الأربعاء، 24 يونيو 2020

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 15

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 15
الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات
15

بوعلام محمد بجاوي

قال ابن قتيبة : ومن قول آخر في وصف برذون أهداه "وقد بعثت به إليك أبيض الظهر والشفتين". فقيل له لو قلت أرثم ألمظ، قال: فبياض الظهر ما هو ؟ قالوا : لا ندري، قال: إنما جهلت من الشفتين ما جهلتم من الظهر .اهـ[1]

قال البطليوسي : هذا الكاتب الثالث- لا أعلم من هو .اهـ[2]

البرذون : من الخيل ما كان من غير نتاج العراب[3]، والأنثى : برذونة، وسيرته[4] : البرذنة .اهـ[5]

بعثت به : صواب بعثته – يتعدى بنفسه

قال الجواليقي: وقوله "بعثت به" الصواب : بعثته؛ لأن بعثت متعدّ بنفسه، فاستغنى عن حرف الجر قال الله تعالى } يا ويلنا من بعثنا { [ يس : 52 ] ولم يقل من بعث بنا وقال - عزّ اسمه - } ثم بعثنا من بعدهم موسى { [ الأعراف : 103 ] .اهـ[6]

والمقصود : أن يقول بدل أبيض الشفتين : أرثم ألمظ

الأرثم : بياض الشفة العليا

الألمظ : بياض الشفا السفلى، ويكفي أن يكون فيها بياض[7]

ويقال لذي الحافر : "جحفلة" بدل "شفة"، به عبّر الجواليقي[8]

وبياض الظهر يقال له : "أرحل"

قال البطليوسي : وإذا كان أبيض الظهر، قيل له : "أرحل" و "أحلس". وقد ذكر ابن قتيبة في باب "شيات الخيل" [ من هذا الكتاب[9] ] "الأرثم" و "الألمظ". و "الأرحل"، ولم يذكر "الأحلس" .اهـ[10]

الشية : كل لون يخالف لون الجسد في الدواب، و جمعها ابن سيدة في "المخصص"[11]  

قال ابن قتيبة : فإن كان بجحفلته العليا بياض فهو "أرثم"، وإن كان بالسفلى بياض فهو "ألمظ" ... وإن كان أبيض الظهر فهو "أرحل" .اهـ[12]

و هكذا في "المخصص"

والأحلس : خلاف ما ذكر البطليوسي

قال ابن سيدة أبو الحسن علي بن إسماعيل ( ت : 458 ) : وبعير أحلس : كتفاه سوداوان وأرضه وذروته أقل سوادا من كتفيه .اهـ[13]

زاد في "المحكم": و الحلساء من المعز : التي بين السواد والحمرة، ولون بطنها كلون ظهرها .اهـ[14]

قال الجواليقي : وقيل "الأرحل" الذي في موضع ملبده بياض من البلق .اهـ[15]

البلق : سواد وبياض[16]

وهذا لا يختلف عن الأول؛ لأن اللبد ما يوضع تحت السرج، وملبد موضع اللبد، فالمقصود به الظهر

قال ابن قتيبة : ولقد حضرت جماعة من وجوه الكتاب والعمال العلماء بتحلب الفيء وقتل النفوس فيه، وإخراب البلاد، والتوفير العائد على السلطان بالخسران المبين، وقد دخل عليهم رجل من النخاسين ومعه جارية ردت عليه بسن شاغية زائدة، فقال: تبرأت إليهم من الشغا فردوها عليّ بالزيادة، فكم في فم الإنسان من سن؟ فما كان فيهم أحد عرف ذلك، حتى أدخل رجل منهم سبابته في فيه يعد بها عوارضه فسال لعابه، وضم رجل فاه وجعل يعدها بلسانه. فهل يحسن بمن ائتمنه السلطان على رعيته وأمواله ورضي بحكمه ونظره أن يجهل هذا في نفسه؟ وهل هو في ذلك إلا بمنزلة من جهل عدد أصابعه ؟

ولقد جرى في هذا المجلس كلام كثير في ذكر عيوب الرقيق، فما رأيت أحدا منهم يعرف فرق ما بين الوكع والكوع، ولا الحنف من الفدع، ولا اللمى من اللطع .اهـ[17]

الفيء :  كل ما يعود إلى السلطان من جباية أو مغنم.[18]

تحلب الفيء : الجباية (الضرائب)

قال البطليوسي : والتحلب و الحلب سواء، وهما ما ليس بوظيفة[19] معلومة المقدار. ولكن إذا أراد السلطان شيئا، كلف الرعية إحضاره. شبه بتحلب الناقة والشاة في كل وقت .اهـ[20]

و الشغا : سبق في "البيان والتبين" خروج السن عن مكانه

قال البطليوسي : الشغا: تراكب الأسنان بعضها على بعض. يقال: امرأة شغواء، ورجل أشغى .اهـ[21]

النخاس : بائع الحيوان، ثم استعمل في الرقيق

قال الجواليقي : واحدهم نخاس، وسمي نخاسا لنخسه الدواب وهو تغريزه[22] مؤخر الدابة، ثم قيل لبائع الناس نخاس أيضا .اهـ[23]

قال البطليوسي : والنخاس هاهنا: بائع الرقيق .اهـ[24]

المقصود : هذا النخاس اشترى أمة ثم تبيّن له أن لها سنا شاغرا، فطلب أن يرجعوا له بالثمن فرفضوا، وتعلّلوا بأنه سن زائد، فجاء يسأل عن عدد الأسنان ليتبن هل هي زائدة كما يقولون. فلم يعرف أحد من الحاضرين الجواب[25]


 الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 16

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 01

صفحة الأدب



[1] أدب الكاتب ص: 13

[2] الاقتضاب 1 / 74

[3] فَرَس العجم

[4] مشيه

[5] شرح الجواليقي ص: 41

[6] شرح الجواليقي ص: 41

[7] الاقتضاب 1 / 74

[8] شرح الجواليقي ص: 41

[9] أدب الكاتب ص: 105

[10] الاقتضاب 1 / 74

[11] المخصص 2 / 91 - 93

[12] أدب الكاتب ص: 105 - 106

[13] المحكم 3 / 137 المخصص 2 / 157

[14] المحكم 3 / 137

[15] شرح الجواليقي ص: 41

[16] الصحاح 4 / 1451

[17] أدب الكاتب ص: 13 – 14

[18] الاقتضاب 1 / 74

[19] الوظيفة : ما يفرض على الرعية دفعه للحاكم دون أن يكون له مقدار معلوم

[20] الاقتضاب 1 / 74

[21] الاقتضاب 1 / 74

[22] الصحاح : غرزت الشيء بالإبرة أغرزه غرزا .اهـ 3 / 888

[23] شرح الجواليقي ص: 41

[24] الاقتضاب 1 / 74

[25] شرح الجواليقي ص: 41


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق