انقلاب الألف عن الياء[10] :

وكذلك انقلاب الألف عن الواو، نفس الحكم

يكون إذا تحركت وانفتح ما قبلهما نحو :

قضَيَ / قضى في الياء، و في الواو دعَوَ / دعا

ومثال وقوعها عين الكلمة : بَيَع / باع و قَوَل / قال؛ لأن أصهما بَيْع وقَوْل

محل الصرف :

ومحله الأسماء و الأفعال دون الحروف، وما شبهها من الأسماء في البناء كالضمائر وأسماء الإشارة و الأفعال في الجمود كـ : عسى وليس[11]

قال المكودي :

والحرف لا يذكر في التصريف ... ولا الذي شبه بالحروف

وإنما مـحـلــه الأفــــــعـــــــــال ... كذاك في الأسما له مجال

أحد كتب أدب الكاتب : "كتاب الأبنية" أي أبنية الكلمة وأوزانها

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 23

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 01

صفحة الأدب


[1] شرح الجواليقي ص : 46 الاقتضاب 1 / 78

[2] شرح الجواليقي ص : 46 – 47 الاقتضاب 1 / 78

[3] شرح الجواليقي ص : 47 الاقتضاب 1 / 79 – 81

[4] شرح الجواليقي ص : 47 الاقتضاب 1 / 81

[5] السبعة في القراءات ص : 317

[6] الاقتضاب في شرح أدب الكتاب 1 / 81

[7] شرح الجواليقي ص : 47

[9] شرح الجواليقي ص : 48

[10] شرح الجواليقي ص : 48 الاقتضاب في شرح أدب الكتاب 1 / 82

[11] فتح اللطيف في التصريف على البسط والتعريف ص : 54

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق