الأربعاء، 9 مارس 2022

شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم 21

شرح نصيحة المعلمي 21
شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم 21

✍بوعلام محمد بجاوي

الطريقة الثانية في التصنيف : المسانيد

بدايتها المائة الثانية

استمر التأليف على طريقة "الجوامع" في أول المائة الثانية القرن الثالث و أهمها : "السنن" لسعيد بن منصور ( ت : 227 ) و "المصنف" لأبي بكر بن أبي شيبة عبد الله بن محمد ( ت : 235 ) وقبلهما عبد الرزاق بن همام الصنعاني ( ت : 211 ) و الفريابي محمد بن يوسف ( ت : 212 ) ، لكن الغالب بعدهم ترتيب السنة على مسانيد الصحابة و المقصود بها من حيث المادة : الأحاديث المتصلة المرفوعة دون اشتراط الصحة - وهو معنى المسند - و من حيث الترتيب جمع أحاديث الصحابي في موضع واحد مع تباين بينهم في ترتيب الصحابة

قال ابن عدي أبو أحمد عبد الله بن عدي ( ت : 365 ) : و لـيحيى [ بن عبد الحميد أبو زكريا ] الحماني ( ت : 228 ) مسند صالح، ويقال : إنه أول من صنف المسند بالكوفة، وأول من صنف المسند بالبصرة مسدد [ بن مسرهد ( ت : 228 ) ]، وأوّل من صنّف المسند بمصر أسد السنة [ أسد بن موسى ( ت : 212 ) ]، و أسد قبلهما وأقدم موتا .اهـ[1]

قال العقيلي أبو جعفر محمد بن عمرو ( ت : 322 ) : سمعت علي بن عبد العزيز يقول سمعت يحيى الحماني، يقول لقوم غرباء في مجلسه: من أين أنتم ؟ فأخبروه ببلدهم فقال : سمعتم ببلدكم أحدا يتكلم فيّ أو يقول إني ضعيف في الحديث ؟ لا تسمعوا كلام أهل الكوفة فإنهم يحسدونني لأني أول من جمع المسند، وقد تقدمتهم في غير شيء .اهـ[2]

قال الدارقطني أبو الحسن علي بن عمر ( ت : 385 ) : وأول من صنف مسندا وتتبعه : نعيم بن حماد ( ت : 228 ) .اهـ[3]

قال الخطيب معلقا على كلام الدارقطني – : وقد صنف أسد بن موسى المصري مسندا، وكان أسد أكبر من نعيم سنا وأقدم سماعا، فيحتمل أن يكون نعيم سبقه إلى تخريج المسند وتتبع ذلك في حداثته، وخرّج أسد بعده على كبر سنه والله أعلم .اهـ[4]

وقال ابن عدي : مسدد بن مسرهد أبو الحسن الأسدي بصري : ويقال أنه أول من صنف المسند من أهل البصرة .اهـ[5]

وهكذا قال ابن حجر أبو الفضل أحمد بن علي ( ت : 852 ) : يقال إنه أول من صنف المسند بالبصرة .اهـ[6]

قال الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله ( ت : 405 ) : وهذه المسانيد التي صنفت في الإسلام على روايات الصحابة مشتملة على رواية المعدلين من الرواة وغيرهم من المجروحين كـ: مسند عبيد الله بن موسى العبسي ( ت : 213 ) و أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ( ت : 204 ) وهما أول من صنف المسند على تراجم الرجال في الإسلام.  

وبعدهما : أحمد بن حنبل ( ت : 241 ) و إسحق بن ابراهيم الحنظلي ( ت : 238 ) و أبي خيثمة زهير بن حرب ( ت : 234 ) و عبيد الله بن عمر القواريري ( ت : 235 )

ثم كثرت المسانيد المخرجة على تراجم الرجال كلها غير مميزة بين الصحيح والسقيم .اهـ[7]

قال الخليلي أبو يعلى خليل بن عبد الله ( ت : 466 ) : سمعت محمد بن إسحاق الكيساني يقول : سمعت أبي [ إسحاق بن محمد ] يقول : سمعت جعفرا الطيالسي يقول : سمعت بندارا يقول : لم نلق أحفظ بسرد الحديث من أبي داود الطيالسي، أول من صنف المسند على ترتيب الصحابة بالبصرة أبو داود الطيالسي سليمان بن داود الطيالسي ( ت : 204 ) ، وبالكوفة عبيد الله بن موسى [ العبسي ( ت : 213 )  ]، ثم من صنف كان تبعا لهما .اهـ[8]

تبع شيخه الحاكم

قال ابن خير أبو بكر محمد بن خير ( ت : 575 ) : مسند أبي داود سليمان بن داود الطّيالسيّ، و هو أوّل مسند صنّف في الإسلام .اهـ[9]

قال الحازمي أبو بكر محمد بن موسى ( ت : 584 ) : إسحاق بن إدريس الأسواري، يقال : إنه أول من جمع المسند بالبصرة، ويقال : أول من صنف المسند [ أبو قرة ] موسى بن قرة الزبيدي .اهـ[10]

إسحاق بن إدريس : متروك، متهم[11]

أبو قرة : من أصحاب مالك بن أنس ( ت : 179 )

قال ابن رجب عبدالرحمن بن أحمد بن رجب ( ت : 795 ) : وذكر الحاكم في "تاريخ نيسابور" أن أبا جعفر عبد الله بن محمد المسندي شيخ البخاري، إنما قيل له المسندي، لأنه أول من جمع مسند الصحابة على التراجم بما وراء النهر .اهـ[12]

وقال غيره لأنه كان يتتبع المسانيد

قال ابن عدي : وقيل له "المسندي" لأنه كان يطلب في حداثته المسند .اهـ[13]

قال الخليلي : وسمي المسندي لأنه كان يتحرى المسانيد من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم .اهـ[14]

وقال الخطيب : قيل له "المسندي" لأنه كان يطلب الأحاديث المسندة، و يرغب عن المقاطيع والمراسيل .اهـ[15]

وقال الذهبي : لقب بذلك لأنه كان يعتني بالمسند، ويزهد في المرسل .اهـ[16]

بالنظر إلى وفيات المصنفين :

أول المسانيد : "مسند" الطيالسي أبي داود سليمان بن داود ( ت : 204 ) – وهو محفوظ مطبوع – و أسد بن موسى ( ت : 212 ) و عبيد الله بن موسى العبسي ( ت : 213 )

لكن يقال "مسند" الطيالسي ليس من جمعه

قال الكتاني أبو عبد الله محمد بن أبي الفيض ( ت : 1345 ) : قيل: وهو أول مسند صنف، و ردّ بأن هذا صحيح لو كان هو الجامع له لتقدمه لكن الجامع له غيره وهو بعض حفاظ خراسان جمع فيه ما رواه يونس بن حبيب عنه خاصة وله من الأحاديث التي لم تدخل هذا المسند قدره أو أكثر .اهـ[17]

قال ابن حجر : "مسند" أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، وهو القدر الذي جمعه بعض الأصبهانيين من رواية يونس بن حبيب عنه .اهـ[18]

وعلق على قول الدارقطني "أو من صنف المسند نعيم بن حماد" : ولا يرد عليه "مسند" أبي داود الطيالسي؛ لتقدمه، فإنه لم يجمع "المسند" المنسوب إليه حتى يقال : إنه أول من صنف على المسانيد، بل الجامع له غيره جمعه بحسب ما وقع له من حديثه، وإلا فهو مكثر جدا، فلو جمع كل حديثه، أو جمع هو مسندا وانتقاه لكان أضعاف هذا .اهـ[19]

و لم يذكروا "مسند" الحميدي عبد الله بن الزبير ( ت : 219 )، و لعل السبب أن غالبه عن سفيان بن عيينة ( ت : 198 ) و سماه ابن خير : "مسند" الحميدي عن ابن عيـينة[20]

شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم 22

شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم 01

صفحة المنهج


[1] الكامل 9 / 98 – ترجمة ( 2138 ) يحيى الحماني وذكره ابن رجب في شرح العلل 1 / 344

[2] الضعفاء 4 / 1524 – ترجمة : 2043

[3] علل الدارقطني 12 / 246

[4] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2 / 290 ( 1889 )

[5] أسامي من روى عنهم البخاري في الصحيح ص : 206

[6] تقريب التهذيب ص : 528 – ترجمة : 6598

[7] المدخل إلى الإكليل ص : 62 – ط : ابن حزم . شرح العلل 1 / 344

[8] الإرشاد في معرفة علماء الحديث ـ2/512 – 513 ط : الرشد

[9] فهرسة ابن خير ص : 181 كتاب : 185

[10] شرح العلل 1 / 344

[11] ميزان الاعتدال 1 / 184 ( 734 )

[12] شرح العلل 1 / 344

[13] أسامي من روى عنهم البخاري من مشايخه في الصحيح ص : 142 – 143 ( 123 )

[14] الإرشاد 3/ 965 تاريخ بغداد 11 / 257 - ترجمة 5137 

[15] تاريخ بغداد 11 / 257 - ترجمة 5137 

[16] تاريخ الإسلام للذهبي 5/ 608 – ط : دار الغرب

[17] الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة ص : 61

[18] المعجم المفهرس (تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة) ص : 133 كتاب : 481

[19] النكت الوفية بما في شرح الألفية 2 / 395

[20] فهرسة ابن خير ص : 185 كتاب : 193

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق