الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 06

النبوات وفضائل نبينا محمد 06

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 06
✍بوعلام محمد بجاوي


هاشم : لقب له واسمه عمرو : هو ابن عبد مناف، وهو لقب له واسمه "المغيرة"
و هو أبو "عبد المطلب" جد النبي صلى الله عليه وسلم                 
هذا من حيث الجملة، ومن حيث التفصيل
قال البخاري محمد بن إسماعيل ( ت : 256 ) في نسب النبي صلى الله عليه وسلم : محمد بن (1) عبد الله بن (2) عبد المطلب بن (3) هاشم بن (4) عبد مناف بن (5) قصي بن (6) كلاب بن (7) مرة بن (8) كعب بن (9) لؤي بن (10) غالب بن (11) فهر بن (12) مالك بن (13) النضر بن (14) كنانة بن (15) خزيمة بن (16) مدركة بن (17) إلياس بن (18) مُضَر بن (19) نزار بن (20) معد بن (21) عدنان . اهـ[1]
قال عبد الحق الإشبيلي أبو محمد ( ت : 582 ) : هذا هو النسب الصحيح الذي لم يختلف في شيء منه[2]، وبعض هذه الأسماء ألقاب، عبد المطلب اسمه : شيبة، وهاشم اسمه : عمرو، وعبد مناف اسمه : المغيرة، وقصي اسمه : زيد، والنضر: هو قريش .اهـ[3]
ابن سعد : قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب بن بشر الكلبي قال: علمني أبي وأنا غلام نسب النبي صلى الله عليه وسلم محمد الطيب المبارك : ابن عبد الله بن عبد المطلب – واسمه شيبة الحمد – بن هاشم – واسمه عمرو – بن عبد مناف – واسمه المغيرة – بن قصي – واسمه زيد – بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر – وإلى فهر جماع قريش وما كان فوق فهر فليس يقال له قرشي، يقال له كناني، وهو فهر – : بن مالك بن النضر – واسمه قيس – بن كنانة بن خزيمة بن مدركة – واسمه عمرو – بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .اهـ[4]
وما بعد عدنان رجم بالغيب
قال ابن حجر : وروى الطبراني بإسناد جيد عن عائشة قالت استقام نسب الناس إلى معد بن عدنان .اهـ[5]
في المعجم الأوسط (8249) حدثنا موسى بن جمهور "ثنا" دحيم [ عبد الرحمن بن إبراهيم ] عن عبد الله بن يزيد البكري "ثنا" محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة، قالت : استقام نسب الناس إلى معد بن عدنان
قال : لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن رومان إلا محمد بن إسحاق، تفرد به : عبد الله بن يزيد
قال ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر ( ت : 774 ): وهذا النسب الذي سقناه إلى عدنان لا مرية فيه و لانزاع، وهو ثابت بالتواتر والإجماع، وإنما الشأن فيما بعد ذلك، لكن لا خلاف بين أهل النسب وغيرهم من علماء أهل الكتاب أن عدنان من ولد إسماعيل نبي الله، وهو الذبيح على الصحيح من قول الصحابة والأئمة، وإسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد اختلف في كم أب بينهما على أقوال :
فأكثر ما قيل أربعون أبا، وأقلّ ما قيل سبعة آباء، وقيل : تسعة، وقيل : خمسة عشر، ثم اختلف في أسمائهم
وقد كره بعض السلف والأئمة الانتساب إلى ما بعد عدنان، ويحكى عن مالك بن أنس الأصبحي الإمام - رحمه الله - أنه كره ذلك .اهـ[6]
و سمّى جماعة من أهل العلم ما بين عدنان وآدم عليه السلام[7]
و هو يشترك مع بني إسرائيل وأنبيائهم في إبراهيم عليه السلام أبي الانبياء، فهو من ولد إسماعيل بن إبراهيم
قال ابن كثير : وكذلك بنو إسرائيل أنبياؤهم وغيرهم يجتمعون معه في إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب، وهكذا أمر الله سبحانه بني إسرائيل على لسان موسى السلام، وهو في التوراة كما ذكره غير واحد من العلماء ممن جمع بشارات الأنبياء به صبى الله عليه وسلم، إن الله تعالى قال لهم – ما معناه – : سأقيم لكم من أولاد أخيكم[8] نبيا كلكم يسمع له، وأجعله عظيما جدا.
ولم يولد من بني اسماعيل أعظم من محمد صلى الله عليه وسلم، بل لم يولد من بني آدم أحد ولا يولد إلى قيام الساعة أعظم منه صلى الله عليه وسلم .اهـ[9]

المعنى الآخر : فضل النسب العربي وقريش

أي فضل النسب العربي في نفسه، لا لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم منهم، فإن هذا يبطل الاستلال على فضل النبي ص بفضل نسبه وهو المقصود
قال ابن تيمية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ( ت : 728 ) : وليس فضل العرب، ثم قريش، ثم بني هاشم، لمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم، وإن كان هذا من الفضل، بل هم في أنفسهم أفضل، وبذلك يثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا، وإلا لزم الدور[10]. اهـ[11]
و أصرح و أصحّ و ما روي في فضل العرب و قريش وأبي هاشم حديث الباب : إِنَّ اللَّهَ اصطَفَى كِنَانَةَ مِن وَلَدِ إِسمَاعِيلَ، وَاصطَفَى قُرَيشًا مِن كِنَانَةَ، وَاصطَفَى مِن قُرَيشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصطَفَانِي مِن بَنِي هَاشِمٍ.
الشاهد في قوله "اصطفى" : أي اختار
كما في قوله تعالى } إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ . ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ { [ آل عمران : 33 – 34 ]
وقوله } قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ  {[ النمل : 59 ]
وقال : } وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ { [ البقرة : 132 ]
قال أبو العباس القرطبي : و قوله "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل" اصطفى: اختار. وصفوة الشيء خياره. ووزنه افتعل. والطاء فيه بدل من التاء لقرب مخرجيهما. ومعنى اختيار الله تعالى لمن شاء من خلقه : تخصيصه إياه بصفات كمال نوعه، وجعله إياه أصلا لذلك النوع، وإكرامه له على ما سبق في علمه، ونافذ حكمه من غير وجوب عليه، ولا إجبار، بل على ما قال } وربك يخلق ما يشاء ويختار { [ القصص : 68 ]. اهـ[12]




[1] صحيح البخاري 5 / 44
[2] فتح الباري 6 / 528
[3] الجمع بين الصحيحين 3 / 418
[4] الطبقات الكبرى 1 / 55
[5] فتح الباري 6 / 529
[6] الفصول في سيرة الرسول ص : 87
[7] الفصول في سيرة الرسول 88 - 89
[8] إسماعيل عليه السلام
[9] الفصول في سيرة الرسول 89 - 90
[10] فضل النبي صلى الله عليه وسلم لأنه من العرب، وفضل العرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم منهم، ولا تثبت إحدى القضيتين إلا بثبوت الأخرى، هذا هو الدور
[11] اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم 1 / 420
[12] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 6 / 46 – 47

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق