الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 05
✍بوعلام محمد بجاوي
[ العودة إلى زيد بن جندب بذكر عيبه ]
قال : وكان زيد بن
جندب أشغى أفلح ولولا ذلك لكان أخطب العرب قاطبة .اهـ[1]
قال الجوهري أبو نصر إسماعيل بن حماد ( ت :
393 ) : السن الشاغية : هي
الزائدة على الأسنان، وهي التي تخالف نبتتُها نبتةَ غيرها من الأسنان. يقال رجل أشغى
وامرأة شَغواء، والجمع شُغْو [ مثل : أَحْمَر، حَمْراء حُمْر[2] ].اهـ[3]
قال
الجوهري :
الأفلح : المشقوق الشفة السفلى، يقال رجل أفلح بَيِّـن الفلح، واسم ذلك الشقّ الفَلَحَة
مثل القَطَعَة، وكان عنترة
[ بن شدّد ] العبسي
يلقب "الفلحاء" لفلحة كانت به. وإنما ذهبوا به إلى
تأنيث الشفة .اهـ[4]
و ذكر بيتين لـ "عبيدة بن هلال اليشكري" [ من الأزارقة ]في ذمّه بهذا[5]
الأول :
الآخر :
و لعلّ "أفلح" صوابها "أقلح"
– بالقاف، وهي صفرة في الأسنان، وقلِح الرجل فهو أقلح[13] – كما في البيت الأول :
إلا أن يكون
الصواب"وفلح باد"
وذكر بيتا لـ الكميت
بن زيد الأسدي لأنّ عجزه – شطره الآخر - في معنى البيت الثاني لعبيدة
مشافر :
شفتا البعير[16]
قرحى :
جمع قريح فعيل بمعنى مفعول [ مقروح ]، قرح البعير فهو مقروح وقريح .اهـ[17]
تحتمل أن تكون "قرحى" صفة لـ
"مشافر" أو اسما للبعير التي بمشافرها قروح
قال أبو محمد محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي (ت : 388 ) – في شرح البيت : قرحى : إبل بها قروح، فهي تحتك بأفواهها، فقد
تهدلت مشافرها. و البرير : قشر[18] ثمر الأراك، إذا رعته الإبل استرخت أشداقها[19]، يشبه آثار الضرب بهذه السيوف، بأفواه
الإبل .اهـ[20]
ففي بيت الكميت تشبيه أثر الضربة
بالسيف بالفم القريح يصيب ثمر الأراك، فالبيت قبله في وصف السيوف
تَشَبَّهُ في
الهام آثارها ... مشافر قرحى أكلن البريرا[24]
فذكر الجاحظ بيتا آخر في هذا
المعنى
قال : وقال النمر بن تولب في
شنعة أشداق الجمل :
كم ضربة لك تحكي فا[25] قراسية
... من المصاعب في أشداقه شنع
القراسية : بعير أضجم، والضجم : اعوجاج في الفم، والفقم مثله.
والروق: ركوب السن الشفة. اهـ[26]
قال في "كتاب
الحيوان" : والشعراء يشبّهون الضربة بشدق
البعير، ولذلك قال الشاعر :
كم ضربة لك تحكي فا[27]
قراسية ... من المصاعب في أشداقه شنع
وقال الكميت :
......................مشافر
قرحى أكلن البريرا .اهـ[28]
وبيت الكميت أخذه من : عمرو بن شاس
قال ابن قتيبة أبو محمد عبد الله بن مسلم ( ت : 276 ) : ومما سبق إليه عمرو بن شاس فأُخذ منه قوله :
وأسيافنا
آثارهنّ كأنّها ... مشافر قرحى في مباركها هدل
أخذه الكميت فقال :
تشبّه في الهام
آثارها ... مشافر قرحى أكلن البريرا .اهـ[29]
قال الخطابي أبو سليمان حمد بن محمد ( ت : 388
) : الأهدل الذي في شفتيه غلظ واسترخاء، شفة
هدلاء أي متهدلة، وقلباء أي متقلبة، وقد هدل البعير يهدل هدلا ومشفر هدل أي طويل
قال ذو الرمة [ غيلان بن عقبة ( ت : 117 ) ] :
...........على
غائرات الطرف هدل المشافر
وقال عمرو بن شاس: ... [ ذكر البيت ]
ويقال تهدّل الغصن إذا أثقله الثمر واسترخي
وسقط بعضه على بعض.اهـ[30]
ثم ذكر صفات الخطباء
"وفي الخطباء من كان أشغى، ومن كان أشدق[31]، ومن كان أروق[32]، ومن كان أضجم[33]، ومن كان أفقم[34]. وفي كل ذلك قد روينا
الشاهد والمثل"[35]
ومثّل بـ "الأحنف
بن قيس" وأنه جمع العيوب، "ولكنه كان إذا تكلم جلّى عن نفسه[36]"
ثم ذكر استعمال "هند بن عتبة" لـ ما قيل في الأحنف
"ولكنه كان إذا تكلم جلى عن نفسه" في "معاوية بن يزيد"
وبعد كل هذا الاستطراد المتسلسل
وبعد كل هذا الاستطراد المتسلسل
قال : ثم رجع بنا
القول إلى الكلام الأول فيما يعتري اللسان من ضروب الآفات اهـ[37]
[1] البيان والتبين 1 / 55
[2] المصباح المنير في غريب الشرح
الكبير ص : 316 ط : المعارف
[3] الصحاح 6 / 2393
[4] الصحاح 1 / 393
[5] البيان والتبين 1 / 55
[6] قال الجوهري : عقاب عقنباة وعبنقاة و بعنقاة - على القلب - :
أي ذات مخالب حداد .اهـ الصحاح
1 / 187
[7] العصل :
الالتواء، قال الجوهري : وناب أعصل بين العصل، أي معوج شديد .اهـ الصحاح 5
/ 1766
[8] أي خرج عن موضعه، قال الجوهري
: نصل الحافر : خرج
من موضعه .اهـ الصحاح 5 / 1830
[9] فمك
[10] قال الجوهري :
فغر فاه، أي فتحه. وفغر فوه، أي انتفخ اهـ الصحاح 2 / 782
[11] جريح
[12] البرير : ثمر الأراك، قال ابن قتيبة أبو محمد عبد الله بن
مسلم ( ت : 276 ) – عن الأصمعي عبد الملك بن قريب ( ت : 216 )
– : قال الأصمعي : البرير
: ثمر الأراك، والغضّ منه المرد، والنضيج الكباث، وأسوده أشده نضجا .اهـ غريب
الحديث 1 / 435
[13] الصحاح 1 / 396 – 397
[14] قال الجوهري : الهامة : الرأس، والجمع
: هام . وهامة القوم : رئيسهم .اهـ الصحاح
5 / 2063
[15] البيان والتبين 1 / 55
[16] قال ابن سيدة أبو الحسن علي بن
إسماعيل ( ت: 458 ) : والمشفر للبعير كالشفة
للإنسان، وقد يقال مشافر للإنسان على الاستعارة .اهـ المحكم والمحيط الأعظم 8 / 46
[17] تهذيب اللغة 4 / 25 وقال
الخطابي في غريب الحديث 2 / 236 : والبعير العضه : الَّذِي قد أكل
العضاه فقرحت مشافره، وذلك أن لها شوكا يعقرها قال الشاعر :
.................مشافر
قرحي أكلن البريرا .اهـ
[18] المعروف أنه تمر الأراك نفسه
[19] جانب الفم . الصحاح 4 / 1500
[20] حلية المحاضرة 2 / 113 ط : العراق
[21] قال الجوهري
: والأبيض : السيف، والجمع البيض
.اهـ الصحاح 3 / 1067
[22] المتون – والله
أعلم – : جانبا السيف دون حافته
[23] قال ابن سيدة :
صلّ البيض صليلا : سمعت له طنينا عند مقارعة السيوف .اهـ المحكم والمحيط الأعظم 8 / 267
[24] ذكرهما الجاحظ في الحيوان 5 / 318 – 319 وفي أدب الكتاب للصولي ص : 72 : قال الكميت :
وبيض رقاق صفاح
المتون ... تسمع للبيض فيها صريرا
مهندة من عتاد
الملوك ... يكاد سناهن يغشي البصيرا.اهـ
وفي زهر الآداب وثمر
الألباب 2 / 615 ط : البجاوي لـ أبي إسحاق إبراهيم الحُصري القيرواني ( ت : 453 ) : "صحاح".
والمشهور كما في "البيان والتبين"
[25] فم
[26] البيان والتبين 1 / 55
[27] فم
[28] الحيوان 3 / 148 – 149
[29] الشعر والشعراء 1
/ 416
[30] غريب الحديث 2 /
446 - 447
[31] الشدق : جانب الفم . الصحاح 4 / 1500 . و هو صفة مدح، قال ابن قتيبة أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ( ت : 276 ) : وكانوا يـَمْدَحون
بِرَحْب الشدقين، ومنه قوله في وصف منطقه أنه كان يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه،
وذلك لرحب شدقيه يقال للرجل اذا كان كذلك أشدق بين الشدق. اهـ غريب الحديث 1 / 493 – ط
: بغداد
[32] قال الجوهري : و الروق – بالتحريك – : أن تطول
الثنايا العليا السفلى. والرجل أروق .اهـ الصحاح
4 / 1486
[33] قال الجوهري : والضجم : أن يميل الأنف إلى جانبي الوجه والرجل أضجم. والضجم أيضا
: اعوجاج أحد المنكبين. والمتضاجم : المعوج الفم. قال [ الأخطل ] :
وفروة ثفر الثورة
المتضاجم ... وضبيعة أضجم قوم من العرب.اهـ الصحاح 5 / 1971
[34] قال الجوهري : والفقم – بالتحريك – : أن تتقدم الثنايا
السفلى فلا تقع على العليا، والرجل أفقم، والأفقم من الأمور : الأعوج
.اهـ الصحاح 5 / 2003
[35] البيان والتبين 1 / 55
[36] المقصود جلّى عن نفسه جميع
عيوبه
[37] البيان والتبين 1 / 57
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق