حفظ السنة 14
✍بوعلام محمد بجاوي
جامع سفيان بن عيينة ( ت : 198 ) :
قال
ابن النديم :
وكان فقيها مجودا، ولا كتاب له يعرف، وانما
كان يسمع منه، له تفسير معروف .اهـ[1]
بل
له أيضا "الجامع"
أو "المصنف"
قال
ابن خير –
في : ذكر المصنفات المتضمنة للسّنن أيضا مع فقه الصّحابة والتّابعين رضي الله عنهم أجمعين - : مصنّف سفيان بن عيينة : ثمانية عشر جزءا،
رواية محمد بن أبي عمر العدني .اهـ[2]
هكذا سماه ابن خير "المصنف"، و هكذا سمى كتاب حماد بن سلمة و كتاب وكيع بن الجراح
و غيره يسميه "الجامع"
قال مكي أبو طالب محمد بن علي ( ت : 386 ) : ثم جمع ابن عيينة كتاب "الجوامع
في السنن والأبواب" و "كتاب
التفسير" في أحرف من علم
القرآن .اهـ[3]
و في "الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة" نقلا عن الأُبي عن مكي : ثم "جامع سفيان الثوري" و "جامع
سفيان بن عيينة" في
السنن والآثار وشيء من التفسير .اهـ[4]
فجعل التفسير من "الجامع"، وفي كلام مكي : "التفسير" مستقل عن
"الجامع"
و الثوري له
تفسير، و هو مطبوع من رواية أبي
جعفر محمد بن أبي حذيفة النهدي
عنه
نقل صاحب "البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج" ما في "الرسالة
المستطرفة" واستدل به على
عدم قدح قلة أحاديث التفسير في صحيح مسلم في كونه جامعا[5]
و فرق بين الجامع عند
المتقدمين قبل البخاري ومسلم و بين الجامع بعدهم، فالجامع عند المتقدمين أعمّ من
حيث الإسناد فلا يختص بالمتصل المرفوع و أخص من حيث المتن، فهو خاص بالأحكام، فلا
يذكر فيها المغازي و الزهد و التفسير و الإيمان، وسبق الكلام عنه، فلا وجه للقياس
عليهما
و قال ابن عساكر أبو القاسم علي بن الحسن ( ت : 571 ) - في ترجمة أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني
الديلمي – و روى كتاب "جامع سفيان بن عيينة" في سبعة أجزاء .اهـ[6]
و لم يذكره ابن حجر في "المعجم المفهرس" و لا في خاتمة "تغليق التعليق" مع اعتماده عليه فيه
قال : وقال ابن عيينة
عن ابن شبرمة : القضاء في قليل المال وكثيره سواء. وهكذا رويناه في "جامع سفيان بن عيينة" رواية سعيد بن عبد الرحمن
المخزومي عنه .اهـ[7]
و اعتمد عليه في مواضع
في "شرح البخاري"، و سماه "الجامع"[8]
مصنف محمد بن يوسف الفريابي ( ت : 212 )
ذكره ابن حزم أبو محمد علي بن أحمد ( ت : 456 ) في الكتب التي يعتني بها طالب
العلم : وما جرى مجرى هذه الكتب التي أفردت لكلام
رسول الله r صرفا، ثم الكتب التي فيها كلامه وكلام غيره،
مثل مصنف عبد الرزاق ... و مصنف
محمد بن يوسف الفريابي .اهـ[9]
قال ابن بشكوال أبو القاسم خلف بن عبد الملك (
ت : 578 ) : - في حديث - ذكر ذلك الفريابي في "مصنفه".اهـ[10]
و قال ابن حجر : قوله "وقال عطاء" في رواية الكشميهني "وكان عطاء"، والأول أصح، فقد رواه الفريابي
في "مصنفه" عن الثوري عن بن جريج عن عطاء قال : من فاته العيد فليصل ركعتين
.اهـ[11]
و في تغليق التعليق : وقرأت
على أبي عبد الله بن السراج بالسند المتقدم آنفا إلى الفريابي عن سفيان عن ابن
جريج عن عطاء قال : من فاته العيد فليصل ركعتين .اهـ[12] يريد فعل أنس
قال : وقرأت على محمد بن أبي بكر بن أحمد بن
السراج – بدمشق - ... أنا محمود بن خالد السلمي "ثنا" محمد بن يوسف
الفريابي عن سفيان عن يونس بن عبيد عن أبي بكر بن أنس قال : كان مولى لأنس على
رستاق من رساتيق البصرة فأمره أنس أن يجمع بهم في الأضحى والفطر .اهـ[13]
هذا هو سند ابن حجر إلى "مصنف الفريابي" إلا أن يكون كتابَ "المسند" له، ابن حجر لم يذكر "المصنف" في خاتمة
"تغليق التعليق" في ذكر أسانيده إلى الكتب التي أخذ منها و لا في
"المعجم المفهرس"، و لكن ذكر "المسند" بالسند السابق،
وذكر أنه مرتب على الشيوخ، و ليس خاصا بالمرفوع، قال عن الجزء الثاني منه : وأول هذا الجزء : أثر إبراهيم
قال : الباب الخامس : في فوائد الشيوخ مرتبا على حروف المعجم مراعيا اعتبار
الأشهر فالأشهر في والله المستعان
ثم قال : مسند الفريابي :
كتبته هنا لأنه لم يرتبه على مسانيد الصحابة...
ثم ذكر إسناده، الجزء الثاني والرابع منه
: رواية محمود بن خالد السلمي عن الفريابي، الجزء الثالث : رواية سعيد بن عبدوس عن
الفريابي[14]
لكن قال ابن النديم : الفريابي الكبير: صاحب سفيان من
أهل قيسارية وهو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن واقد الفريابي أخذ عن الكوفيين
وتوفي وله من الكتب :
كتاب التفسير
كتاب : الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الصيام، كتاب الزكاة، كتاب المناسك، وعلى هذا إلى أن يستغرق جميع كتب الفقه .اهـ[15]
و أخرج أبو داود
في سننه حديث الفريابي من طريق محمود بن خالد السلمي في موضع واحد ( 3244 ) و أخرج النسائي حديثا آخر ( 4 / 176 )
خلاصة القول "مصنف الفريابي" يحتمل :
أنه "المسند"، و أنه يوافق الجوامع في مضمونه دون ترتيبه، فهو يشمل المرفوع و
غيره – كما ذكر ابن حزم و الآثار المضافة إليه -، لكنه غير مرتب على الأبواب، و إنما على الشيوخ كما ذكر ابن حجر
أنه غيره، و أنه مرتب على الأبواب
و يحتمل – وهو قوي، ولعلّه الأقرب – أن "المصنف"
هو "المسند"، لكن ترتيبه على الشيوخ تصرف، لأن الترتيب
على الشيوخ متأخر، والله أعلم
[1] الفهرست ص : 278
[2] فهرسة ابن خير ص : 174 كتاب : 177
[3] قوت القلوب 1 / 273
[4] الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة ص : 8 - 9
[5] البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج 45 / 363
[6] تاريخ مدينة دمشق 53 / 883
[7] تغليق التعليق
5 / 305 – 306
[8] فتح الباري 2 / 362 . 3 / 442 ، 444 . 5 / 267 ، 6 / 383 ، 409 ، 443 . 7 / 51 . 9 / 430 . 11 / 59 ، 70
، 81 ، 84
[9] طبقات علماء الحديث 3 / 349 سير أعلام
النبلاء 18 / 203
[10] غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث
المسندة 1 / 94
[11] فتح الباري 2 / 475
[12] تغليق التعليق 2 / 387
[13] تغليق التعليق 2
/ 386 – 387
[14] المعجم
المفهرس ص : 334 – 335 كتاب : 1427
[15] الفهرست ص : 280 – 281
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق