الأربعاء، 27 نوفمبر 2019

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 08


النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 08

✍بوعلام محمد بجاوي


وفي تفضيل أهل اليمن :
حديث عقبة بن عمرو :
البخاري ( 3302 ) حدثنا مسدد [ بن مسرهد ] حدثنا يحيى [ بن سعيد القطان ] عن إسماعيل [ ابن أبي خالد ] قال حدثني قيس [ بن أبي حازم ] عن عقبة بن عمرو أبي مسعود، قال : أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن، فقال : الإيمان يمان ها هنا، ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين، عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة، ومضر [ م / 81 - (51) من طريق إسماعيل ]
حديث أبي هريرة :
( 4388 ) حدثنا محمد بن بشار حدثنا [ محمد بن إبراهيم ] ابن أبي عدي عن شعبة [ بن الحجاج ] عن سليمان [ بن مهران الاعمش ]  عن ذكوان [ أبي صالح السمّان ] عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم
وقال : غندر عن شعبة عن سليمان سمعت ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم [ و أخرجه مسلم 91 - (52) من طريق شعبة عن الأعمش عن و  90 - (52) من طريق أبي معاوية و جرير عن الأعمش ليس فيه "والفخر..." و عوضها في رواية جرير "رأس الكفر قبل المشرق" و 89 - (52) من طريق سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة بزيادة "قبل مطلع الشمس" ]
 ( 4390 ) حدثنا أبو اليمان [ الحكم بن نافع ] أخبرنا شعيب [ بن أبي حمزة ] حدثنا أبو الزناد [ عبد الله بن ذكوان ] عن الأعرج [ عبد الرحمن بن هرمز ] عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتاكم أهل اليمن، أضعف قلوبا، وأرق أفئدة، الفقه يمان والحكمة يمانية. [ م /84 - (52) من طريق صالح بن كيسان عن الأعرج و 82 ، 83 - (52) من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة : جاء أهل اليمن، هم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية. بزيادة "الإيمان يمان" ودون "أضعف قلوبا"
و أخرجه البخاري (3301) و مسلم 85 - (52)  طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا : رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل، والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم ]
( 4389 ) حدثنا إسماعيل [ بن أبي أويس ] قال حدثني أخي [ عبد الحميد ] عن سليمان عن ثور بن زيد [ المدني ] عن أبي الغيث [ سالم مولى عبد الله بن مطيع ] عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الإيمان يمان، والفتنة ها هنا، ها هنا يطلع قرن الشيطان.[ وأخرجه مسلم 86 - (52) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ : الإيمان يمان، والكفر قبل المشرق، والسكينة في أهل الغنم، والفخر والرياء في الفدادين أهل الخيل والوبر . و 87 - (52) من طريق عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة بلفظ : الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم و من طريق آخر عن الزهري  88 - (52) بزيادة : الإيمان يمان والحكمة يمانية  ]
وفي مسند أحمد (12026، 12528، 12872، 13334، 13768 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقدم عليكم أقوام هم أرق منكم قلوبا، قال: فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري
ويروى هذا الحديث بلفظ "غلظ القلوب، والجفاء في المشرق، والإيمان في أهل الحجاز"
أخرجه مسلم 92 - (53) حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن الحارث المخزومي عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : قال صلى الله عليه وسلم
يستدلّ له من يحمل "يمان" على مكة أو مكة و المدينة أو الأنصار، وهذا تأويل بعيد
وتفضيل أهل "اليمن" الظاهر أنه ليس على إطلاقه أي الجنس اليمني، وإنما الوافدون على النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن
قال ابن الصلاح أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن ( ت : 643 ) : أما ما ذكر من نسبة الإيمان إلى اليمن وأهله، فقد صرفوه عن ظاهره من حيث إن مبدأ الإيمان من مكة ثم المدينة حرسهما الله
فحكى أبو عبيد [ القاسم بن سلام ( ت : 224 ) ] إمام الغريب ثم من بعده في ذلك أقوالا :
أحدها : أن المراد بذلك مكة : فإنه يقال إن مكة من "تهامة[1]"، ويقال إن "تهامة" من أرض اليمن
والثاني إن المراد مكة والمدينة : فإنه يروى في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام وهو يومئذ بـ "تبوك"، و "مكة" و "المدينة" حينئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد "مكة" و "المدينة"، فقال : الإيمان يمان، ونسبهما إلى اليمن لكونهما حينئذ من ناحية اليمن، كما قالوا الركن اليماني، وهو بمكة إلى ناحية اليمن[2]
الثالث : ما ذهب إليه كثير من الناس – وهو أحسنها عند أبي عبيد – أن المراد بذلك الأنصار : لأنهم يمانون في الأصل، فنسب إليهم لكونهم أنصاره[3]
وأنا أقول والله الموفق : لو جمع أبو عبيد ومن سلك سبيله طرق الحديث بألفاظه كما جمعها مسلم وغيره وتأمّلوها لصاروا إلى غير ما ذكروه، ولما تركوا الظاهر، و لقضوا بأن المراد بذلك اليمن وأهل اليمن على ما هو مفهوم من إطلاق ذلك :
إذ من ألفاظه "أتاكم أهل اليمن"، والأنصار من جملة المخاطبين بذلك فهم إذا غيرهم
وكذلك قوله "جاء أهل اليمن" وإنما جاء حينئذ غير الأنصار، ثم إنه وصفهم صلى الله عليه وسلم بما يقضي بكمال إيمانهم ورتب عليه قوله "الإيمان يمان" فكان ذلك نسبة للإيمان إلى من أتاهم من أهل اليمن لا إلى مكة والمدينة[4]
ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهره وحمله على أهل اليمن حقيقة، لأن من اتصف بشيء وقوي قيامه به وتأكد اضطلاعه به نسب ذلك الشيء إليه إشعارا بتميزه به وكمال حاله فيه [ و إن لم يكن هو السابق إليه، و لا مختصا به[5] ]
وهكذا كان حال أهل اليمن حينئذ في الإيمان وحال الوافدين منهم في حياته صلى الله عليه وسلم وفي أعقاب موته كـ : أويس القرني، وأبي مسلم الخولاني، وأشباههما ممن سلم قبله وقوى إيمانه فكانت نسبة الإيمان إليهم لذلك إشعارا بكمال إيمانهم من غير أن يكون في ذلك نفي لذلك عن غيرهم، فلا منافاة بينه وبين قوله "الإيمان في أهل الحجاز"
ثم إن المراد بذلك : الموجودون منهم حينئذ، لا كل أهل اليمن في كل زمان، فإن اللفظ لا يقتضيه هذا والله أعلم .اهـ[6]




[1] مكان كثير الأودية يطل على ساحل البحر من جزيرة العرب و يمتد طولا إلى الجنوب إي إلى أقصى اليمن حيق بني مجيد صفة جزيرة العرب للهمداني ابن الحائك أبي محمد الحسن بن أحمد ( ت : 334 ) ص: 119 والمقصود أن مكة من تهامة و تهامة تمتد إلى اليمن، فيصدق فيها "يمان"
[2] الله أعلم بهذه الرواية
[3] غريب الحديث 1 / 377 – 378
[4] يقصد الرواية التي ذكر فيها "أتاكم أهل اليمن" ثم قوله "الإيمان يمان" فلا يمكن أن يكون المخاطَب هو المقصود بالوصف "الإيمان يمان"، وذلك أن في بعض الروايات ليس فيها "أتاكم.."
[5] ما بين [ ] شرح
[6] صيانة صحيح مسلم 210 – 212

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق