✍بوعلام محمد بجاوي
واللغة تشهد لهذا
المعنى : الغساق هو صديد أهل النار
قال ابن
دريد أبو بكر محمد بن الحسن ( ت : 321 ) : غسق الليل يغسق غسقا،
إذا اشتدت ظلمته. وغسق الجرح يغسق، إذا سال منه ماء أصفر .اهـ[1]
ويمكن أن يقال أن البرد من المعنى الأول لأن
الليل فيه البرد
قال الطبري : وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال : هو ما
يسيل من صديدهم، لأن ذلك هو الأغلب من معنى الغسوق، وإن كان للآخر وجه صحيح .اهـ[2]
وسبق عن إبراهيم
"ما
يسيل من صديدهم من البرد" وكأنه جمع بين التفسيرين، لكن لا يصح "من
البرد"
وللطبري تفسير آخر،
جمع فيه بين الأقوال : الزمهرير و صديد أهل النار والنتن[3]
قال : "الغساق" عندي : هو
الفعال، من قولهم : غَسَقَت عين فلان، إذا سالت دموعها، وغسق الجرح، إذا سال
صديده، ومنه قول الله } ومن شر غاسق إذا وقب { [ الفلق : 3 ] يعني بالغاسق : الليل إذا لبس الأشياء وغطّاها، وإنما
أريد بذلك هجومه على الأشياء، هجوم السيل السائل؛ فإذا كان الغساق هو ما وصفت من
الشيء السائل، فالواجب أن يقال : الذي وعد الله هؤلاء القوم، وأخبر أنهم يذوقونه
في الآخرة من الشراب، هو السائل من الزمهرير في جهنم، الجامع مع شدة برده النتن[4]
وقال : فإن قال قائل:
فإنك قد قلت : إن الغساق: هو الزمهرير، والزمهرير: هو غاية البرد، فكيف يكون
الزمهرير سائلا ؟ قيل: إن البرد الذي لا يستطاع ولا يطاق، يكون في صفة السائل من
أجساد القوم من القيح والصديد[5]
ويروى أنه "النتن" :
تفسير الطبري ( 20 / 130 – 24 / 31 ) حدثت عن المسيب بن شريك عن إبراهيم
النكري عن صالح بن حيان عن أبيه عن عبد الله بن بريدة قال : "الغساق"
: المنتن، وهو بالطخارية[6]
في الموضع الثاني ليس
فيه "إبراهيم النكري" و
"صالح بن حيان عن ابن بريدة" مباشرة، وابن حيان يروي عن ابن يريدة
والمسيب بن شريك : ضعيف
متروك[7] وكذا صالح بن حيان[8]
تفسير الطبري ( 20 / 130 ، 24 / 31 ) من طريق عمرو بن الحارث عن أبي
السمح دراج بن سمعان عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا
لأنتن أهل الدنيا
دراج : ضعيف جدا[9]
والنتن وصف لا يعارض
أنه صديد اهل النار
ويروى أنه سمّ ( حمة )
ما له سم من حية و عقرب
صفة النار لابن أبي الدنيا ( 91 ) حدثني محمد بن إدريس حدثنا الحسن
بن علي بن مسلم عن إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن أبي يحيى عطية [ بن قيس ] الكلاعي
أن كعبا، كان يقول : هل تدرون ما } وغساق { ؟ قالوا : لا. قال : عين
في جهنم يسيل إليها حمة كل ذات حمة من حية أو عقرب أو غير ذلك، فيستنقع، فيؤتى
بالآدمي فيغمس فيه غمسة واحدة، فيخرج وقد سقط جلده عن العظام، وتعلق جلده ولحمه في
كعبيه، فيجر لحمه كما يجر الرجل ثوبه»
تفسير الطبري ( 20 / 129 ) حدثنا [ محمد ] ابن عوف "ثنا" أبو المغيرة [ عبد القدوس بن الحجاج ] "ثنا" صفوان
الموعظة بالإسلام 26
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق