الأربعاء، 9 يونيو 2021

حفظ السنة 13

حفظ السنة 13حفظ السنة 13

بوعلام محمد بجاوي

جامع معمر بن راشد ( ت : 154 ):

قال ابن خير أبو بكر محمد بن خير ( ت : 575 ) : "الجامع" المضاف إلى مصنّف عبد الرزاق، وهو "جامع معمر" .اهـ[1]

قال ابن حجر : كتاب "الجامع" لمعمر بن راشد، ويترجم أيضا بـ "المسند المستخرج من جامع معمر" .اهـ[2]

المستخرج : يروي نفس أحاديث الكتاب بسنده من غير طريق صاحب الكتاب طلبا للعلو، و لا ينطبق هذا على "جامع" معمر[3]

يرويه الدبري إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني عنه[4]

و سند ابن حجر ينتهي إلى أبي نعيم أحمد بن عبد الله ( ت : 430 ) – صاحب حلية الأولياء - عن الطبراني أبي القاسم سليمان بن أحمد ( ت : 360 ) – صاحب المعاجم الثلاث عن الدبري، وسند ابن خير من رواية : أبي محمد عبد الرحمن بن أسد بن المنذر الكازروني الفارسيّ عن الدبري

و هو "الجامع" الباقي، و هو مطبوع في آخر المصنف، لكن :

ابن خير ذكره مقرونا بـ "المصنف" لعبد الرزاق، ولم يفرده، فذكره له مع المصنفات الجامعة بين المسند وغيره ليس مقصودا

و ابن حجر ذكره في : فصل في الكتب المفردة في الأحكام الفروعية. و ذكر قبله "الجامع" لعبد الرزاق من رواية : أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق، و لم يذكره في فصل "في ذكر عدة من الكتب الشاملة للأحاديث والآثار"

ابن النديم : ذكر "معمر بن راشد" في الإخباريين و النسابين

قال : معمر بن راشد : من أهل الكوفة، يروى عنه عبد الرزاق، من أصحاب السير والأحداث، وله من الكتب كتاب "المغازي" .اهـ[5]

و لم يذكره مع مصنفي السنن و الجوامع، و لم يذكر ابن حزم "جامع معمر" مع الكتب التي جمعت المرفوع وغيره[6]

و بالنظر في "الجامع" الموجود مع المصنف، فإن موضوعه مسائل متفرقة في الزهد و الآداب و الأخبار على طريقة مالك في آخر الموطأ و التي سار عليها المالكية في تآليفهم الفقهية

و الظاهر أن الموجود و المعروف بـ "الجامع" هو انتخاب من الجامع الأصل، يدلّ عليه قول ابن حجر : ويترجم أيضا بـ "المسند المستخرج من جامع معمر".

و لعلّ الكتاب لم يروه عن معمر أحد، و إنما فرقوا حديثه معمر كتبهم، مثل عبد الرزاق في مصنفه، فالظاهر أنه ضمنه المصنف مع جامع ابن جريج و الثوري وغيرهم

ويحتمل أن يكون كتاب المغازي الذي ذكره ابن النديم من جملة الجامع، و ليس كتابا مفردا، كما هو الحال مع مصنف عبد الرزاق، قال ابن خير : وحدّثني بكتاب المغازي، وهو من جملة المصنّف .اهـ[7]

جامع عبد الله بن وهب أبي محمد ( ت : 197 )

قال القاضي عياض بن موسى أبو الفضل ( ت : 544 ) : وألف تآليف كثيرة جليلة المقدار عظيمة المنفعة منها سماعه على مالك - ثلاثون كتاب -، موطأه الكبير، و "جامعه الكبير"، وكتاب الأهوال - وبعضهم يضيفها إلى الجامع -، وكتاب ... .اهـ[8]

طبع بتحقيق رفعت فوزي عبد المطلب و علي عبد الباسط مزيد بعضه، و بعضه من رواية بحر بن نصر عنه و الآخر من رواية محمد بن عبد الله بن عبد الحكم – كلا الروايتين من طريق الأصم، جاء في حديث : قال أبو العباس : هكذا في كتابي : زيد. والصحيح هو يزيد، والله أعلم.[9] ، و له طبعة أخرى بتحقيق محمد الأمين الحسين الشنقيطي، وله طبعة قديمة بعناية أحد المستشرقين

و عمدتهم ما جاء في نهاية المخطوط "الجامع لابن وهب"

و يدل عليه أيضا إسناد ابن حجر

قال : الجامع لعبد الله بن وهب المصري : أخبرنا أحمد بن علي بن محمد التيمي الغضائري إجازة عن يحيى بن يوسف المقدسي عن علي بن هبة الله بن سلامة وعبد الوهاب بن ظافر كلاهما عن أبي طاهر الحافظ السلفي عن القاسم بن الفضل الثقفي "أنا" القاضي أبو بكر الجرشي "أنا" أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم "ثنا" محمد بن عبد الله بن عبد الحكم و بحر بن نصر بن سابق قالا "ثنا" ابن وهب به .اهـ[10]

ثم ذكر الموطأ له، و هو من رواية سحنون[11]، و طبع جزء منه، و هو برواية سحنون[12]

و لم يذكره في "المعجم المفهرس" لا في الكتب المشتملة على الأحاديث و الأثار، و لا مع جامع معمر و عبد الرزاق، و لم يذكر أيضا الموطأ له

لكنّ المحققين خلصا إلى أن "الجامع" و "الموطأ" و "المسند" كتاب واحد[13]

و طبع هذا "الجامع" وهذه النسخة بعنوان "الموطأ"، واستدل المحقق بعزو ابن حجر لحديثين منها إلى "الموطأ"، و ابن حجر يصرح أنه هذه الرواية : كتاب الجامع، فالظاهر أن الحديثين في "الموطأ" و"الجامع" أيضا

و طبع "الجامع" بتحقيق آخر[14]، و هو على طريق "جامع معمر" السابق، و هي طريقة مالك في آخر الموطأ، فذكر النسب و الأسماء و البر و الإخلاص و الإخاء والصمت والعزلة و الرقية و نحوها من المسائل المتفرقة

و طبع "تفسير القرآن من جامع عبد الله بن وهب"، رواية سحنون بن سعيد عنه[15] – ويروي عنه الموطأ أيضا – و ليس خاصا بالتفسير، ذكر مسائل متعلقة بالقرآن، الناسخ والمنسوخ، النهي عن المسألة عن القرآن، السجود، سجود القرآن، اختلاف حروف القرآن، و نحوها

و الأقرب أن الجامع هو الموطأ؛ لأن موضوعهما واحد، و يكون الموطأ رواية سحنون، و الجامع رواية محمد بن عبد الله بن عبد الحكم و بحر بن نصر بن سابق عند من فرّق، وغيره يسمي الجميع "الجامع" أو "الموطأ"، يشكل عليه "تفسير القرآن من جامع عبد الله بن وهب" - كما في النسخة - من رواية سحنون و هو مضاف إلى الجامع، فيحتمل أن يكون المقصود جامع الموطأ الذي هو رواية سحنون، و يحتمل أن يكون الجامع الذي هو الموطأ عند من لا يفرق.

وقياسا على موطأ مالك فإن مالكا يذكر بعد أبواب خاصة كتابا جامعا : جامع الوقوت، جامع الوضوء، جامع غسل الجنابة...وهكذا إضاقة إلى جامع الكتاب في آخره، و قد أفرد بالشرح

قال ابن خير : كتاب شرح الحديث لعبد الملك بن حبيب رحمه الله...

وهو عشرة أجزاء :

الأول منها : شرح الموطأ

والثاني، شرح جامع الموطأ...اهـ[16]

يحتمل أن يكون المقصود الأبواب المترجمة بالجامع، مع الجامع آخر الموطأ، فيكون "الجامع الكبير" لابن وهب "جامع" موطئه، بدليل أنه يترجم بـ : "من كتاب" : من كتاب الأشربة، من كتاب المناسك، من كتاب الصلاة ....

و المقصود الجامع الكبير، أما الصغير – و هو المطبوع - فهو على طريقة مالك كما سبق، وهو جزء من الموطأ والجامع الكبير كما هو صنيع مالك في موطئه

و عليه : هل التفسير من الجامع الصغير أو الكبير، الأقرب أنه من الصغير، لأن الجوامع والموطآت خاصة بالأحكام، باستثناء ما يذكر في الجامع التي يختم بها على طريقة مالك في الموطأ، و هو من رواية سحنون، فهو من الموطأ ومن الجامع الكبير لأنهما كتاب واحد

[ ثم بدا لي غير هذا الترجيح، أشير إليه في الكلام عن الموطآت و موطأ ابن وهب ]

حفظ السنة 14

حفظ السنة 01



[1] فهرس ابن خير ص : 169

[2] المعجم المفهرس ص : 88 كتاب : 254

[3] و يأتي الكلام عن المستخرجات

[4] فهرس ابن خير ص : 169 المعجم المفهرس ص : 88 كتاب : 254

[5] الفهرست ص : 123

[6] طبقات علماء الحديث 3 / 349 سير أعلام النبلاء 18 / 202 - 203

[7] فهرسة ابن خير ص : 169

[8] ترتيب المدارك وتقريب المسالك 3 / 242

[9] جامع ابن وهب حديث 250 موطأ ابن وهب حديث 249

[10] تغليق التعليق 5 / 458

[11] تغليق التعليق 5 / 458

[12] كتاب المحاربة من موطأ ابن وهب . دار الغرب

[13] مقدمة التحقيق ص : 10 ، 12

[14] تحقيق : مصطفى حسن حسين محمد أبو الخير . دار ابن الجوزي

[15] تحقيق : ميكلوش موراني . دار الغرب

[16] فهرسة ابن خير كتاب : 331 ص : 253

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق