الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 11
✍بوعلام
محمد بجاوي
تجزئة الكتاب :
جزّء "الجاحظ" كتابة ثلاثة أجزاء
قال : الحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا
بالله، وصلى الله على محمد خاصّة وعلى أنبيائه عامة.
أردنا - أبقاك الله - أن نبتدئ صدر هذا "الجزء الثاني" من "البيان
والتبين" بالردّ على الشعوبية في طعنهم على
خطباء العرب وملوكهم، إذ وصلوا أيمانهم بالمخاصر[1]
واعتمدوا على وجه الأرض بأطراف القِسِيّ[2]
والعصيّ... ولكنا أحببنا أن نصيّر صدر هذا الباب كلاما من كلام رسول رب العالمين،
والسلف المتقدمين، والجلة من التابعين، ... ولولا الذي أمّلت في تقديم ذلك
وتعجيله، من العمل بالصواب، وجزيل الثواب، لقد كنت بدأت بالرد عليهم[3]، وبكشف قناع دعواهم. على أنّا سنقول في ذلك
بعد الفراغ مما هو أولى بنا وأوجبُ علينا. والله الموفق، وهو المستعان .اهـ[4]
وقال : قد ذكرنا- أكرمك الله- في صدر
هذا الكتاب من "الجزء
الأول" وفي بعض "الجزء الثاني"، كلاما من كلام
العقلاء البلغاء، ومذاهب من مذاهب الحكماء والعلماء، وقد روينا نوادر من كلام
الصبيان والمحرّمين من الأعراب ونوادر كثيرة من كلام المجانين وأهل المرّة[5] من
الموسوسين، ومن كلام أهل الغفلة من النوكى (الحمقى)، وأصحاب التكلف من الحمقى،
فجعلنا بعضها في باب الاتعاظ والاعتبار، وبعضها في باب الهزل والفكاهة. ولكل جنس
من هذا موضع يصلح له. ولا بدّ لمن استكدّه الجد من الاستراحة إلى بعض الهزل .اهـ[6]
وقال : كتاب العصا. هذا أبقاك الله "الجزء الثالث"، من القول في "البيان
والتبين"، وما شابه ذلك من غرر الأحاديث،
وشاكله من عيون الخطب، ومن الفِقر المستحسنة، والنتف المستخرجة، والمقطّعات
المتخيّرة، وبعض ما يجوز في ذلك من أشعار المذاكرة، والجوابات المنتخبة
ونبدأ – على اسم الله – بذكر مذهب الشعوبية
ومن يتحلىّ باسم التسوية وبمطاعنهم على خطباء العرب بأخذ المخصرة عند مُناقلة
الكلام ... .اهـ[7]
وقال : قد قلنا في صدر هذا "الجزء الثالث" في :
ذكر العصا ووجوه تصرّفها.
وذكرنا من مقطّعات كلام النساك
ومن قصار مواعظ الزهّاد
وغير ذلك مما يجوز في نوادر المعاني وقصار
الخطب.
ونحن ذاكرون، على اسم الله وعونه :
صدرا من دعاء الصالحين والسلف المتقدمين،
ومن دعاء الأعراب، فقد أجمعوا على استحسان ذلك واستجادته، وبعض دعاء الملهوفين،
والنساك المتبتلين .اهـ[8]
ثانيا : أدب الكاتب (أو الكتاب)[9]
لـ :ابن قتيبة أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدِّيْنَوَري ( ت :
276 )
الملقّب بـ "أديب
أهل السنة"، كما أن الجاحظ
"أديب
المعتزلة"
شرحه :
البطليوسي أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد
(ت : 521 )
عنوانه "الاقتضاب
في شرح أدب الكتاب"
قال في مقدمته :
غرضي في كتابي هذا :
تفسير خطبة الكتاب الموسوم بـ "أدب
الكتاب"
وذكر أصناف الكتبة ومراتبهم، وجل مما
يحتاجون إليه في صناعتهم
ثم الكلام بعد ذلك على نكت من هذا الديوان
يجب التنبيه عليها، وإرشاد قارئه إليها
ثم الكلام على مشكل إعراب أبياته ومعانيها،
وذكر ما يحضر لي من أسماء قائليها.
وقد قسمته ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول : في شرح الخطبة وما يتعلق بها من ذكر أصناف
الكتاب وآلاتهم.
والجزء الثاني : في التنبيه على ما غلط فيه وضع الكتاب أو
الناقلون عنه، وما منع منه وهو جائز.
والجزء الثالث : في شرح أبياته.
و أنا أسال الله عوناً على ما اعتقده
وأنويه، وأستوهبه عصمة من الزلل فيما أورده وأحكيه، إنه ولي الفضل ومسديه، لا رب
غيره .اهـ[10]
الجواليقي أبو المنصور موهوب بن أحمد ( ت : 540 )[11]
قال : وبعد : فإنه سألني جماعة من أهل العلم أن
أذكر لهم من شرح خطبة أدب الكاتب لأبي محمد عبد الله بن مسلم قتيبة الدينوري –
رحمه الله – وتفسير أبياته، وإيضاح مشكلاته، وتبيين ما ردّ عليه فيه ما لا تسع
جهالته، ولا تُسئم إطالته، فأجبتهم إلى ذلك، وبالله أستعين
فيما نحوته، و أتوكّل عليه فيما عزوته، وأسأله التوفيق في القول والعمل، وأعوذ به
من الخطل والزلل، وهو حسبنا ونعم الوكيل .اهـ[12]
ونستعين بهما – بعد
الله – على شرح غريب كلام "ابن قتيبة" ومعناه
[1] الخاصر وسط الإنسان. يضعون
اليد اليمنى على الخاصرة عند الخطابة
[2] القِسي : القوس آلة الحرب. قال الجوهري : وكأن أصل قسيّ قؤوس، لأنه فعول،
إلا أنهم قدموا اللام [ لام الكلمة : السين ] وصيروه قسو على فلوع، ثم قلبوا الواو
ياء وكسروا القاف، كما كسروا عين عِصي ، فصارت قسيّ على فليع .اهـ
الصحاح 3 / 967 قال أبو عبيد القاسم بن سلام (ت :224) : وأول من عمل القسي
من العرب ماسخة، رجل من الأزد ، فلذلك قيل للقسي: ماسخية .اهـ السلاح ص : 21
[3] الشعوبية
[4] البيان والتبين 2 / 5
[5] المرّة : القوّة وشدّة العقل .الصحاح 2 / 814
[6] البيان
والتبين 2 / 222
[7] البيان والتبين 3 / 5
[8] البيان والتبين 3 / 268
[9] الطبعة المعتمدة : طبعة وزارة الاوقاف السعودية
[10] الاقتضاب في شرح أدب
الكتاب 1 / 27 – 28
[11] تحقيق ودراسة : طيبة حمد بودي . كلية الآداب جامعة الكويت
1415
[12] ص : 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق