الأربعاء، 14 سبتمبر 2022

أدب المنشورات 21

أدب المنشورات 21
أدب المنشورات 21

بوعلام محمد بجاوي

25 جويلية 2016 [ 62 ]

علامة صحة الطريق

طالب العلم في أول طلبه يكثر من الكلام في المسائل، ولا يفرق بين مسألة صغيرة وكبيرة، خاصة أو عامة، ويخوض في كلام من هم أعلم منه أكثرَ من نظره في تحصيل العلم، فإذا كانت نيته طيبة وأراد الله به خيرا نقص كلامه ومال إلى التقليد ثم الاتباع، وحبس لسانه عن الفتوى وعن الخوض في كلام غيره من أهل العلم وإن كانوا دونه.
فمن وجد نفسه مع مرور الأيام :
تميل إلى السكوت، والتعفف عن الفتوى، وعن الخوض في المسائل المفرّقة بتنزيلها مسائل الأصول يوالَى و يعادَى فيها، وقد تكون الحكمَ على رجل من أهل العلم هل هو سلفي أو مبتدع
وإلى التخفي وعدم الظهور
فليعلم أنه ممن أراد الله بهم خيرا، و من يرد الله به خيرا يفقه في الدين
✍✍✍
27 جويلية 2016 [ 63 ]
المعجم : الصفح
"الصفح" : معناه غض الطرف وتجاهل الفعل القبيح ليستحي الفاعل ويترك فعله القبيح، لكن عند أكثر الناس في تعاملهم مع الخالق والمخلوق الصفح معناه الإذن، قد أبحت لك أن تؤذيني به مرة ومرات أخرى وبمثله وبما هو أعظم منه
✍✍✍
31 جويلية 2016 [ 64 ]
ما بال الأنسان ؟
الإنسان يبني دنياه على الظنون جلبا للمصالح ودفعا للمفاسد، فيقتحم ما يظن أن فيه فائدة أو مصلحة، مالا أو سلطانا أو ولدا مع احتمال عدم الظفر بالمطلوب والعودة بالخسران، ويسعى لما يظن أن فيه ذهابَ مفسدة، كشراء دواء غال أو جراحة لظنه أنه قد يشفى، وقد لا يشفى فيذهب ما انفق أدراج الرياح، ولا يترك اتخاذ الأسباب لأنها غير يقينية، بل قد يلجأ في دفع المفاسد إلى دفع المال الكثير لمجرد احتمال لا يرقى إلى الظن
قال العز بن عبد السلام ( ت : 660 ) : الاعتماد في جلب معظم مصالح الدارين ودرء مفاسدهما ينبني في الأغلب على ما يظهر في الظنون، وللدارين مصالح إذا فاتت فسد أمرهما، ومفاسد إذا تحققت هلك أهلهما، وتحصيل هذه المصالح بتعاطي أسبابها مظنون غير مقطوع به، فإن عمال الآخرة لا يقطعون بحسن الخاتمة، وإنما يعملون بناء على حسن الظنون، وهم مع ذلك يخافون أن لا يقبل منهم ما يعملون، وقد جاء التنزيل بذلك في { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } [ المؤمنون : 60 ]
وكذلك أهل الدنيا إنما يتصرفون بناء على حسن الظنون، وإنما اعتمد عليها لأن الغالب صدقها عند قيام أسبابها، فإن التجار يسافرون على الظن أنهم يسلمون ويربحون، والصناع يخرجون من منازلهم على ظن أنهم يستعملون بما فيه يرتفقون، والأكّارون يحرثون ويزرعون بناء على أنهم يستغلون .... ومعظم هذه الظنون صادق موافق غير مخالف ولا كاذب، فلا يجوز تعطيل هذه المصالح الغالبة الوقوع خوفا من نذور كذب الظنون، ولا يفعل ذلك إلا الجاهلون .اهـ[1]
و في أمور الآخرة يقول لا أفعل ولا أترك إلا ما كان الأمر به والنهي عنه ثابتا بالمقطوع، وفعل المأمور به و ترك المنهي عنه سبب للثواب الخالص الذي لا يشوبه هم و لا غم و لا حزن و لا تعب، الخالد الذي لا ينفد و لا حد لنهايته، وسبب لتجنب العذاب الأليم الشديد
لماذا لا يتعامل مع أسباب النعيم الأخروي كما يتعامل مع أسباب النعيم الدنيوي ؟
لماذا لا يتعامل مع أسباب دفع الألم الأخروي كما يتعامل مع أسباب دفع الألم الدنيوي ؟

[1] قواعد الأحكام 1 / 6 – 7

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق