الأربعاء، 8 يناير 2020

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 09

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 09
الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات
09

بوعلام محمد بجاوي

* لمعرفة النصوص التي تناسب الموضوعات العامة 
سبق في الذي قبله قول "الجاحظ" عن "الخطابة" –روايةً عن غيره- : "وجناحاها رواية الكلام"
ذكر"الجاحظ" جملة من الخطب و الأشعار لأن الكلام يقوم على :
*ما يصوغه ويؤلفه المتكلم
*ما يستشهد به في كلامه من كلام العرب الفصحاء من شعر و نثر
فهو يعطيك صورة الكلام البليغ الفصيح، ويعطيك جملا من كلام العرب تستشهد بها في كلامك، أو تقيس عليه
و لما كان الأصل في هذا العلم و أدلته هو كلام العرب وكلام البلغاء والحكماء، ذكر تحت كل معنى جملة من النصوص الشعرية والنثرية يستدل بها على المعنى الذي سيقت لأجله
فذكر : الأشعار و الخطب، و الرسائل و الوصايا، والمواعظ، والأدعية
ومن أبواب "الجزء الأول" :
"باب شعر وغير ذلك من الكلام مما يدخل في باب الخطب[1]"
"باب من الخطب القصار من خطب السلف، ومواعظ من مواعظ النساك، وتأديب من تأديب العلماء[2]"
و جلّ "الجزء الثاني" في الخطب
قال : ولكنا أحببنا أن نصيّر صدر هذا الباب[3] كلاما من كلام رسول رب العالمين، والسلف المتقدمين، والجلة من التابعين .اهـ[4]
يُدرج بينها أبوابا على طريقته، من ذلك : "باب من مزدوج الكلام"[5]، "مما قالوا في التشديق وفي ذكر الأشداق"[6] ، "باب من اللغز في الجواب"[7]....
واستدرك في خاتمة الكتاب خطبا :
باب : يضاف إلى باب الخطب[8]
تنبيه : المقصود – هنا – النقول من النثر – خطب وغيرها – أو الشعر التي يمثل بها للكلام البليغ :
لا التي لوصف الكلام البليغ وشروطه : فهذه تندرج في الذي قبله
و لا التي تذكر استدلالا  :  كما في "البيان بالإشارة" في كلامه عن أوجه و أنواع البيان
قال : وقد قال الشاعر في "دلالات الإشارة" :
أشارت بطرف العين خيفة أهلها 🍋 إشارة مذعور ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا 🍋 وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم[9]
و لا التي يذكرها من باب الترويح ودفع السآمة والملل : – كما يأتي –
قال : قد ذكرنا- أكرمك الله- في صدر هذا الكتاب من الجزء الأول وفي بعض الجزء الثاني، كلاما من كلام العقلاء البلغاء، ومذاهب من مذاهب الحكماء والعلماء، وقد روينا نوادر من كلام الصبيان والمحرّمين من الأعراب ونوادر كثيرة من كلام المجانين وأهل المرّة من الموسوسين، ومن كلام أهل الغفلة من النوكى، وأصحاب التكلف من الحمقى، فجعلنا بعضها في باب الاتعاظ والاعتبار، وبعضها في باب الهزل والفكاهة. ولكل جنس من هذا موضع يصلح له. ولا بد لمن استكدّه الجد من الاستراحة إلى بعض الهزل .اهـ[10]
*لمعرفة الهيئة التي ينبغي أن يكون عليها
ذكر "الجاحظ" في تعريف البلاغة الاختلاف في عدّ الهيئة في شروط البلاغة
والهيئة منها ما هو داخل في فعل المكلف، و منها ما هو مغلوب عليه
الأول : مثل اللباس والاعتماد على العصا
تطرق "الجاحظ" لها في موضعين[11]، الآخر في الردّ على الشعوبية، وذلك أنه من جملة ما تنكره "الشعوبية" على العرب، فهو المقصود من ذكره
الآخر : الصفات الخِلقية
ذكر "الجاحظ" الخلاف في الهيئة في باب "العي" الذي افتتح به كتابه، "آفات اللسان"، وسبق التمثيل به في الكلام عن "استطراده"
ومما نبّه عليه "الجاحظ" : في سياق كلامه عن البيان : الصدق، موافقة اللسان للقلب"
قال : فإذا كان المعنى شريفا واللفظ بليغا، وكان صحيح الطبع، بعيدا من الاستكراه، ومنزها عن الاختلال مصونا عن التكلف، صنع في القلوب صنيع الغيث في التربة الكريمة. ومتى فصلت الكلمة على هذه الشريطة، ونفذت من قائلها على هذه الصفة، أصحبها الله من التوفيق ومنحها من التأييد، ما لا يمتنع معه من تعظيمها صدور الجبابرة، ولا يذهل عن فهمها معه عقول الجهلة.
وقد قال عامر بن عبد قيس : الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تجاوز الآذان.
وقال الحسن – رحمه الله –، وسمع رجلا يعظ، فلم تقع موعظته بموضع من قلبه، ولم يرق عندها، فقال له : يا هذا، إن بقلبك لشرا أو بقلبي ... .اهـ[12]
*لمعرفة البلغاء
فينبغي لمن يخوض في علم من العلوم أن يكون عارفا بـ "أعلامه"، ليرجع إلى كلامهم يستفيد منه في تحصيل الملكة اللسانية
وذكر في سياقه عن آفات اللسان – كما سبق – من جمع بين الشعر والخطابة
قال : وفي الخطباء من يكون شاعرا ويكون إذا تحدث أو وصف أو احتج بليغا مفوها بينا، وربما كان خطيبا فقط وبيّن اللسان فقط، فمن الخطباء الشعراء، الأبيناء الحكماء: قس بن ساعدة الإيادي، والخطباء كثر، والشعراء أكثر منهم، ومن يجمع الشعر والخطابة قليل .اهـ[13]
ثم ذكر جماعة ممّن جمع بين الشعر والخطابة وشيئا من أخبارهم[14] :
وقال : وإذا صرنا إلى ذكر ما يحضرنا من تسمية خطباء بني هاشم، وبلغاء رجال القبائل، قلنا في وصفهما على حسب حالهما، والفرق الذي بينهما، و لأننا عسى أن نذكر جملة من خطباء الجاهليين والإسلاميين، والبدويين والحضريين، وبعض ما يحضرنا من صفاتهم وأقدارهم ومقاماتهم، وبالله التوفيق. اهـ[15]
وذكر في موضع :

وكان سهل بن هارون يقول : اللسان البليغ والشعر الجيد لا يكادان يجتمعان في واحد، وأعسر من ذلك أن تجتمع بلاغة الشعر، وبلاغة القلم
والمسجديون[16] يقولون : من تمنى رجلا حسن العقل، حسن البيان، حسن العلم، تمنى شيئا عسيرا. اهـ[17]
و من أبواب الكتاب :
باب : ذكر أسماء الخطباء والبلغاء والأبيناء وذكر قبائلهم وأنسابهم.[18]
باب : ذكر النساك والزهاد من أهل البيان.[19]
وأسماء الصوفية من النساك ممن كان يجيد الكلام.[20]
ذكر القصاص[21]
ومن اللحانين البلغاء[22] و ذكر فيه من كان لا يلحن



[1] البيان والتبين 1 / 218
[2] البيان والتبين 1 / 257
[3] الجزء الثاني، كما يدلّ عليه أوّل كلامه
[4] البيان والتبين 2 / 5
[5] البيان والتبين 1 / 116
[6] البيان والتبين 2 / 151
[7] البيان والتبين 2 / 147
[8] البيان والتبين 4 / 58
[9] البيان والتبين 1 / 78
[10] البيان والتبين 2 / 222
[11] البيان والتبين 1 / 340 ، 3 / 5
[12] البيان والتبين 1 / 83 – 84
[13] البيان والتبين 1 / 45
[14] البيان والتبين 1 / 45
[15] البيان والتبين 1 / 91
[16] الذين يلتزمون مسجد البصرة والكوفة
[17] البيان والتبين 1 / 243
[18] البيان والتبين 1 / 306
[19] البيان والتبين 1 / 363
[20] البيان والتبين 1 / 366
[21] البيان والتبين 1 / 367
[22] البيان والتبين 2 / 220

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق