حفظ السنة 10
✍بوعلام محمد بجاوي
من حيث الجمع :
له صورتان :
الصورة الأولى : من حيث السند
1.
عام في المرفوع و الموقوف و المقطوع، لكنه خاص بالأحكام
قال أبو داود سليمان بن الأشعث ( ت : 275 ) : ويعجبني أن يكتب الرجل
مع هذه الكتب من رأي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويكتب أيضا مثل جامع سفيان الثوري .اهـ[1]
و اختلف السلف في تدوين
آثار الصحابة و آثار التابعين مع المرفوع :
أجازه الزهري ابن شهاب محمد بن مسلم ( ت : 125 )، و منعه صالح بن كيسان - مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز
- ( ت : بعد 130 أو 140 ) :
جامع معمر بن راشد ( 20487 – آخر المصنف، و هو من راية الدبري
عن عبد الرزاق عنه )
عن صالح بن كيسان، قال
: اجتمعت أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلم،
فاجتمعنا على أن نكتب السنن، فكتبنا كل شيء سمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم،
ثم كتبنا أيضا ما جاء عن أصحابه فقلت : لا، ليس بسنة، و قال هو : بلى هو سنة، فكتب
ولم أكتب، فأنجح وضيعت.
و
في كلام ابن رجب الخلاف
بينهما في أقوال التابعين، قال : وقد كان الزهري يكتب ذلك، وخالفه صالح بن كيسان ثم ندم
على تركه كلام التابعين .اهـ[2]
أي
أن قوله "لا" يعود على ما عدا المرفوع و كلام الصحابة، و الكلام
لا يستقيم
و
الصواب
: "فكتبنا كل شيء سمعنا عن النبي صلى الله عليه
وسلم، ثم قال [ أي : الزهري ] : اكتب بنا ما جاء عن أصحابه، فقلت: لا، ليس بسنة،
وقال هو: بل هو سنة"
هكذا
أخرجه ابن عبد البر في
جامع بيان العلم وفضله ( 441 )
من طريق الدبري عن عبد الرزاق. و من طريق ابن أبي خيثمة أحمد بن زهير عن أحمد بن
حنبل عن عبد الرزاق ( 442 ) و الخطيب في تقييد العلم ( ص: 106 ) من
طريق حنبل بن إسحاق و عبد الله ابن أحمد عن أحمد، و ابن سعد في الطبقات ( 2 / 388 –
389 )
أُخبرت عن عبد الرزاق، و أبو نعيم في حلية الأولياء ( 3 / 360 – 361 ) قرن
بين رواية الدبري وعبد الله
و
هو في تاريخ ابن أبي خيثمة
(2701 ، 3016 ) و
فيه "ثم قلت : نكتب ما جاء عن الصحابة فإنه سنة،
قال : قلت أنا: ليس بسنة" الذي اقترح كتابة الموقوف ابن كيسان، و لا يستقيم
مع مما بعده "قلت أنا : ليس بسنة"
و
أخرجه ابن عبد البر في موضع آخر بنفس سند حديث ( 442 ) بلفظ
"فقلنا : نكتب السنن بكتبنا ما جاء عن النبي صلى
الله عليه وسلم، ثم نكتب ما جاء عن أصحابه؛ فإنه سنة، وقلت أنا : ليس بسنة"
و
ترك الأوزاعي عبد الرحمن
بن عمرو ( ت : 157 ) و الشعبي عامر بن شراحيل ( ت : بعد
الـ : 100 ) كتابة
غير المرفوع و الموقوف على الصحابة
جامع بيان العلم
وفضله ( 1420 ) حدثنا أحمد بن فتح "أنا"
أبو أحمد عبد الله بن محمد بن ناصح الفقيه "نا" أبو الحسن محمد بن يزيد
بن عبد الصمد "نا" موسى بن أيوب النصيبي "نا" بقية بن الوليد
قال : قال لي الأوزاعي: يا
بقية، العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما لم يجئ عن أصحاب محمد صلى
الله عليه وسلم فليس بعلم، يا بقية، لا تذكر أحدا من أصحاب محمد نبيك صلى الله
عليه وسلم إلا بخير، ولا أحدا من أمتك، وإذا سمعت أحدا يقع في غيره فاعلم أنه إنما
يقول: أنا خير منه
جامع بيان العلم
وفضله ( 1421 ) أخبرنا عبد الوارث [
بن سفيان ] حدثنا قاسم [ بن أصبغ ] "نا"
محمد بن عبد السلام الخشني "نا" المسيب بن واضح "نا" بقية قال
: سمعت الأوزاعي يقول : العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما لم يجئ
عن واحد، منهم فليس بعلم
قال
ابن رجب عقبه
: وكذا قال الإمام أحمد وقال في التابعين أنت
مخير يعنى مخيرا في كتابته وتركه .اهـ[3]
جامع معمر بن راشد (
20476 – مع المصنف ) عبد الرزاق أخبرنا معمر والثوري عن
ابن أبجر [ عبد الملك بن سعيد ] ، قال : قال الشعبي : ما حدثوك عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ به،
وما قالوا برأيهم فبل عليه
قال ابن أبجر: وقال
إبراهيم النخعي : اُحتيج إليّ فعجبت، وكان يسأل كثيرا فيقول : لا أدري.
و
ابن عبد البر في
جامع بيان العلم وفضله ( 1438
) من طريق
الدبري عن عبد الرزاق، و قال : ورواه
مالك بن مغول عن الشعبي مثله سواء.
محله : الجوامع و الموطآت
ثم المصنفات، و قد يسمى بالسنن
قال ابن الصلاح أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن (
ت : 643 ) – فيما يجب على طالب
الحديث العناية به – : ومن كتب "الجوامع" المصنفة في الأحكام
المشتملة على المسانيد وغيرها، و "موطأ" مالك هو المقدم منها .اهـ[4]
الجوامع : هذا الاسم هو الأشهر، لكن
استعمله البخاري (الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول
الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه) على صحيحه و تبعه مسلم (المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم) و الترمذي (الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصحيح
والمعلول وما عليه العمل)، و مقصودهم الجامع للسنن، فليس يختص بالأحكام
و أشهر هذه الجوامع :
جامع سفيان بن سعيد الثوري ( ت : 161 )
قال أبو داود سليمان بن الأشعث ( ت : 275 ) – في رسالته إلى أهل مكة في التعريف بسننه – : ويكتب أيضا مثل جامع
سفيان الثوري فإنه أحسن ما وضع الناس في الجوامع .اهـ[5]
ذكر له ابن خير جامعين :
الأول : جامع سفيان الثّوري الكبير في الفقه والاختلاف
و هو من رواية : مصعب ابن ماهان الخراساني عنه.[6]
الآخر : جامع سفيان الثوري
و قال : رواية : محمد بن فطيس عن شجرة بن عيسى عن
عليّ بن زيد، عن سفيان.[7]
و هو "الجامع الصغير"
قال القاضي عياض أبو الفضل بن موسى ( ت : 544 ) – في ترجمة البهلول بن راشد ( ت : 183 ) – : وسمع جامع سفيان الصغير من ابن أبي الخطاب، وأبي خارجة، و الجامع الكبير من علي بن زياد .اهـ[8]
و ذكره ابن حجر أبو الفضل أحمد بن علي العسقلاني ( ت :
852 ) : في فصل : في ذكر عدة من الكتب الشاملة للأحاديث والآثار ممن تمس
الحاجة إلى التخريج منها.
من رواية : عبد الله بن الوليد العدني و عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي والحسين بن حفص عنه[9]
[1]
رسالة أبي داود إلى أهل مكة ص : 28
[2]
فضل علم السلف على علم الخلف ص : 66
[3] فضل علم السلف
على علم الخلف ص : 66
[4] معرفة أنواع علوم الحديث (مقدمة ابن الصلاح) ص : 251
[5]
رسالة أبي داود إلى أهل مكة ص : 28
[6] فهرس ابن خير ص : 176 –
177
[7]
فهرس ابن خير ص : 177
[8] ترتيب المدارك وتقريب المسالك 3 / 87
[9] المعجم المفهرس أو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة ص : 49 – 50
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق