الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 04

✍بوعلام محمد بجاوي

قال : وقد ذكر الشاعرَ زيدَ بن جندب الإيادي الخطيبُ الأزرقي في مرثيته لأبي دُواد بن حريز الإيادي، حيث ذكره بالخطابة وضرب المثل بخطباء إياد، فقال :

كقُسّ إياد أو لقيط بن معبد ... وعذرة والمنطيق زيد بن جندب[1]

*ثم ذكر أبياتا لـ "زيد بن جندب"، قال : وزيد بن جندب هو الذي قال في الاختلاف الذي وقع بين الأزارقة....اهـ[2] 

وذكرها

[ عذرة بن حجيرة ]

*ثم عاد للمرثية، عرّف بـ عذرة [ بن حجيرة الخطيب الإيادي ] المذكور في المرثية

ثم ذكر أبياتا في "عذرة بن حجيرة" تدل على قدره "ويدل على قدره فيهم، وعلى قدره في اللسن وفي الخطب، قول شاعرهم...وذكر الأبيات

و منها :

فإنك ضحاك إلى كل صاحب ... وأنطق من قُسّ غداة عكاظها[3]"

ليظهر فضل "زيد بن جندب" الذي قرن به في المرثية

[ قبيلة إياد ]

*ثم انتقل إلى : فضل قبيلة إياد في الخطابة التي منها "زيد بن جندب"، بأن في الثناءين مرثية "ابن حريز" و الثناء على "عذرة" التمثيل لبيان الفضل كان بـ "خطباء إياد خاصة" : "فلم يضرب هذا الشاعر الإيادي المثل لهذا الخطيب الإيادي، إلا برجل من خطباء إياد، وهو قس بن ساعدة، ولم يضرب صاحب مرثية أبي داود بن حريز الإيادي المثل إلا بخطباء إياد فقط، ولم يفتقر إلى غيرهم[4]"

[ العودة للمرثية ]

*ثم عاد للمرثية، وذكر أولها، سبعة أبيات

[ العودة لفضل "إياد" ]

*ثم واصل الثناء على "إياد" في "الخطابة" بذكر بيت في فضلهم

قال : وإياهم عنى الشاعر [ يأتي أنه ابن حريز المذكور في المرثية ] بقوله :

يرمون بالخطب الطوال وتارة ... وحي الملاحظ خيفة الرقباء[5]

[ ابن حريز ]

وجرّه ذكر بيت ابن حريز في فضل "إياد" إلى أن يسند إليه كلاما في "الخطابة" – وهذا من موضوع الكتاب في غير مضانه –

الأول : "تلخيص المعاني رفق. والاستعانة بالغريب عجز، والتشادق من غير أهل البادية بغض، والنظر في عيون الناس عيّ، ومسّ اللحية هلك، والخروج مما بني عليه أول الكلام إسهاب".اهـ

الآخر : رأس الخطابة الطبع، وعمودها الدربة، وجناحاها رواية الكلام، وحليها الإعراب، وبهاؤها تخيّر الألفاظ. والمحبة مقرونة بقلة الاستكراه .اهـ[6]

ثم ذكر له – لابن حريز – بيتا في وصف خطباء إياد، هو البيت السابق

ثم علّق عليه : فذكر المبسوط في موضعه، والمحذوف في موضعه، والموجز، والكناية والوحي باللحظ ودلالة الإشارة .اهـ[7]

ثم ذكر أبياتا أخرى له وقال : ثم لم يحفل بها، فادعاها مسلم بن الوليد الأنصاري، أو ادعيت له. وكان أحد من يجيد قريض الشعر وتحبير الخطب. اهـ[8]

[ من جمع بين الخطابة والشعر ]

وجرّه كلامه الأخير "وكان أحد من يجيد قريض الشعر وتحبير الخطب" إلى ذكر من جمع بين الخطابة والشعر مع بيان قلتهم

قال : وفي الخطباء من يكون شاعرا ويكون إذا تحدث أو وصف أو احتج بليغا مفوها بينا، وربما كان خطيبا فقط وبيّن اللسان فقط، فمن الخطباء الشعراء، الأبيناء الحكماء: قس بن ساعدة الإيادي، والخطباء كثر، والشعراء أكثر منهم، ومن يجمع الشعر والخطابة قليل .اهـ[9]

ثم ذكر جماعة ممّن جمع بين الشعر والخطابة وشيئا من أخبارهم[10] :

ولم يخل ذكرهم من استطراد

لمّا ذكر الكميت بن زيد الأسدي و الطّرمّاح بن حكيم الطائي ذكر ما بينهما من الموافقة رغم المخالفة في المذهب، جرّه ذلك إلى ذكر من كان حالهما كحال الكُمَيْت والطِّرمّاح، الموافقة مع المخالفة، وهذا باب من العلم يعزّ ذكره في الكتب[11]

ولما ذكر عمران بن حطان أحد بني عمر بن شيبان : تكلم بكلام مختصر عن بني عمر بن شيبان، و أن الخطباء والعلماء فيهم قليل، وسمى منهم جماعة، ثم أحال إلى موضع متأخر[12]

وختم الكلام عن الخطباء الشعراء بالإحالة إلى الموضع الخاص بـ "الخطباء" : "وسنذكر كلام قس بن ساعدة وشأن لقيط بن معبد، وهند بنت الخس، وجمعة بنت حابس، وخطباء إياد، إذا صرنا إلى ذكر خطباء القبائل إن شاء."[13]

[ فضل "تميم" و "إياد" ]

ثم انتقل إلى فضل "تميم" و "إياد" في الخطابة

قال : ولـ "إياد" و "تميم" في الخطب خصلة ليست لأحد من العرب .اهـ[14]

وذكر سبب ذلك :

إياد : رواية النبي صلى الله عليه وسلم كلام قس بن ساعدة الإيادي و إعجابه به[15]

تميم :

إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم بـ كلام "عمرو بن الأهتم" في "الزبرقان بن بدر" و قوله : "إن من البيان لسحرا"[16]

إعجاب معاوية ابن أبي سفيان بكلام الأحنف بن قيس وقوله : "لقد أوتيت تميم الحكمة، مع رقة حواشي الكلم"[17]

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 05

الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 01

صفحة الأدب

---

[1] البيان والتبين 1 / 42

[2] البيان والتبين 1 / 42

[3] البيان والتبين 1 / 42 – 43

[4] البيان والتبين 1 / 43

[5] البيان والتبين 1 / 43

[6] البيان والتبين 1 / 44

[7] البيان والتبين 1 / 44 و ذكر البيت في موضع آخر : ومما مدحوا به الإيجاز والكلام الذي هو كالوحي والإشارة، قول أبي دؤاد ابن حريز الإياديّ :

يرمون بالخطب الطوال وتارة ... وحي الملاحظ خيفة الرقباء

فمدح كما ترى الإطالة في موضعها، والحذف في موضعه .اهـ البيان والتبين 1 / 44 

[8] البيان والتبين 1 / 45

[9] البيان والتبين 1 / 45

[10] البيان والتبين 1 / 45

[11] البيان والتبين 1 / 46 – 47

[12] البيان والتبين 1 / 47

[13] البيان والتبين 1 / 52

[14] البيان والتبين 1 / 52

[15] البيان والتبين 1 / 52

[16] البيان والتبين 1 / 53

[17] البيان والتبين 1 / 53 - 54