الأربعاء، 1 يوليو 2020

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 16

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 16
الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات
16

بوعلام محمد بجاوي

قال البطليوسي : والأسنان إذا كملت عدتها ولم ينقص منها شيء اثنتان وثلاثون سنا: أربع ثنايا، و أربع رباعيات، و أربعة أنياب، و أربعة ضواحك، و اثنتا عشرة رحى و أربعة نواجذ وهي أقصاها وآخرها نباتا. ومن الناس من لا يخرج له شيء من النواجذ فتكون أسنانه ثمانيا وعشرين. ومنها من تخرج له اثنتان فتكون أسنانه ثلاثين .اهـ[1]

و هكذا ذكر ابن قتيبة عن أبي زيد الأنصاري سعيد بن أوس ( ت : 215 ) – له "خلق الإنسان" مفقود – ثم قال : وحكى عن الأصمعي أبو سعيد عبد الملك بن قريب ( ت : 216 ) : الأرحاء ثمانيا: أربعا من فوق، و أربعا من أسفل .اهـ[2]

وهو في كتابه "خلق الإنسان" على ما ذكر البطليوسي

وعليه يكون عدد الأسنان ثمانية وعشرين عنده

و قال البطليوسي : إذا جعل الأرحاء ثمانيا على ما قال الأصمعي، نقص من عدد الأسنان أربع. فكان ينبغي أن يبين كيف يُقال لهذه الأربع، التي أسقطها الأصمعي من عدد الأرحاء .اهـ[3]

وخالف ثابت بن أبي ثابت ( من أصحاب أبي عبيد القاسم بن سلام ) في حكايته عن الأصمعي زاد "الطواحن" وجعلها ستا وثلاثين[4] : أربع ثنايا، أربع رباعيات، أربعة أنياب، أربعة ضواحك، ستة عشرا  طواحن و أرحاء المجموع – دون أن يميز بينها - : أربعة نواجد

و ابن سيدة في "المخصص"[5] اعتمد على "كتاب ثابت" – بلا شك – و فيه : عدد الطواحن و الأرحاء اثنا عشر، وكأنه صحح الخطأ ولم يشر إلى ثابت بن أبي ثابث

ونبه البطليوسي إلى تخليط ( على تعبيره ) ثابت[6]

ثم عاد و نسب إلى الأصمعي الطواحن، كما في كلام ثابت - وجعلها أربعا ليكتمل عدد الأسنان

ثم قال : فأنا أحسب الأسنان الأربع التي أسقطها من عدد الأرحاء هي "الطواحن" عنده وبذلك يصير عددها على ما قال أبو زيد .اهـ[7]

فيكون خطأ ثابت في مجموع الطواحن و الأرحاء : زاد أربعا

عبارة الأصمعي : وفي الفم الثنايا والرباعيات والأنياب والضواحك والنواجذ، فالضواحك أربعة أضراس من ذلك تلي الأنياب إلى جنب كل ناب من أسفل الفم وأعلاه ضاحك، وأما الأرحاء فهي ثمانية أضراس من كل شق من أسفل الفم وأعلاه ... والنواجذ أربعة أضراس اللواتي هن أواخر الأضراس من كل شق من أسفل الفم وأعلاه .اهـ[8]

لم يذكر عدد الثنايا والرباعيات : لأنه لا يخفى

لم يذكر الطواحن

الأرحاء عدها ثمانية من كل شق أي مجموعها كما فهمه ابن قتيبة و البطليوسي، ويدل عليه قوله في النواجد، وكأن ثابتا ظن أنه يريد في أحد الشقين قال : "وهي ستة عشر في كل شق ثمانية"[9]

لكن ظاهر قول الأصمعي في "النواجد" : "من كل شق" لا العدد، و إنما أقرب مذكور وهو آخر الأضراس أي أنها آخر الأضراس في الشقين من أسفل و من أعلى.

و قول ثابت بن أبي ثابت في معنى كلام الأصمعي أقرب، والله أعلم.

وابن السكيت في "خلق الإنسان" وافق الأصمعي في عدد الأضراس ( الأرحاء) إلا أنه جعل الأنياب هي النواجد، فيكون عدد الأنياب دخلا في عدد الأضراس، فيكون المجموع : اثنان وثلاثون

قال : الأسنان اثنتان وثلاثون. ثنيتان ورباعيتان، وناجذان - وهما النابان - وضاحكان، وثمانية أضراس، من كل جانب أربعة، هذا في الفك العلى، وفي الفك الأسفل مثل ذلك .اهـ[10]

الوكع و الكوع :

الوكع : من عيوب الرِّجْل 

ذكره ابن قتيبة في "باب معرفة ما في خلق الإنسان من عيوب الخلق"

قال : الوكع : ميل إبهام الرجل على الأصابع حتى تزول، فيرى شخص أصلها خارجا، ومنه قيل "أَمَةٌ وكعاء" .اهـ[11]

و قال في نفس الباب  : "الوكع" أن تعوج الكف من قبل الكوع .اهـ[12]

قال الأصمعي : وفي القدم "الوكع" يقال رجل أوكع وامرأة وكعاء، و هو : أن تركب الإبهام السبابة حتى تزول فيرى أصلها خارجا .اهـ[13]

الكوع :

وقال في "باب فروفق في خلق الإنسان"

قال : "الزندان" ما انحشر عنه اللحم من الذراع، ورأس الزند الذي يلي الخنصر هو "الكرسوع"، و "رأس الزند" الذي يلي الإبهام هو "الكوع" .اهـ[14]

قال الأصمعي : والعظمان المجتمعان هما الزندان والواحد زند، ورأسهما الكوع والكرسوع :

و الكرسوع : رأس الزند الذي يلي الخنصر وهو الوحشي ...

و الكوع : رأس الزند الذي يلي الإبهام.

وكل شيئين في الإنسان نحو الساعدين والزندين وناحيتي القدم فما أقبل على خلق الإنسان فهو الإنسي وما أدبر عنه فهو الوحشي .اهـ[15]

"الزندان" هما عضما الدراع أو الساعد[16]، نهاية أحدهما "الكوع" وهو الذي يلي الإبهام، ونهاية الأخر "الكرسوع" و هو الذي الخنصر وبينهما "الرسغ"

والكوع "وحشي" لأنه لايقابل الجسم أو لا يليه الجسم – "أدبر عن خلق الإنسان كما في عبارة الأصمعي - فهو في جهة الخنصر، وكل ما كان كذلك فهو وحشي، و المقبل على جسم الإنسان : كـ "الكرسوع" فيسمى "إنسي"  

و قال الأصمعي في "القدم" : وفيها الإنسي والوحشي فوحشيها الذي لا يقبل على شيء من الجسد. وإنسيها الذي يقبل على أختها .اهـ[17]

و بالنسبة للجانب : الجنب الأيمن : "الوحشي" و الجنب الأيسر "الإنسي"

قال ابن قتيبة : وقد اختلفوا في الجانب "الوحشي"، و "الإنسي" :

قال الأصمعي : "الوحشي" : [ الجانب الأيسر ] الذي يركب منه الراكب ويحتلب منه الحالب، وإنما قالوا "فجال على وحشيه إلخ [ البيت لـ سحيم ]"، و "فانصاع جانبه الوحشي إلخ [ البيت لـ ذي الرمة ]"؛ لأنه لا يؤتى في الركوب والحلب والمعالجة إلا منه، فإنما خوفه منه[18]. والإنسي [ الأيمن ] : الجانب الآخر.

وقال أبو زيد[19] : [ عكس ] الإنسي الأيسر، وهو الجنب الذي يركب منه الراكب، والوحشي الأيمن.

وقال أبو عبيدة : الوحشي الأيسر من الناس والدواب، والأيمن الإنسي، ويقال الأنسي

وقال الأصمعي: كل اثنين من الإنسان - مثل الساعدين والزندين وناحيتي القدم - فما أقبل على الإنسان منهما فهو إنسي، وما أدبر عنه فهو وحشي .اهـ[20]


الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 17

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 16

صفحة الأدب

 



[1] الاقتضاب 1 / 74 – 75 شرح الجواليقي ص: 42

[2] أدب الكاتب ص: 117

[3] الاقتضاب 2 / 80

[4] خلق الإنسان ص: 165

[5] المخصص 1 / 127

[6] قال البطليوسي : ورأيت ثابتا حكى قول الأصمعي في كتابه المؤلف في "خلق الإنسان" [ مطبوع ] فذكر جملة الأسنان الأرحاء والطواحن وخلط في ذلك تخليطاً كرهت ذكره .اهـ 2 / 80 – 81

[7] الاقتضاب 2 / 81

[8] خلق الإنسان

[9] خلق الإنسان ص: 166

[10] بواسطة الاقتضاب 2 / 81

[11] أدب الكاتب ص: 110

[12] أدب الكاتب ص: 109

[13] خلق الإنسان

[14] أدب الكاتب ص: 116

[15] خلق الإنسان

[16] قال الأصمعي : فالذراع والساعد شيء واحد إلا أن الذراع مؤنثة والساعد مذكر .اهـ خلق الإنسان

[17] خلق الإنسان

[18] يقصد الدابة تركب وتحلب من جهتها اليسرى، وتهرب من جهتها اليسرى لأنه يمين الراكب والحالب

[19] سبق نقله عنه

[20] أدب الكاتب ص: 114


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق