الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 33

النبوات وفضائل نبينا محمد 33
النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
33

✍بوعلام محمد بجاوي

الحديث الثاني: حديث نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم

قال القرطبي: وعن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده، وأمر الناس أن يتوضؤوا منه قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم.

وفي رواية: دعا بماء، فأتي بقدح رحراح، فجعل القوم يتوضؤون فحزرت ما بين الستين إلى الثمانين، قال: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه.

وعنه: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالزوراء قال: والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد في ماء ثمة، دعا بقدح فيه ماء.

وفي رواية: لا يغمر أصابعه أو قدر ما يواري أصابعه، فوضع كفه فيه، فجعل ينبع من بين أصابعه، فتوضأ جميع أصحابه، قال قلت: كم كانوا يا أبا حمزة؟ قال: كانوا زهاء ثلاث مائة.

المسألة الأولى: سند الحديث

4 - (2279) وحدثني أبو الربيع سليمان بن داود العتكي حدثنا حماد - يعني ابن زيد - حدثنا ثابت [بن أسلم البُناني] عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماء فأتي بقَدَحٍ رحراح، فجعل القوم يتوضؤون، فحزرت ما بين الستين إلى الثمانين، قال: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه [القرطبي أخر هذا الحديث بعد الحديث الذي يلي. البخاري (200) حدثنا مسدد (بن مسرهد) حدثنا حماد وفيه "ما بين السبعين إلى الثمانين"]

قَدَح: إناء، وقال ابن حجر: والقدح أكثر ما يكون من الخشب مع ضيق فمه.اهـ[1]

ورحراح: واسع، قريب القعر:

قال ابن الأثير أبو السعادات المبارك بن محمد (ت: 606): الرحراح: القريب القعر، مع سعة فيه.اهـ[2]

مسلم 5 - (2279) وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا معن [بن عيسى] حدثنا مالك (ح) وحدثني أبو الطاهر [أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح] أخبرنا [عبد الله] ابن وهب عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده، وأمر الناس أن يتوضؤوا منه، قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم. [البخاري (169) حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك. (3573) حدثنا عبد الله بن مسلمة (القعنبي) عن مالك]

6 - (2279) حدثني أبو غسان المسمعي [مالك بن عبد الواحد] حدثنا معاذ - يعني ابن هشام - حدثني أبي عن قتادة [بن دعامة السدوسي] حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بـ "الزوراء"، قال: والزوراء: بالمدينة عند السوق والمسجد في ماء ثمة دعا بقدح فيه ماء، فوضع كفه فيه، فجعل ينبع من بين أصابعه، فتوضأ جميع أصحابه.

قال: قلت: كم كانوا يا أبا حمزة؟ قال: كانوا زهاء الثلاثمائة

7 - (2279) وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر [غُنْدَر] حدثنا سعيد [بن أبي عروبة] عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بـ "الزوراء"، فأتي بإناء ماء لا يغمر أصابعه أو قدر ما يواري أصابعه - ثم ذكر نحو حديث هشام‌‌. [البخاري (3572) حدثني محمد بن بشار (بُندار) حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد (بن أبي عروبة) عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بـ "الزوراء"، فوضع يده في الإناء فجعل الماء ‌ينبع من بين أصابعه فتوضأ القوم. قال قتادة قلت لأنس: كم كنتم قال ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة.]

قال القاض عياض بن موسى اليحصبي (ت: 544): وذكر مسلم في الباب: حدثنا محمد بن المثنى[3] حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة [بن الحجاج] عن قتادة. كذا للعذري [أبي العباس أحمد بن عمر العذري الدلائي الأندلسي (ت: 478) يروي صحيح مسلم عن: أبي العباس أحمد بن الحسن ابن بندار الرازي عن أبي أحمد محمد بن عيسى الجلودي عن إبراهيم بن محمد بن سفيان عن مسلم]. وعند غيره حدثنا سعيد عن قتادة. كذا للسجزي [أبي سعيد عمر بن محمد بن محمد بن داود يروي الصحيح عن الجلودي] والسمرقندي [أبي الليث نصر بن الحسن الشاشي (ت: 486). يروي عن الجلودي. يروي صحيح مسلم عن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي (ت: 4485) عن الجلودي. يروي عياض صحيح مسلم من طريقه]. قال لنا القاضي أبو علي [الحسين بن محمد الصدفي (ت: 514)، يروي صحيح مسلم عن العذري، وسمعه منه القاضي عياض]: وهو الصواب، وكذا ذكره البخاري لسعيد وهو ابن أبى عروبة لا لشعبة.اهـ[4]

مدار الحديث عند مسلم على أنس بن مالك:

الأول: من طريق ثابت

الثاني: من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة

الثالث: من طريق قتادة بن دعامة السدوسي

وفي صحيح البخاري:

(3574) حدثنا عبد الرحمن بن مبارك حدثنا حزم قال سمعت الحسن قال حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مخارجه، ومعه ناس من أصحابه، فانطلقوا يسيرون فحضرت الصلاة، فلم يجدوا ماء يتوضؤون، فانطلق رجل من القوم، فجاء بقدح من ماء يسير، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثم مد أصابعه الأربع على القدح، ثم قال: قوموا فتوضؤوا، فتوضأ القوم حتى بلغوا في ما يريدون من الوضوء، وكانوا سبعين أو نحوه.

(3575) حدثنا عبد الله بن منير سمع يزيد أخبرنا حميد [بن أبي حميد الطويل] عن أنس رضي الله عنه قال: حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار من المسجد يتوضأ، وبقي قوم فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بمِخضب من حجارة فيه ماء، فوضع كفه فصغر المِخضب أن يبسط فيه كفه، فضم أصابعه فوضعها في المخضب، فتوضأ القوم كلهم جميعا. قلت: كم كانوا؟ قال ثمانون رجلا.

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 34 

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 01

صفحة السيرة


[1] فتح الباري 1 / 301

[2] النهاية في غريب الحديث 2 / 208

[3] أثبت المحقق "هشام" بدل "المثنى"، وقال: هكذا في (ح) وفى الحديث المطبوع رقم (7): المثنى.

[4] إكمال المعلم بفوائد مسلم 7 / 20

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق