الأربعاء، 7 يونيو 2023

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 25

النبوات وفضائل نبينا محمد 25

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 25

✍بوعلام محمد بجاوي

الحديث الثالث :

البخاري (3348) حدثني ‌إسحاق بن نصر حدثنا ‌أبو أسامة [ حماد بن أسامة ]  عن ‌الأعمش حدثنا ‌أبو صالح [ الزيات ذكوان ] عن ‌أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى يا آدم فيقول : لبيك وسعديك والخير في يديك. فيقول : أخرج بعث النار. قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فعنده يشيب الصغير ] وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد [ [ الحج : 2 ]

قالوا : يا رسول الله وأينا ذلك الواحد ؟!

قال : أبشروا، فإن منكم رجل ومن يأجوج ومأجوج ألف.

ثم قال : والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا فقال : أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا، فقال : أرجو أن تكونوا ‌نصف ‌أهل ‌الجنة فكبرنا، فقال : ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود [ البخاري 4741 حدثنا عمر بن حفص (بن غياث) حدثنا أبي حدثنا الأعمش 6530 حدثني يوسف بن موسى حدثنا جرير (بن عبد الحميد) عن الأعمش مسلم  379 - (222) حدثنا عثمان بن أبي شيبة العبسي حدثنا جرير – وفي رواية جرير "إني لأطمع" أن تكونوا بدل "أرجو" – 380 - (222) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية كلاهما عن الأعمش ]

الحديث الرابع :

البخاري (6528) حدثني ‌محمد بن بشار [ بندار ] حدثنا ‌غُنْدَر [ محمد بن جعفر ] حدثنا ‌شعبة [ بن الحجاج ] عن ‌أبي إسحاق [ عمرو بن عبد الله السبيعي ] عن ‌عمرو بن ميمون عن ‌عبد الله قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبة، فقال : أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ قلنا : نعم، قال : ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ قلنا : نعم، قال : أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة ؟ قلنا : نعم. قال : والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا ‌نصف ‌أهل ‌الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر[ 6642 حدثني ‌أحمد بن عثمان حدثنا ‌شريح بن مسلمة، حدثنا ‌إبراهيم عن ‌أبيه عن ‌أبي مختصرا إلى قوله "نصف أهل الجنة" إسحاق مسلم 376 - (221) حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق وفيه "ما المسلمون في الكفار" 377 - (221) حدثنا ‌محمد بن المثنى ‌ومحمد بن بشار – واللفظ لابن المثنى – قالا حدثنا ‌محمد بن جعفر وفيه "وما أنتم في أهل الشرك" 378 - (221) حدثنا ‌محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا ‌أبي حدثنا ‌مالك – وهو ابن مغول – عن ‌أبي إسحاق وفيه "ما أنتم في سواكم من الأمم" ]

في هذين الحديثين :

لا ينجو من النار إلا واحد من ألف

قلة أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة لعموم الناس، وعبّر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بـ : "فإن منكم رجل ومن يأجوج ومأجوج ألف" و "ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود"

أو قلة أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة إلى المشركين على رواية "وما أنتم في أهل الشرك"

أو قلة المسلمين من هذه الأمة وغيرها بالنسبة للكفار على رواية "ما المسلمون في الكفار"  

كثرة من يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ونسبتهم إلى من يدخل الجنة النصف، أي ما مثل ما يدخلها من جميع الأمم، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم أكثرهم تابعا يوم القيامة

قال القرطبي : وأما نسبة هذه الأمة إلى من يدخل الجنة من الأمم، فهذه الأمة شطر أهل الجنة كما نصّ عليه. والشطر : النصف، ومنه يقال : شاطرته مشاطرة، إذا قاسمته فأخذت نصف ما في يديه .اهـ[1]

وعبر عنه بـ "أرجو أن تكونوا ‌نصف ‌أهل ‌الجنة" و "إني لأطمع"  كما في حديث الباب "فأرجو أن أكون أكثرهم ‌تابعا ‌يوم القيامة "

والمقصود التحقيق

قال القرطبي : و قوله "إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة" هذه الطماعية قد حققت له بقوله : ولسوف يعطيك ربك فترضى وبقوله : إنا سنرضيك في أمتك، كما تقدم، لكن علق هذه البشرى على الطمع أدبا مع الحضرة الإلهية ووقوفا مع أحكام العبودية .اهـ[2]

قال ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر ( ت : 774 ) : وكذلك وقع، فإن أتباعه أكثر من أتباع الأنبياء لعموم رسالته، ودوامها الى قيام الساعة واستمرار معجزته .اهـ[3]

قال النووي أبو زكريا يحيى بن شرف ( ت : 676 ) : وقوله صلى الله عليه وسلم "فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا" علم من أعلام النبوة فإنه أخبر عليه السلام بهذا في زمن قلة المسلمين، ثم من الله تعالى وفتح على المسلمين البلاد وبارك فيهم حتى انتهى الأمر واتسع الإسلام في المسلمين إلى هذه الغاية المعروفة ولله الحمد على هذه النعمة وسائر نعمه التي لا تحصى .اهـ[4]

ويستفاد من حديث الباب وسبق في المعنى الأول :

حفظ القرآن

ظهور وانتشار خبر القرآن والمصاحف

تأثير سماعه وتلاوته في الفطر السليمة الطالبة للحق

ظهور حجة القرآن

ظهور صدق القرآن، فلا يخالف الواقعَ والعلمَ القرآنُ أبدا، مع كثرة ما يدعى فيه العلم والقطع، وهو شبه وضلال، ويغتر به ضعفاء اليقين، فيتأوّلون القرآن تأويلا قبيحا، يزعمون أنهم نزهوا القرآن عن الجهل والكذب، وبتأويلهم ثبتوا هذين التهمتين  

فلما كان القرآن محفوظا وظاهرا يسمع به العربي والعجمي، والمصاحف لا تعد ولا تحصى، وكان له تأثير على سامعه وقارئه وكانت حجته قوية ظاهرة أسلم لله تعالى وآمن بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من همّه ونيّته طلب الحق


[1] المفهم 1 / 471

[2] المفهم 1 / 472

[3] فضائل القرآن ص : 42

[4] شرح صحيح مسلم 1 / 188

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق